ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة مواصلة دعم بلاده عسكريا، محذّرا من أن “الإخفاق في مساعدة بلده في مواجهة روسيا يحقّق أحلام الكرملين بتدمير الديمقراطية في أوروبا”. وأكّد زيلينسكي مخاطبا مجموعة من الضباط الأميركيين في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن أمس الاثنين، أن أوكرانيا لا تقاتل من أجل وجودها فحسب، بل دفاعا عن الحريات في أوروبا والتي ازدهرت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وفي إشارة إلى الجمهوريين في الكونغرس الذين باتوا يعارضون التمويل الأميركي للجهد الحربي الأوكراني، شدد زيلينسكي على أن على السياسيين ألا “يخونوا الجندي”، محذّرا من أن إيقاف المساعدات الأميركية أمر يرحّب به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال “يجب أن يخسر بوتين.. يمكنكم الاعتماد على أوكرانيا ونأمل بالدرجة نفسها أن نتمكّن من الاعتماد عليكم”، وحذر قائلا “عندما يتردد العالم الحر، فإن الدكتاتوريات تحتفل”. ووصل زيلينسكي إلى واشنطن آتيا من الأرجنتين حيث أجرى زيارة دبلوماسية. من المقرر أن يلتقي زيلينسكي اليوم الثلاثاء الرئيس الأميركي جو بايدن وشخصيات بارزة في الكونغرس من الحزبين بمن فيهم رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون. وأكّد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن الزيارة تأتي في “لحظة حرجة”، وأن بايدن لن يخفي بأنه “متمسّك” بسعيه لتأمين المساعدات التي تحتاجها أوكرانيا لإعادة إمداد جنودها وتوسيع الجهود الرامية لدفع القوات الروسية للتراجع. وأضاف كيربي للصحفيين على متن طائرة الرئاسة أن من المتوقع إعلان واشنطن عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا قبل نهاية الشهر الجاري. وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس بأن بايدن وكبار المسؤولين في البيت الأبيض على اتصال وثيق ومستمر مع المشرعين بشأن الحاجة الملحة للموافقة على تقديم مساعدة أمنية جديدة لأوكرانيا بقيمة 50 مليار دولار تقريبا. وأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مجددا التزام بلاده بدعم أوكرانيا في صد الغزو الروسي الشامل، وقال خلال كلمة في جامعة عسكرية “نحن عازمون على أن نظهر للعالم أن أميركا لن تتراجع عن دفاعها عن الحرية”. وحذر أوستن من إنه في ظل الجدال داخل الكونغرس بشأن الإفراج عن المزيد من المساعدات العسكرية، فإن “التزامات أميركا يجب الوفاء بها ويجب الدفاع عن أمنها ويجب الالتزام بكلمتها”. واجتمع زيلينسكي أيضا مع مديري صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ساعيا لدعم اقتصاد بلده في ظل الحرب الشاملة. وأعلن صندوق النقد صرف 900 مليون دولار لأوكرانيا في إطار خطة مساعدة أعلن عنها في مارس/آذار الماضي. الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي عرقلوا طلب البيت الأبيض إقرار حزمة مساعدات طارئة لأوكرانيا (شترستوك) تبدل موقف الجمهوريين وعلى مدى فترة الحرب مع روسيا، اعتمدت القوات الأوكرانية بشدّة على دعم غربي بقيادة الولايات المتحدة، شمل تسليمها ذخائر وأسلحة ومساعدات اقتصادية واجتماعية تقدّر بعشرات مليارات الدولارات. والآن، تقترب من النفاد المساعدات الأميركية التي وصفها بايدن بأنها جزء من حرب وجودية بين العالم الديمقراطي والاستبداد العدائي المتمثّل في الرئيس الروسي. وعرقل الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي الأسبوع الماضي طلب البيت الأبيض إقرار حزمة طارئة بقيمة 106 مليارات دولار كمساعدات لأوكرانيا وإسرائيل خصوصا. وأفاد المحافظون بأنهم سيرفضون الحزمة ما لم يوافق الديمقراطيون والبيت الأبيض أيضا على إصلاحات واسعة النطاق مرتبطة بالهجرة تتعلق بالأمن عند الحدود الأميركية المكسيكية. ويبدو أن حماسة الجمهوريين اليمينيين بقيادة مرشح انتخابات 2024 الرئاسية دونالد ترامب تراجعت بشكل كبير حيال قضية أوكرانيا. وقال السيناتور جيمس ديفيد فانس، الحليف المقرب لترامب، أول أمس الأحد “من مصلحة أميركا أن تتقبّل بأنه سيتعيّن على أوكرانيا التخلي عن أراض لصالح الروس، وعلينا أن نسدل الستار على الحرب”. واعتبر فانس أن تحذيرات البيت الأبيض من أن السماح لروسيا بالانتصار في أوكرانيا سيعرّض دولا أخرى في شرقي أوروبا للخطر، بما فيها تلك المنضوية في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، “سخيفة”. وأفاد بأنه لا يجب أن تحصل أوكرانيا على “شيك على بياض”، مضيفا “ما الذي سيحققه مبلغ 61 مليار دولار ولم يحققه مبلغ 100 مليار دولار حتى الآن؟”. المصدر : وكالات