استبعد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي أن تغامر إسرائيل بدخول حرب برية شاملة مع لبنان، لأن جيشها أنهِك وتعرض لخسائر كبيرة في قطاع غزة، مرجحا أن يتمهّل حزب الله اللبناني في رده على إسرائيل.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الجيش الإسرائيلي قرّر نقل الفرقة “98” إلى الحدود الشمالية استعدادا لإمكانية اتساع رقعة الحرب مع حزب الله، وقالت إن هذه الفرقة تعد إحدى أبرز فرق النخبة في الجيش وتشارك بحرب غزة.
يأتي القرار الإسرائيلي بعد انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) التي كان يستخدمها عناصر حزب الله، والذي أدى إلى مقتل 12 بينهم طفلان، وإصابة ما بين 2750 و2800 أغلبهم من عناصر حزب الله في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت، حسب ما كشف وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض اليوم الأربعاء.
وقال العقيد الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري في المنطقة- إن إسرائيل لديها فرقتان في الشمال هما، الفرقة “91” التي تمسك الحدود مع لبنان والفرقة “210” التي تمسك الحدود مع سوريا، وهي فرق حارسة للأرض، ولا يمكنها أن تكون قوة مقاتلة يعتمد عليها في القتال وإدارة معارك هجومية أو دفاعية.
ولفت إلى أن هناك بعض الفرق الإسرائيلية، ومنها الفرقة “36” استخدمت في قطاع غزة واستهلكت بشكل كبير جدا، وتعرضت لخسائر.
وأضاف أن جيش الاحتلال لديه الآن ما يقارب 3 إلى 4 فرق قتالية يمكن له أن يدخل بها الحرب مع لبنان، لكنها لن تكون حربا شاملة بل محدودة في مواقع جغرافية محددة، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال لا يملك الإمكانيات والقدرات لخوض حرب برية مع لبنان.
ومن جهة أخرى، أوضح العقيد الفلاحي أن حزب الله يقوم حاليا بتقييم الأضرار التي حصلت جراء تفجير أجهزة الاتصال الخاصة به، وإعادة بناء قوته مرة أخرى، وهو ما يعني أن الحزب لن يقوم في الوقت الحالي بالرد على إسرائيل التي يتهمها بالوقوف وراء تفجيرات “البيجر”.
وعن توقيت العملية التي استهدفت حزب الله، قال الخبير العسكري والإستراتيجي إن هناك العديد من الفرضيات بهذا الخصوص أبرزها، ما كشفته تسريبات من أن إسرائيل رجّحت وجود احتمال كبير بكشف خطتها.
ويذكر أن موقع المونيتور الأميركي كشف نقلا عن مصادر استخبارية إقليمية رفيعة المستوى أن إسرائيل نفذت هجومها بأجهزة البيجر في لبنان بعد أن جمعت معلومات استخبارية تفيد بأن اثنين من أعضاء حزب الله اكتشفا اختراق الأجهزة.
المصدر : الجزيرة