موقع مصرنا الإخباري:
دخيل جديد احتل مكانة مميزة في طبق التسالي المصري، ولم يخطر على بال الكثير أن يسأل عن مدى تأثيره على الصحة العامة.. إنها ” المقرمشات والسناكس” التي تُباع في محلات العطارة والبقالة والأكشاك، يتناولها الكبار والصغار، لا أحد يعلم أين يتم تصنيعها وكيف؟! على أرفف المحال تُوضع في شيكارة بشكل جذاب وسعر في متناول الكثيرين، وعليها حفنة ليست بالقليلة من مكسبات الطعم والرائحة لتضفي مذاقًا ممتعًا لها.
ورغم مخاطرها الكبيرة التي يُحذر منها خبراء التغذية باعتبارها إحدى مسببات الأنيميا لدي الاطفال، إلا أنها باتت من أشهر وسائل التسالي في أيدي الأطفال وأفراد الأسرة دون وعي بأن الإفراط في تصنيعها بمكسبات الطعم يُحولها لمادة خطيرة ومسرطنة أثناء القلي، ويُضاف إلى هذا أنها تفتقر لكافة المواصفات الصحية في طريقة الإعداد ومدى صلاحية الزيوت المستخدمة للقلي، وغياب تاريخ الإنتاج والصلاحية.
“الأخبار المسائي” رصدت آراء بعض الأمهات وأولياء الأمور حول مدى علمهم بمخاطرها.
تقول أم مازن: “أولادي بيحبوا المقرمشات اللي بنجبها من المقلة، ويفضلوها أكتر من الشيبسي والكاراتيه، لأن الطعم فيها يكون أعلى بكتير، ولم أهتم بالتفكير في أنه ممكن أن يكون خطرًا، كنت فكراها زي اللب، ودايمًا بشتريها بـ10 جنيهات منها، وفي مرة وهم بيكلوا منها اكتشفت “صرصار صغير”، موجود بين المقرمشات، ومن يوميها أولادي تعبوا واتصابوا بإسهال وترجيع، وبعدها شوفت أخبار للشرطة ضبطت مقرمشات مصنعة تحت بير سليم، عرفت قد أيه السناكس دا ممكن يضر بصحة ولادي”.
فيما قالت عبير: “كنت بسمع دايماً الأطباء يحذرون من الشيبسي والكاراتيه وأنها من المقرمشات المضرة جداً بالصحة، وخاصة لو تم تعرضهم للشمس، ولكنى لم أكن مهتمة، لذلك الأمر حتى أصيب ابنى بالأنيميا، وذهبت للدكتور الذى نصحنى بإتباع نظام غذائي جيد لدى طبيب متخصص، الذى بدوره أكد لي أن السبب الرئيسي لمرض ابني هذه المقرمشات غير الصحية، متابعة، ورغم أن تلك المنتجات لها مصانع معروفة ومرخصة طبقًا لوزارة الصحة، إلا أنها تسبب الكثير من الأمراض، واختتمت إذا كانت المنتجات المصرح بها غير مفيدة وضارة فما بالك بتلك المقرمشات التي تُباع “سائبة” لا أحد يعلم كيف تصنع وأين؟، وتتعرض لأشعة الشمس طول اليوم، ولا يوجد عليها أي تاريخ إنتاج أو صلاحية”.
وفي نفس السياق كشفت “أم إسراء” طريق تصنيع المقرمشات قائلة: “عندنا محل جنب البيت بيعملها، بشوفهم من البلكونة، بيحفظوها في جوال يشبه جوال الأعلاف، وبيحفظوها عندهم في المخزن بالشهور وممكن بالسنين، والمخزن دا مليان حشرات وفئران، اللي طبعًا بتتغذى على المقرمشات دي، وبيبعوها للأطفال اللي بيكلوها ومش بيفرق معهم شكلها”.
فيما قالت “بسملة”: أنا معرفش بصراحة بيتصنع ازاي بس أنا بحبه أوي، لأن الطعم فيها بيكون جامد أوي أكتر من الشيبسي، ممكن يكون تطعم السناكس نفسه مش حلو أوي، بس الحلاوة كلها في طعم الكاتشب أو الملح والليمون أو الفراخ أو الجبنة اللي محطوطة عليهم.
وذكرت أحلام: “أنا ابني اتسمم قبل كدا في المدرسة هو وزمايله بسبب موضوع المقرمشات دي، وأصيبوا بآلام شديد في البطن وترجيع وإسهال، لأنهم تناولوا مقرمشات منتهية الصلاحية، قاموا بشرائها من خارج المدرسة، المفروض الأجهزة الأمنية تكثف جهودها، وتمنع المنتجات دي من الأسواق كفاية علينا الشيبسي والكاراتيه، معروف إنهم مضطرين بس على الأقل المصانع بتاعتهم تحت إشراف وزارة الصحة، ومشاكلهم مش هتكون زي المقرمشات دي اللي مش معروف مصدرها ولا أي حاجة عنها”.
وفي هذا السياق قال الدكتور مجدي نزيه، رئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية، للأسف الشديد بعض المواطنين خاصة الأمهات لا يدركن خطورة تناول المنتجات الصناعية خاصة المقرمشات سواء المغلفة “الجاهزة” أو التي تباع بالكيلو في الأسواق، موضحاً أن المقرمشات تحتوي على تركيزات عالية من مادة أكريلامايد “acrylamide، والتي تتكون خلال عملية إعداد وتجهيز هذه الأطعمة بالقلي أو التحميص، والتي تؤدى إلى الإصابة الأمراض السرطانية.
“الفنكوش” من أخطر أنواع المقرمشات التي تستخدمها الأمهات لإرضاء أطفالهن وإسعادهن ولا يشعرن بمدى الخطورة التى يتسببن فيها لأبنائهن، خاصة أن “الفنكوش” يتشرب كمية كبيرة من زيت الطعام عن قليه الذي يسهم في رفع الكوليسترول في الدم، والتي ينتج عنها الكثير من أمراض الجهاز الدوري مثل والقلب والأوعية الدموية، وتصلب الشرايين، فضلاً عن الإصابة بأمراض السمنة.
وأشار رئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية، إلى أن هذه الأطعمة تعمل على سد شهية الطفل وحرمانه من الأكل الصحي المتوازن، خاصة أن جميع أنواع المقرمشات التي تباع في الأسواق غير صحية، وتسبب أمراضًا للمواطنين نظراً لعدة أسباب أهمها سوء التخزين وإضافة مواد حافظة وألوان صناعية غير صالحة للاستهلاك الآدمى، متابعاً معظم هذه المقرمشات تباع “سائبة”، ولا يوجد عليها تاريخ صلاحية، كما أن سوء التخزين وتعرضها لأشعة الشمس قد يؤدي إلى “زرنخة” الزيوت الداخلة في تصنيعها، وإمكانية نمو فطري خطر عليها من النوع الذي يفرز سمومًا تُؤثر على الجهاز العصبي.
واختتم نزيه حديثه قائلاً: على جميع الأمهات تحرى الدقة وإتباع أنظمة غذائية مفيدة للأطفال والابتعاد عن تناول أى أطعمة مجهولة المصدر لمجرد أنها تعجب أبناؤهم لما تمثله من خطر داهم خاصة على الأطفال صغار السن، حيث تُؤثر على جهازهم العصبي والكبد والكلى.
ومن جانبها أكدت ملك صالح، رئيس المعهد القومي للتغذية سابقاً، أن العديد من المواطنين يفتقدون لثقافة التغذية الصحيحة، مما يسبب لهم العديد من الأمراض ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات لضعف جهازهم المناعي نتيجة لسوء التغذية.
وعن أضرار المقرمشات التي يتناولها الأطفال قالت “صالح”: المقرمشات بجميع أنواعها سواء كانت الجاهزة أو المصنعة تُمثل خطراً كبيراً على صحة المواطنين، لأن الجاهزة منها تحتوي على الزيت الأسود الذي أعيد استخدامه أكثر من مرة، وأصبح غير صالح للاستخدام الآدمي، وإعادة استخدامه تُؤدى إلى زيادة نسبة الكوليسترول بالدم وتصلب الشرايين والسمنة وارتفاع ضغط الدم، لذا يجب منع الأطفال والكبار أيضاً من تناول المقرمشات المصنعة تمامًا سواء شيبسي أو سناكس أو دوريتوس، لأن جميعها خطر على الصحة، أما المقرمشات المصنعة في المنزل، فهى أيضًا ضارة لاحتوائها على الزيوت التى تعد مصدرًا للكوليسترول والتي تسبب السمنة، وبالتالي يجب عدم الإفراط فى تناولها بقدر الإمكان.
وأضافت أن “السناكس” الذي انتشر مؤخراً في محلات البقالة ولدى العطارين ويُقلى في المنزل يفضل الابتعاد عنه، لأنه يمتص نسبة عالية من الزيت أثناء القلي، متابعةً: تناول المقرمشات بشكل مفرط أمر غير صحي، نظراً لاحتوائها على نسبة كبيرة من السكريات والكربوهيدرات، التي تسبب ارتفاع ثلاثي الجلسريد في الدم الذي يؤدي إلى زيادة في الوزن، وزيادة فرص الإصابة بمشكلات صحية خطيرة مثل مرض السكري، فضلاً عن عدم احتوائها على مكونات غذائية أساسية، مثل مضادات الأكسدة والألياف والمعادن والفيتامينات.
