اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الأحد، 4 من اليهود المتدينين المعروفين بالحريديم قرب تل أبيب، بدعوى إغلاقهم شارعا، ضمن احتجاجاتهم على نظر المحكمة العليا بالتماسات ضد قانون لإعفاء اليهود المتدينين من الخدمة بالجيش الإسرائيلي.
وفي الشهر الماضي، صادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون التشريع بالإجماع على قانون تقدم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم فرض تجنيدهم، ويمهد ذلك لعرضه على الكنيست للتصويت.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 4 متدينين يهود بتهمة إغلاق شارع 4 في منطقة بني براك قرب تل أبيب.
وتجمع مئات من يهود “الحريديم” لإغلاق الشارع في مدينة بني براك التي يسكنها المتدينون، قبل أن تفض الشرطة المظاهرة، وفق الصحيفة ذاتها.
وتأتي المظاهرة بعد مناقشة المحكمة العليا في وقت سابق الأحد التماسات قدمتها هيئات مدنية بشأن تجنيد طلاب المدارس الدينية ووقف تمويل المدارس التي يرفض طلابها التجنيد، وفق هيئة البث الرسمية.
ولم تبت المحكمة العليا، وهي أعلى هيئة قضائية في البلاد، في هذه الالتماسات اليوم، علما بأن جلستها كانت الثانية بعد الجلسة الأولى التي أصدرت أمرا مؤقتا في مارس/آذار الماضي بعدم إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية وتجميد تمويل المعاهد الدينية اليهودية في حال عدم توجه طلابها للتجنيد في الجيش.
صراع ممتد
ويشكل المتدينون اليهود نحو 13% من عدد سكان إسرائيل، وهم لا يخدمون في الجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة.
والشهر الماضي، صادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون التشريع بالإجماع على مشروع قانون مثير للجدل بشأن تجنيد الحريديم (قانون التجنيد).
ووفق مشروع القانون المقترح، يتوجب على الإسرائيليين قضاء عامين في الخدمة العسكرية عند بلوغ سن الـ18، بينما يستثني الحريديم من ذلك، حيث يرفع سن التجنيد لهم إلى 21، ويمنحهم الفرصة لقضاء فترة التجنيد في أعمال خدمة مدنية.
ومنذ 2017، فشلت الحكومات المتعاقبة في التوصل إلى قانون توافقي بشأن تجنيد الحريديم، بعد أن ألغت المحكمة العليا قانونا شُرّع عام 2015 وقضى بإعفائهم من الخدمة العسكرية، معتبرة أن الإعفاء يمسّ بـ”مبدأ المساواة”.
ومنذ ذلك الحين، دأب الكنيست على تمديد إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، ومع نهاية مارس/آذار الماضي، انتهى سريان أمر أصدرته حكومة بنيامين نتنياهو بتأجيل تطبيق التجنيد الإلزامي للحريديم.
وفي حين تعارض الأحزاب الدينية تجنيد الحريديم، فإن الأحزاب العلمانية والقومية تؤيده وتطالب المتدينين بالمشاركة في “تحمّل أعباء الحرب”، مما تسبب لنتنياهو في إشكالية تهدد ائتلافه الحاكم.
المصدر : الجزيرة + وكالات