من المتوقع أن تصبح مصر واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم بحلول نهاية عام 2021. وعلى الرغم من العوامل السياسية والاقتصادية التي أعاقت هذا القطاع لعدة سنوات، رصد موقع “أفريكا ريبورت” الإخباري يقظة كبيرة تعززها الحكومة مؤخرًا مما أدى إلى اكتشافات مؤثرة في الوقت المناسب لتلبية تزايد الطلب العالمي.
وفقًا لتقرير McKinsey الذي صدر بعنوان “التوقعات العالمية للغاز حتى عام 2050″، سيكون الغاز هو الوقود الأحفوري الأقوى نموًا وسيرتفع الطلب عليه بنسبة 0.9٪ خلال الفترة من 2020 إلى 2035.
باعتبارها ثاني أكبر منتج للغاز المسال في إفريقيا وفقًا لبيانات العام 2019، من المتوقع أن تصبح مصر واحدة من أكبر 10 مصدرين للغاز الطبيعي المسالفي العالم بحلول نهاية هذا العام. كما تعد خطوط الأنابيب العابرة للحدود من الأصول الرئيسية التي تربط البلاد بالأردن وتمتد إلى أوروبا.
وتساءل الموقع الإخباي: “ما الذي دفع هذا الازدهار؟ وكيف تدير مصر البنية التحتية للتصدير؟
نقطة تحول
قطعت مصر شوطا طويلاً في ترسيخ مكانتها كدولة مصدرة للغاز، وكان إنتاج الغاز الطبيعي من المجالات الاقتصادية التي تنمو بشكل مطرد – ليصل إلى 62.7 مليار متر مكعب بحلول عام 2009. وللمرة الأولى منذ ثماني سنوات، استأنفت مصر تشغيل محطتيها للغاز الطبيعي المسال في دمياط وإدكو شمال القاهرة، في محاولة جادة وطموحة لاستئناف تصدير الغاز عبر الصين واليابان والهند إلى آسيا، وعبر اليونان وقبرص إلى أوروبا. وهذا من شأنه أن يحول مصر إلى مُصدر رئيسي للغاز له تأثير إيجابي على الاقتصاد الوطني الذي عانى بسبب جائحة كورونا.
في فبراير 2021، أعلنت مصر عن إطلاق عطاءات لتوسيع عمليات التنقيب عن الغاز والنفط في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والصحراء الغربية. كما بدأت في تصدير شاحنات الغاز الطبيعي المسال إلى الصين والهند للسوق الآسيوية، بعد إعادة تشغيل المحطات في دمياط وإدكو في 22 فبراير.
وتسعى مصر إلى زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال من محطتي دمياط وإدكو لتصل إلى 12.5 مليون طن سنويًا، بحسب وزير البترول المصري طارق الملا، بعد تراجع كبير في الصادرات العام الماضي عقب تفشي فيروس كورونا عالميًا.
توقفت محطة دمياط عن العمل في عام 2012 بعد أن قررت مصر تحويل غاز التغذية للاستخدام المنزلي لمواجهة نقص الغاز في ذلك الوقت. نقلت العديد من وسائل الإعلام المصرية تعليقات ورد ذكرها في تقرير صادر عن شركة VEROCY، وهي شركة استشارات هولندية للمخاطر تركز على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حول التقدم المستمر والازدهار الذي تشهده مصر في مجال إنتاج وتصدير الغاز المسال في شرق البحر المتوسط إلى الأسواق العالمية خلال الفترة القادمة نظرًا للبنية التحتية القوية لقطاع الغاز المصري.
كما أشار التقرير إلى عدة مؤشرات إيجابية، من بينها البنية التحتية الفريدة لمحطات الغاز الطبيعي المسال المصرية، لزيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال من مصر، بما في ذلك من مصنع إدكو، موضحًا أن معظم هذه الصادرات ستصل إلى الأسواق الآسيوية، لا سيما الصين والهند.
وقال العديد من الخبراء والمراقبين إن تشغيل محطتي دمياط وإدكو سيساهم في زيادة تعزيز البنية التحتية للغاز في مصر، وتحويلها إلى مركز إقليمي لصادرات الغاز حول العالم. جادل الخبراء بأن هذا من شأنه أن يضيف إلى القوة السياسية لمصر ووزنها وهو مؤشر إيجابي على الاقتصاد القومي.
وأصبحت مصر مركزًا رئيسيًا لتجارة الطاقة والغاز في العالم بفضل بنيتها التحتية الكبيرة التي تجعلها تتحكم في سوق الغاز. وتقوم بتسييل الغاز ثم ضخه محليًا لإنتاج البتروكيماويات أو إعادة تصديره للخارج، وهو أمر مربح أيضًا نظرًا لرسوم المرور ونسبة الغاز الطبيعي المسال في مصر لدعم الاقتصاد القومي بالعملة الأجنبية.
وتحافظ مصر على علاقات جيدة مع مختلف الدول، ونظراً لموقعها الاستراتيجي يمكنها تلبية أي طلبات غاز عبر بنيتها التحتية الكبيرة والتوسع في الاكتشافات للحفاظ على الطاقة الإنتاجية ومواجهة أي نقص محتمل في الاحتياطيات.
المصدر الرئيس نيوز