داعمو إسرائيل يحاولون منعه.. تدريس “النضال الفلسطيني” في بريطانيا
يواجه الاتحاد الوطني للتعليم في بريطانيا (NEU) اتهامات بنشر دعاية تهدف إلى غسيل مخ الطلاب حول الحرب على غزة، بعد أن قرر أكبر اتحاد تعليمي في البلاد، تدريب أعضائه على كيفية تناول النضال الفلسطيني في المدارس المختلفة.
تدريس الكفاح الفلسطيني
يعقد الاتحاد الوطني للتعليم (NEU) ورشة عمل الشهر المقبل لتدريب أعضائه على كيفية تناول القضية الفلسطينية في المدارس البريطانية، وفقًا لصحيفة “ذا تليجراف” البريطانية.
في الوقت نفسه، شجّع الاتحاد المعلمين على تنظيم يوم عمل في أماكن عملهم- يوم الخميس- لتسليط الضوء على النضال الفلسطيني من أجل الحرية.
يخالف القوانين
في المقابل، اتهم النقاد الاتحاد بنشر دعاية مؤيدة لفلسطين، وحذروا مدعين من أن كلا الحدثين قد يُخالفان التشريعات التي تمنع الترويج للآراء السياسية الحزبية في المدارس.
ووفقًا للصحيفة البريطانية، يزعم النقاد أن الفعاليات قد تتعارض أيضًا مع القواعد التي تُلزم المجالس ومديري المدارس بضمان عرض آراء متعارضة ومتوازنة على التلاميذ حول القضايا السياسية.
تُنظّم ورشة العمل، التي تُقام في ليفربول في 14 يونيو المقبل، من قِبَل “مكان”، وهي مجموعة تعليمية تعمل على تبني مناهج تعليمية تُجسّد تاريخ النضال الفلسطيني، وتهدف إلى تعزيز حركة التحرير الفلسطينية.
ووفقًا لـ”مكان”، فإن ورش العمل التي تُنظمها مُصممة لتوفير معرفة أساسية حول قضايا رئيسية مثل “النكبة، والاستعمار الاستيطاني، والإمبريالية، والفصل العنصري”.
إجراءات مضادة
أثار ذلك مخاوف النقاد الذين ادعوا أن المعلمين الذين يحضرون ورشة عمل ليفربول سيُشجعون على نشر معلومات مُتحيزة حول الحرب على غزة.
ودعت منظمة “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل” (UKLFI) وزارة التعليم والمجالس المحلية في بريطانيا، إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد ما تصفه بالترويج للدعاية المؤيدة لفلسطين والمعادية لإسرائيل في المدارس.
وقالت كارولين تيرنر، المتحدثة باسم منظمة UKLFI: “يبدو أن الاتحاد الوطني للتعليم يتحدى التوجيهات الحكومية بشأن الحياد السياسي في المدارس، من خلال إقناع المعلمين بغسل أدمغة الأطفال لدعم القضية الفلسطينية”.
وأضافت: “هذا أمر مقلق للغاية، ونأمل أن تتخذ السلطات المحلية ومدراء المدارس إجراءات لضمان عدم حدوث ذلك”.
ويدعي البعض أن اتهامات الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري والإبادة الجماعية التي يوجهها العديد من نشطاء الاتحاد إلى إسرائيل هي اتهامات معادية للسامية.
ادعاءات كاذبة
من جانبه، دافع الاتحاد عن مشاركة أعضائه في فعاليات دعم القضية الفلسطينية ورفض هذه الادعاءات، مؤكدًا أن أعضاءه يلتزمون بقواعد السلوك المهني لتدريس المواد السياسية بطريقة متوازنة.
وقال متحدث باسم الاتحاد: “يوم العمل مخصص تحديدًا لموظفي المدارس، وليس للطلاب. ليس دقيقًا القول إنه مُصمَّمٌ لتلقين الأطفال والشباب.
وأضاف: “ما يجب تسليط الضوء عليه هو انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي، والانتقام غير المتناسب تمامًا ضدّ سكان مدنيين بأكملهم، بمن فيهم الأطفال المُستضعفون”.
وتابع: “يدرك المعلمون جيدًا أن التزامهم المهني، عند تناول أي قضايا سياسية أو حساسة في المدرسة، هو القيام بذلك بطريقة نزيهة ومحترمة ومتوازنة”.
صدام محتمل
يحثُّ يوم الاحتجاج المعلمين على تداول العرائض تدعو إلى مقاطعة الشركات المتواطئة في احتلال إسرائيل غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك شركات الأسلحة التي تزوّد إسرائيل بالأسلحة، وتنظيم اجتماعات وعرض أفلام بعد المدرسة لتثقيف الزملاء حول النضال الفلسطيني.
واستجاب مجلس مدينة ليفربول لدعوة “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل” بالقول إنه سيُذكّر المعلمين في مدارس المدينة بحظر الترويج للآراء السياسية الحزبية في التدريس، ما يُمهّد الطريق لصدام محتمل مع اتحاد المعلمين الوطني.