– الإعلام الغربي يستخدم “معايير مزدوجة” ويتعمد تحريف جهود الصين لمكافحة الوباء
– ٢٠ مليار دولار حجم التبادل التجاري بين الصين ومصر
أكد السفير الصيني لدى القاهرة لياوليتشيانغ عمق العلاقات الصينية – المصرية في كافة المجالات، مشيرًا إلى التنسيق رفيع المستوى والتعاون الوثيق والعلاقات الإستراتيجية بين البلدين.
و قال السفير في حواره لـ”بوابة الأهرام” في أعقاب زيارة وزير الخارجية الصيني تشين جانغ، إلى مصر، يوم الأحد الماضي واستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي له ولقاءات الوزير الصيني مع نظيره المصري سامح شكري، وكذلك محادثاته مع أحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية – إن الزيارات التي قام بها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي للصين ولقاءاته المتعددة مع فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، وكذلك الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس شي للقاهرة في يناير ٢٠١٦ كلها أدت إلى تحقيق نقلة نوعية في علاقات البلدين وخلقت مزيدا من التعاون والتنسيق المشترك على كافة المستويات وأدت إلى رفع مستوى العلاقات إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين.
جائحة كورونا
= استمرت جائحة كورونا أكثر من ثلاث سنوات، ما هي القيم التي تلتزم بها الصين دائمًا في مواجهة تحديات الجائحة؟
– تعد الجائحة امتحانًا مهمًا لكافة دول العالم، على هذه الخلفية، تقوم الصين بتعديل إجراءات الوقاية والسيطرة بشكل مستمر وفقًا لتطورات الجائحة، غير أنها تلتزم دائمًا بنقطة واحدة، ألا وهي أولوية الشعب وأولوية الأرواح، بعد تفشي الجائحة، أعطت الحكومة الصينية الأولوية لرفع معدل الشفاء وتخفيض معدل الوفيات، ولم تتخل عن أي مصاب، بعد دخول مرحلة الوقاية والسيطرة الاعتيادية، قامت الصين بتغيير إجراءاتها بشكل علمي ودقيق، تماشيا مع تطورات الجائحة، وصمدت أمام 5 موجات للجائحة، ونجحت في منع الانتشار الواسع للسلالة الأصلية الفتاكة ومتحور دلتا في الصين، وساهمت هذه الجهود في كسب الوقت الثمين للصين، من خلاله انخفضت خطورة السلالات المتحورة، واستخدمت الصين هذا الوقت لتطوير الأدوية ورفع قدرة العلاج وتلقيح مواطنيها على نحو واسع.
إن معدل الحالات الخطيرة ومعدل الوفيات في الصين هو الأدنى على الصعيد العالمي؛ حيث أشارت آخر الأرقام من منظمة الصحة العالمية إلى أن الإصابة الإجمالية لكورونا تجاوز 651 مليون نسمة في العالم، وتجاوز عدد الوفيات 6.65 مليون، بينما يشكل عدد سكان الصين 18.32% للعالم، لا يشكل عدد الوفيات في الصين 0.08% للعالم، وارتفع متوسط العمر المتوقع للصين من 77.3 عاما إلى 78.2 عاما، وفي ظل تراجع المؤشر العالمي للتنمية البشرية لسنتين متتاليتين، ارتقى ترتيب الصين فيه 6 مراكز، وحظيت جهود الصين في مكافحة الجائحة على تقييم عال وتأكيد كلي من المجتمع الدولي، بما فيه منظمة الصحة العالمية.
إجراءات الوقاية
= في أعقاب إلغاء الصين لقيود السفر والتنقل ما هي الخطوات التي تقوم بها الحكومة الصينية لتعزيز إجراءات الوقاية من فيروس كورونا؟
– مع الانخفاض الملحوظ لخطورة وسموم متحور أوميكرون والارتفاع المستمر لقدرة الصين على العلاج والاختبار والتلقيح، نضجت الظروف والأسس لتحسين سياسة الصين للوقاية والسيطرة، إن قيام حكومة الصين بتصنيف فيروس كورونا كفيروس من “الفئة ب” لا يعني تركه بدون وازع، بل ستبادر إلى تحسين إجراءات الوقاية والسيطرة وفقا لتطورات الجائحة، وتركيز الجهود على تعزيز الخدمات والضمانات، مع إعطاء الأولوية إلى تلقيح الفئات العالية الخطورة مثل المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة، والحماية الشخصية والعلاج السريع بعد الإصابة، سعيا لتقليل الحالات الخطيرة والوفيات إلى أدنى حد اليوم، إن وضع الوقاية والسيطرة في الصين مستقر وقابل للسيطرة ومتجه نحو الأفضل، لدينا ثقة تامة بتغيير وتحسين الإجراءات المعنية بشكل سلس ومنتظم.
وفقا للتصنيف الجديد، وضعت وأعلنت الصين الإجراءات المؤقتة للدخول والخروج، إذ ابتداء من يوم 8 يناير العام الجاري، لا يحتاج المسافرون إلى الصين إلى طلب كود الصحة مسبقًا، ولا داعي لإجراءات الاختبار النووي والحجر الصحي بعد دخول الصين، الأمر الذي لقى ترحيب كافة الأطراف، وأعربت جنوب إفريقيا وغيرها من الدول عن عدم فرض القيود والاختبار النووي على المسافرين القادمين من الصين، كما أعربت تايلاند وإندونيسيا وماليزيا وغيرها من الدول عن الترحيب الحار بالسياح الصينيين.
= كيف تنظرون إلى هجوم بعض وسائل الإعلام الغربية على جهود الصين في التعامل مع فيروس كورونا؟
– منذ فترة، قامت بعض وسائل الإعلام الغربية عمدًا بتضخيم وحتى تحريف جهود الصين في تعديل سياسة الوقاية والسيطرة، وفي الوقت نفسه، تغاضت عن الفوضى العارمة التي مرت بها بلدانها والثمن الباهظ التي دفعته، وهو ما يمن ان نطلق عليه “المعايير المزدوجة” بكل معنى الكلمة، وتدعو الصين كافة الأطراف إلى الالتزام بمبدأ العلم، واتخاذ إجراءات الحجر الصحي العلمية والمناسبة التي لا تستهدف أي دولة معينة، وتجنب أي أقوال أو أفعال من شأنها تسييس الجائحة، والعمل سويًا على ضمان التنقل الطبيعي للأفراد، الجدير بالإشارة، أن الصين ستعمل على استئناف سياحة مواطنيها إلى الخارج بشكل منتظم وعلمي وبمبدأ التجريب قبل التعميم، مع الأخذ في الاعتبار وضع الجائحة في العالم وقدرات الجهات في مجالي الخدمات والضمانات، كما تنبه مواطنيها بالتأكد من الحالة الصحية قبل السفر والاطلاع الكامل على شروط بلد المقصد، حتى تجنب التأثير على سفرهم.
التنمية الاجتماعية والاقتصادية
هل أثرت جهود الصين في تنسيق مكافحة الجائحة على جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية؟
– ظلت الصين تلتزم بالتنسيق بين جهود مكافحة الجائحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، في هذا السياق، أعلنت الصين عن استخدام أكثر من 3.4 مليار جرعة من اللقاحات، وبلغ معدل التلقيح ومعدل التلقيح الكامل في الصين 92% و90%، وبلغ معدل التلقيح للمسنين فوق 60 عاما 86%. واليوم، هناك 13 نوعا من اللقاحات ضد كورونا يستخدم في الصين، وتجاوزت قدرة الإنتاج السنوي للقاح 7 مليارات جرعة. كما تعمل الصين على دفع التلقيح بالجرعة المعززة، مع التركيز على تلقيح المسنين والإدارة الصحية لهم. في الوقت نفسه، اتخذت الصين إجراءات متعددة لرفع القدرة الإنتاجية للأدوية، الأمر الذي يجعل القدرة الإنتاجية لأدوية الطب الصيني التقليدي المفضلة لدى أبناء الشعب الصيني تلبي احتياجات السوق، ويجعل القدرة الإنتاجية لأدوية الطب الغربي لتقليل الحمى، مثل باراسيتامول وايبوبروفين، تتجاوز 75 مليون حبة يوميا، كما وافقت على استيراد الأدوية المنتجة لشركة فايزر وغيرها.
وفي السنوات الثلاث الماضية، بالتزامن مع مكافحة الجائحة بشكل علمي ومستهدف، تعمل الصين على استئناف العمل والإنتاج، وبلغ متوسط معدل النمو الاقتصادي السنوي 4.5%، وهو رقم أعلى بكثير من متوسط معدل النمو في العالم.
وبعد تحسين إجراءات مكافحة الجائحة في الصين، تسارعت خطوات التعافي الاقتصادي في كافة المناطق الصينية، حيث تسارع استئناف العمل والإنتاج والتجارة والسوق، وبلغ معدل استئناف العمل للمؤسسات الصناعية الكبيرة 90%، كما استأنفت الأعمال لما يزيد عن 70% من المواقع السياحية، وأصبحت الشوارع والمولات والمطاعم مزدحمة وعادت الحياة المألوفة بشكل تدريجي. اليوم، توشك الصين على أهم عيدها التقليدي – عيد الربيع، وتشهد المواصلات ذروة عيد الربيع، إذ توقعت الجهات المعنية الصينية أن عدد المسافرين خلال فترة العيد سيبلغ مليارين و95 مليون نسمة، بزيادة قدرها 99.5% على أساس سنوي، ليشكل 70.3% مما كان عليه في نفس الفترة في عام 2019.اليوم، تقلّ الطائرات والقطارات المكوكية أبناء الشعب الصيني إلى منازلهم لالتئام أسرهم.
يتوقع العديد من الوكالات الدولية أن الصين ستحقق نموا بمعدل أعلى من 5% في عام 2023، وهو رقم أعلى بكثير من نظيراتها في العالم والاقتصادات الرئيسية الأخرى. على هذه الخلفية، ومع استقرار وضع الجائحة في العالم وتطبيق إجراءات التنمية العالية الجودة التي حددها المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، سيشهد اقتصاد الصين نموا أسرع، بما يقدم مساهمة أكبر للنمو الاقتصادي العالمي.
الجهود المصرية
= كيف تنظرون إلى تعامل الحكومة المصرية مع جائحة كورونا؟
– يسعدنا أن نرى أن الحكومة المصرية تعمل، منذ تفشي الجائحة، على وضع وتنفيذ الإجراءات العلمية والدقيقة لمكافحة الجائحة، الأمر الذي لا يضمن صحة أبناء الشعب المصري فحسب، بل دفع التعافي الاقتصادي بقوة، وحقق نجاحا هائلا. بفضل الجهود المشتركة من البلدين، تجاوز التعاون الثنائي تحديات الجائحة وحقق تطورا كبيرا: أنجزت الشركات الصينية بسلاسة أطول جسر سكة حديدية ذات هيكل فولاذي دوار في العالم، ودشنت أول سكة حديدية مكهربة في إفريقيا – السكة الحديدية بمدينة العاشر من رمضان، ودفعت مشروع تجمّع صناعة الإسمنت الأكبر حجما والأعلى تكنولوجيا في إفريقيا بخطوات ثابتة، ووقعت الاتفاقيات بشكل رسمي بشأن أكبر مشروع طاقة الرياح والطاقة الشمسية في مصر. في عام 2021، ازداد حجم التجارة بين البلدين بـ37.3%، وبلغ 19 مليار و980 مليون دولار أمريكي.
= ما هو الدور الذي قامت به الصين لتقديم المساعدة لدول العالم في مواجهة جائحة كورونا؟
– لا تحمل الصين على عاتقها مسئولية أرواح وسلامة مواطنيها فحسب، بل تبذل قصارى جهدها للمساهمة في مكافحة الجائحة في العالم. فبعد تفشي الجائحة، ظلت الصين مشاركة المعلومات والبيانات مع المجتمع الدولي بموقف مسئول. وفقا للإحصاءات، عقدت الصين أكثر من 60 جلسة فنية مع منظمة الصحة العالمية، و4 منها بعد تحسين إجراءات الوقاية والسيطرة، كما تستمر الصين في مشاركة البيانات الوراثية للفيروس من خلال قاعدة البيانات التشاركية العالمية للإنفلونزا (GISAID)، وبادرت الصين إلى تصنيف اللقاحات كالسلع العامة الدولية، وقد قدمت أكثر من 2.2 مليون جرعة من اللقاحات إلى أكثر من 120 دولة ومنظمة دولية، كما قدمت كمية هائلة من مواد مكافحة الجائحة إلى أكثر من 150 دولة و15 منظمة دولية، وشاركت 180 دولة وأكثر من 10 منظمات دولية خطة الوقاية والسيطرة والعلاج، وقدمت التبرعات لمنظمة الصحة العالمية.
والجدير بالذكر أن الصين ومصر عملتا على توفير اللقاحات إلى فلسطين من خلال مصنع Vacsera ومساعدة أبناء الشعب بقطاع غزة على مكافحة الجائحة والتخفيف من الأزمة الإنسانية، مما كتب آية جميلة للتعاون الدولي لمكافحة الجائحة.
وأفادت منظمة الصحة العالمية يوم 4 يناير، بأن المعلومات الوراثية الفيروسية التي قدمتها اللجنة الوطنية الصينية للصحة تشير إلى التطابق بين تسلسل الجينات الفيروسية الذي تنتشر في الصين ونظيره الذي قدمته الدول الأخرى المأخوذ من المسافرين الصينيين المصابين، ولم تستكشف المنظمة أي سلالة جديدة أو تحور ملحوظ. وستواصل الصين متابعة عن كثب تحور الفيروس ونشر المعلومات عن الجائحة أول بأول والعمل مع المجتمع الدولي على مواجهة تحديات الجائحة.
وستنتهي الجائحة بكل التأكيد وسيأتي الانتصار بكل التأكيد، ونؤمن بأن الصين ستحقق انتصارًا شاملًا في معركة مكافحة الجائحة، كما نؤمن بأنه طالما تتضامن وتتعاون دول العالم بروح رجل واحد، تستطيع البشرية التغلب على الجائحة بشكل شامل وفي يوم مبكر، بما يحقق التعافي الاقتصادي القوي في العالم والتنمية المستدامة للمجتمع البشري.
المصدر الاهرام