كشفت دراسة بحثية أجراها قسم التغذية بالمركز القومي للبحوث عن التأثير السلبي للإمساك المزمن، وخاصة لدى السيدات المصريات على الذاكرة والتركيز والانتباه والحالة المزاجية. وقالت أستاذ التغذية الطبية بقسم التغذية بالمركز الدكتورة يسر كاظم – في تصريح اليوم – إن الدراسة تناولت العلاقة بين الإمساك المزمن والتركيز والذاكرة وبعض وظائف المخ الإدراكية الأخرى، وفيها تم مقارنة مجموعتين من المتطوعين، الأولى تم إعطاها نظام غذائي عالي الآلياف الطبيعية من خضروات وفاكهه وتم إضافة الشمر أيضا للنظام الغذائي المعروف عنه خاصية امتصاص المياه بسبب ارتفاع نسبة الآلياف به مع شرب كثير من المياه والسوائل الدافئة قليلة السكر فتقوم بتحفيز وتنشيط حركة القولون مما يساعد على علاج الإمساك. وأضافت أنه تم مقارنة هذه المجموعة بمجموعة أخرى ضابطة لم نتدخل في نظامها الغذائي وعقب شهرين تم مقارنة المجموعتين ووجد أن المجموعة التي تناولت النظام الغذائي عالي الآلياف مدعم بالشمر والمشروبات الدافئة قد حدث لها تحسن كبير في كل الوظائف الإدراكية للمخ وأهمها الذاكرة والتركيز والانتباه إلى جانب تحسن في الحالة المزاجية بسبب علاج الإمساك، إلى جانب فقد بعض الوزن الزائد. وأوضحت أن الدراسة خلصت إلى أن علاج الإمساك المزمن يؤدي إلى تحسن الذاكرة والتركيز والانتباه ويساعد على فقد الوزن الزائد. وعن التفسير العلمي لهذه النتائج أكدت الدكتورة يسر كاظم أن الإمساك المزمن يؤدي إلى امتصاص كثير من المواد السامة والمؤذية من فضلات عملية الهضم والتي لها خاصية عبور الغشاء المحيط بالمخ مما يؤثر بالسلب على وظائف المخ كلها بالإضافة إلى أن هذه المواد الضارة تزيد من الحالة الالتهابية المزمنة في الجسم مما يزيد قابلية الجسم لتخزين الدهون والإصابة بالسمنة. وأضافت أن نسبة الإصابة بالإمساك المزمن أعلى في الأشخاص المصابين بالسمنة وذلك بسبب الاختلال الهرموني في حالات السمنة التي تؤدي إلى زيادة حركية الجهاز الهضمي العلوي بمعني سرعة مرور الغذاء من المعدة فتسبب الشعور بالجوع وعلى العكس في منطقة القولون وهو الجزء السفلي من الجهاز الهضمي الذي يصاب بالكسل وبطء الحركة مما يسبب الإمساك. وأوضحت أن السمنة تسبب الإمساك المزمن الذي يسبب السمنة وذلك في حلقة مستمرة تدعم بعضها ولذلك فان علاج الإمساك المزمن يعتبر من العوامل المساعدة في علاج السمنة.. مشيرة إلى تأثير الإمساك المزمن على المستعمرات البكتيرية في الجهاز الهضمي فقد أثبتت العديد من الدراسات أن الأشخاص المصابين بالإمساك المزمن لديهم فصائل من البكتريا تختلف عن تلك الموجودة بالأشخاص الذين لا يعانون من هذه المشكلة. وأكدت أن العلاج هو تعديل النمط الغذائي بحيث تحتوي كل وجبة على كميات وفيرة من الخضروات والفاكهة وشرب كثير من الماء الفاتر قبل كل وجبه حتي لو كانت وجبة صغيرة. وأوضحت أنه في كثير من الدراسات الحديثة على مشكلة الإمساك المزمن وجد أيضا أنه يسبب خلل وضعف في الجهاز المناعي لدي الإنسان المصاب وكذلك يتسبب في خشونة الجلد وتساقط الشعر وكل هذا يتم تفسيره بنفس السبب وهو إعادة امتصاص النفايات إلى الدورة الدموية وتوزيعها على كل الجسم وأيضا اختلال المستعمرات البكتيرية بالقولون والتي لها تأثير كبير وأساسي على الجهاز المناعي. وأوصت بضرورة الاهتمام بعلاج أي حالة من حالات الإمساك المزمن وعدم التعايش معها لما لها من تأثيرات سلبية على الصحة العامة وصحة المخ، خاصة وأن هذه المشكلة تتزايد مع التقدم في العمر وبالتالي حل المشكلة مبكرا بالاهتمام بتعديل النظام الغذائي و النشاط الحركي يكون أفضل كثيرا.
المصدر بوابة الأهرام