أيام شريفة فضيلة عظيمة، العمل الصالح فيها أحب إلى الله جل وعلا، يضاعف فيها الثواب أضعافا كثيرة، قيل اليوم فيها يساوى ألف يوم، ويوم عَرفة يساوى عشرة آلاف يوم، وقيل إن العمل فى اليوم كقدر غزوة فى سبيل الله، أهلا بكم فى العشر الأوائل من ذى الحجة.
وفضل وعظمة تلك الأيام يرجع لاتصالها بالحج، وأن بها يوم عرفة، وفضل هذا اليوم عظيم، وصومه يكفر سنتين، “ماضية ومقبلة”، وكذلك فضل يوم العيد، فهو أعظم حرمة عند الله، لأن فيه الحج الأكبر، ومن فضلها أيضا إشاعة الأمن في البلاد عامة، لتهيئة الجو للمسافرين والحجاج، ولمن خلفوهم وراءهم، والانشغال بالعبادة والذكر، وهذه الأيام فرصة لأداء كل العبادات من صلاة وصيام وصدقة وحج.
يعلمنا النبى محمد ويحثنا على العمل الصالح في تلك الأيام العشر، فيقول صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل فيها أحب إلى الله من هذه العشر.. قيل: ولا الجهاد فى سبيل الله.. قال: ولا الجهاد إلا رجلًا خرج بنفسه وماله ولم يعد بشيء من هذا كله”.
فهنيئا لك أيها المسلم أنك أدركت هذه الأيام المباركات، التى قدر الله أن يكون العمل فيها له منزلة عالية وأجر عظيم مضاعف، فلا تبخل على نفسك وهلمَّ إلى الخير، وتزود منه قدر إمكانك، فإنها منح الله عز وجل يأتيها من يشاء، فكن ممن شاء الله أن يمنحه هدايا وعطايا رحمانية.
تحلوا بفعل الطاعات، تصدق بالقدر الذى تستطيع به، واعلم أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، تزين بالأخلاق الحسنة، أكثر من الصلاة على رسول الله، اقرأ ما تيسر من القرآن الكريم، عامل الناس كما تحب أن يعاملوك، واعلم أن أفضل الأعمال ذكر الله، وأفضل الذكر يتمثل في الباقيات الصالحات “لا إله إلا الله.. سبحان الله.. الحمد لله.. الله أكبر.. لا حول ولا قوة إلا بالله، فاجعل لسانك دائما رطبا بذكر الله.
واوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعاء خاصة في يوم وقفة عرفات، حيث قال: “أفضل الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وأفضل مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ”.
اللهم في هذه الأيام المباركة احفظ مصر وأهلها، وارفع عنها الوباء، اللهم أمين، كل عام وأنتم بخير.
بقلم مصطفى فرغلي
