دماء زاكية ازهرت واينعت واثمرت نصرا
اذا تلفتنا هنا أو هناك عن يمين او شمال ، او ناحية الشرق والغرب فإننا سنجد مقاومين قلوا او كثروا – وفى الغالب كثيرين – يحتفون بذكري الشهداء القادة الذين اينعت دماؤهم الزكية وازهرت ثم اثمرت نصرا وعزا وقوة ومنعة.
واذا نظر المنصفون إلى مواقف المقاومة بعد استشهاد القادة وعلى رأسهم الشهيد قاسم سليماني فإنهم يصلون إلى قناعة مفادها ان جريمة امريكا باغتيالها الشهيد ورفاقه الكرام اول العام 2020 ببغداد إنما اسهمت في كشف وجهها القبيح للعالم بقتلها لمن بذلوا أنفسهم لمحاربة الإرهاب والتطرف والتكفير.
ولا شك ان هذه الجريمة رغم صعوبتها ووقعها الأليم على محبى الشهيد والعارفين به والمقربين منه وبل وعموم احرار الارض وبالذات محور المقاومة مجاهدين وجماهير ، على الرغم من ذلك فان ما لاشك فيه ان هذا الدم الزكى الطاهر قد اينع نصرا واثمر عزا وان لم تره عيون طالما عميت عن رؤية الحق ومعالمه.
ان التشييع المليونى للشهيد ورفاقه ، وهو امر غير مسبوق فى تاريخ العالم ، والملحمة البطولية العظيمة التى رسمها الشعب الايرانى فى هذا المشهد المهيب ، وخروج عشرات الملايين فى عدد من المدن الايرانية لوداع الشهيد السعيد ، ومن قبله قرار البرلمان العراقى الملزم للحكومة بضرورة اخراج القوات الاجنبية من العراق ، والمسيرة المليونية التى شهدتها بغداد تطالب بطرد امريكا من البلد ، ثم الاستمرار على أحياء ذكري استشهاد القادة الكرام ، هذه الامور جميعها من بركات تضحيات المجاهدين واحدى ثمرات دماء الشهداء الكرام.
ان الايرانيين وهم يخرجون بالملابين لتشييع القائد سليمانى ، ويواصلون الخروج في ذكراه كل عام انما يبطلون بعملهم هذا كل مؤامرات امريكا والكيان الصهيونى وادواته وماكينتهم الاعلامية الضخمة التى اجتهدت ان تقنع العالم اجمع بتململ الشعب الايرانى من قيادته ومواجهتها لامريكا واسرائيل وادواتهم فى المنطقة ، ويثبت هذا التلاحم الكبير والتاييد المليونى للنظام الإسلامى يثبت هذا الأمر خطأ الرهانات القائلة بعدم توافق الشارع الايرانى مع قيادته فى مواجهتها لامريكا اذ ان الشهيد الذى خرج ملايين الايرانيين لنشيبعه ووداعه ، وخرجوا بالملايين يحيون ذكراه و يعلنون تبنيهم للمنهج الذى سار عليه الشهيد ، هذا الشهيد يعتبر احد اهم من يتصدون للصلف الاستكبارى المتمثل فى امريكا واسرائيل ، وعليه فان خروج هذه الاعداد الكبيرة فى ايران وغيرها أحياء لذكراه يعنى ان استفتاء حقيقيا قد تم ، وان الإيرانيين وغيرهم من محبي الشهيد قد اختاروا طريق العزة والكرامة والفضل مما يعتبر بلا شك نصرا كبيرا لمحور العزة والمجد وقد كشفت دماء الشهيد المباركة معالم هذا النصر
والحمد لله رب العالمين.
سليمان منصور