فى تاريخ كرة القدم، لاعبون كان لهم دور كبير فى عشق الجماهير لهذه اللعبة التى تركل بالأقدام، فموهبتهم، وإبداعهم، ولمساتهم السحرية، زادت من الشغف والولع للساحرة المستديرة.
فمن ينسى الأسطورة بيليه، والراحل مارادونا، وبيكنباور، وبلاتينى، وزين الدين زيدان، ورونالدو البرازيلي، ورونالدينهو، وحاليا ميسى ورونالدو ومحمد صلاح، هؤلاء النجوم كتبوا بموهبتهم صفحات ناصعة فى تاريخ كرة القدم، حببت الناس فى متابعتها والتعلق بها، وكانوا بمثابة القدوة والمثل لكل صبى صغير يحلم بالانخراط فى مجال كرة القدم.
الفوارق الفردية بين اللاعبين، من الموهبة والمهارات هى من تزيد قوة أى فريق، أو منتخب، وتجعله من المصنفين على مستوى العالم، فمثلا نجح بيليه فى قيادة السامبا البرازيلية لحصد الكثير من الألقاب ومنها كأس العالم، وكذلك فعل الأسطورة مارادونا، وكان لميسى ورونالدو دور كبير فى انتصارات برشلونة وريال مدريد على المستوى المحلى والقارى، ودائما نرى أن لاعبا واحدا فذا وموهوبا يحدث فارقا لفريقه أو منتخب بلاده.
ورغم أنه فى بداية مشواره الكروى، ولم يصل بعد لمستوى يؤهله للدخول فى مقارنة مع أى من اللاعبين الأفذاذ، إلا أن محمد شريف بذرة جيدة ومشروع للاعب هداف حريف، يستطيع أن يصنع الفارق، وجوده فى صفوف الأهلى كان حلا عبقريا لمشكلة عدم وجود الهداف المهارى القناص، وهى الأزمة الشديدة التى عانى منها الفريق الأحمر لسنوات، بعد اعتزال النجم عماد متعب، ولم يستطع أى لاعب آخر أن يملأ الفراغ الذى تركه متعب الحراس، فكان العجز التهديفى للخط الأمامى عائقا أمام الفريق فى تحقيق بطولات كان قاب قوسين أو أدنى إلى نيل لقبها، حتى جاء شريف ليفرض نفسه بمهاراته وموهبته وأهدافه على التشكيل الأساسى للأهلى، ويقدم نفسه للمنتخب الوطنى، كهداف من طراز فريد.
المميز فى محمد شريف، أنه كوكتيل من المهارات المطلوبة فى رأس الحربة، أو اللاعب الهداف، فهو قوى وسريع وخاصة عند امتلاكه الكرة، وبارع فى خلق المساحات لنفسه، ويراوغ ويتحكم فى الكرة بشكل جيد، يلعب ويصوب بكلتا قدميه، كما أثبت فى مباراة المقاصة أنه يلعب برأسه بشكل رائع، ويستطيع بذكائه ضرب مصيدة التسلل وخداع المنافسين، كما أنه مبدع ولديه جوع وشغف لإحراز الأهداف، وكل تلك المهارات تصنع مهاجما فذا لا يشق له غبار.
شريف يستطيع أن يرفع من مستواه، لو واصل العمل على نفسه بجد واجتهاد، ولم يمسه درب من جنون العظمة والغرور، فهو لديه كافة الإمكانيات ليكتب اسمه فى سجل الهدافين للكرة المصرية، بشرط ألا يستعجل الخطوات، ويحاول القفز على مسافات ضرورية لصهر مهاراته وصقل موهبته، ولذلك أعتقد أن تفكيره فى الاحتراف فى أى دولة بالخليج أو تركيا سيكون قرارا خاطئا، فلن يضيف له أى شيء سوى رصيده فى البنك، أما استمراره فى الأهلى لموسم آخر فسيزيد من قدراته المهارية والفنية وبالتبعية قيمته التسويقية، وحينها يمكن له الاحتراف فى أى من الدوريات القوية سواء فى إنجلترا أو إسبانيا أو فرنسا، وعندها من الممكن أن يصنع تاريخا ناصعا للاعب مصرى عالمى.
بقلم حسين يوسف