موقع مصرنا الإخباري:
زحام شديد تعيشه القاهرة على مدار يومين، دون مبررات واضحة، أو أسباب حقيقية تدعو لهذه التكدسات على الطرق الرئيسية والفرعية والمحاور المرورية، في حين أن كل مبررات الزحام تقريباً غير موجودة، فما زالت المدارس في مرحلة العطلة الصيفية، ولا توجد امتحانات مركزية على مستوى الجمهورية، مثل الثانوية العامة أو الدبلومات الفنية، والجامعات بكلياتها المختلفة، كما أن هناك أعداد كبيرة من المواطنين خارج القاهرة لقضاء الإجازة الصيفية.
معدلات الزحام بالأمس كانت ملحوظة بصورة واضحة، لدرجة أن الطريق من كورنيش المعادي، حتى الدقي، استغرق أكثر من ساعة، في حين أنه في الأوقات العادية لا يتجاوز 20 دقيقة، هل الموضوع له علاقة بالأكمنة المرورية وطبيعة الإشارات الموجودة في الشوارع، أم أن له علاقة بارتفاع درجات الحرارة وحوادث الطرق، وتعطل عدد غير محدود من السيارات أعلى المحاور والطرق الرئيسية.
أظن أن جزء كبير من أسباب الزحام في القاهرة الكبرى على مدار الأيام الماضية يرتبط بصورة أساسية بوسائل النقل العشوائية، التي انتشرت في المناطق الشعبية والمخططة على حد سواء، فقد شاهدت ” التوك توك” أمس على كورنيش المعادي، ولا أعرف كيف وصل إلى تلك النقطة، ومن سمح له بالمرور فيها، فما بالنا بالمناطق غير المخططة، التي بات التوك وسيلة النقل الأكثر شعبية بها.
وسائل النقل العشوائية مثل التوك توك والتروسيكل، باتت سبب رئيسي في الزحام والتكدسات داخل القاهرة الكبرى، لذلك يجب أن يكون هناك تدخل حكومي عاجل للمواجهة من خلال قرار حاسم بمنع سيرها سواء في الشوارع الرئيسية أو حتى الفرعية، وإحلالها بوسائل مواصلات أكثر أماناً، خاصة أن قضية إحلال التوك توك شغلت جزء كبير من اهتمام الحكومة في الفترة الماضية، ومن المنتظر أن يكون هناك مشروع حضارى لتوفير وسائل نقل آدمية.
الزحام والتكدسات المرورية تدفع ضريبتها الدولة والمواطن على حد سواء، وتشكل مصدر رئيسى لإهدار المواد البترولية، التي تشتريها الدولة بالعملة الصعبة، بالإضافة إلى التلوث البيئي، الذي ينتج عن التكدسات المرورية ومعدلات احتراق وقود المواد البترولية، لذلك أتصور أن المشروعات القومية التي قدمتها الدولة في مجالات إصلاح وإحلال الطرق الإقليمية وتوسعتها في غاية الأهمية، ولها دور محوري في تخفيف الزحام، وتوفير الوقود، وتحقيق السيولة المرورية التي يتمناها المواطن.
بقلم محمد أحمد طنطاوي