أجمع خبراء على أنه رغم أن 7 سنوات فى عمر الأوطان فترة وجيزة غير أن مصر خلال السنوات السبع الماضية استطاعت القفز خطوات للأمام رغم صعاب وعراقيل سواء بفضل الظروف السابقة أو بفعل فاعلين ولاعبين اتخذوا من هدم مصر هدفا لهم لكنهم حققوا فشلا ذريعا بفضل إجماع المصريين وقيادتهم السياسية على أنه لا بديل عن النجاح والسير نحو المستقبل بخطى واسعة.
فى البداية تقول الدكتورة غادة عامر رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للعلوم والتكنولوجيا إن ما تم خلال الفترة الماضية أعاد مصر لتلعب دورها الطبيعى الإقليمى والدولى وهو ما تجلى خلال الأيام السابقة فى أزمة غزة، ونجحت مجهودات مصر فى فرض وقف إطلاق النار وهو ما أثار ردود فعل ايجابية عالمية بداية من الدول العظمى ، مشيرة فى الوقت نفسه إلى التحرك المصرى الذى وصفته بالجديد فى التعامل المالى حيث رصدت نصف مليار دولار لإعادة إعمار غزة بعد القصف الإسرائيلى العنيف الذى طالها خلال الأزمة وهو ما صاغ وجها جديدا لشكل الدعم المصرى للقضية الفلسطينية ولفتت إلى أن ما تم فى السودان الغالى على مصر ففى مؤتمر باريس أقرت أننا ضامن للديون السودانية المستحقة المشكوك فى سدادها مقابل حصتنا لدى صندوق النقد الدولى وهو ما يعد تأكيدا لرؤية مصر بأن أمن السودان هو أمن مصر كعادتها تاريخيا أن تقف كعمود فقرى ضد أى عدوان على الجسد العربى.
وفيما يتعلق بقضايا مصر الخارجية اعتبرت التحركات المصرية دروسا فى الدبلوماسية الدولية وفقا لطبيعة مصر التى تتحرك دبلوماسيا ودوليا رغم كونها دولة عسكرية قوية ، مضيفة أن انشغال مصر فى القضايا الإقليمية لم يشغلها عن النهوض باقتصادها وعملية التنمية وهو ما شهدت به المؤسسات الدولية مثل وكالة ستاندرد أند بورز العالمية التى أوضحت أن مصر استطاعت تحقيق نمو بمقدار 4.8% ومن المتوقع أن تتراجع البطالة بنسبة 7% وهو ما يعد انجازا فى ظل أزمة كورونا، مشيرة فى الوقت نفسه إلى إعلان وزارة المالية أنه من المتوقع أن يبلغ الناتج المحلى الإجمالى للعام الحالى 6.4 تريليون جنيه وهذا نتيجة المشروعات التى ساهمت كثيرا فى تشغيل الأيدى العاملة المصرية.
وحول ما ترغب فى حدوثه خلال الفترة المقبلة قالت د.غادة عامر » أتمنى مزيدا من الاهتمام بالنظام البيئى الابتكارى لأن العالم سيعتمد خلال الفترة المقبلة على النظام القائم على التكنولوجيا، وأن يكون اختيار الكفاءات التى تدير هذه البيئة التكنولوجية على مستوى علمى وتكنولوجى فائق مثلما يفعل الكيان الصهيوني«، مضيفة البيئة حاليا ممهدة للتفوق عليهم فلسنا أقل من أحد ومصر مليئة بالكفاءات والقيادة السياسية مؤمنة بذلك وداعمة له .
وتضيف «نتمنى أن تزداد الصناعات التكنولوجية ويكون لمصر السبق فى الصناعات المرتبطة بالثورة الصناعية وتكون البداية من المعاهد العلمية والجامعات والمدارس التى ينبغى أن تتغير خريطتها البحثية بحيث تكون البحوث موجهة لاستخدام أدوات الثورة الصناعية الرابعة لحل مشكلات مصر ولامتلاك الأدوات التكنولوجية والمعرفة الحديثة التى تؤهلنا أن ندخل المنافسة الدولية»، لافتة إلى أن مصر تسير حاليا فى هذا الطريق بدليل كل المؤشرات التكنولوجية العالمية تؤكد إحرازنا تقدم 55 مقعدا فى جاهزية الحكومة الاصطناعية ما يجعلنا نصبو للمزيد من تغيير الفكر وانشاء وظائف تكنولوجية والتحول الرقمى يكون مبنيا على الإنسان المصرى بشكل أكبر.
وبدورها تؤكد الدكتورة حنان أبو سكين أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن مصر بما حققته طوال السنوات السبع الماضية من ثبات واستقرار واستعادة الدولة المصرية على المستوى الاقليمى بداية من الإنجاز الأهم الذى تمثل فى التخلص من حكم جماعة الإخوان المسلمين الفاشية فى 2013 ثم تثبيت دعائم الدولة المصرية ومكافحة الإرهاب الذى يعد الملف الذى تحقق فيه انجاز باهر وسط دول المنطقة، مضيفة «أن ذلك تم بالتوازى مع إنجاز المشروعات القومية بداية من قناة السويس الجديدة والمزارع السمكية ومشروعات الكهرباء واستصلاح الأراضى وغيرها من المشروعات التنموية العملاقة التى استوعبت الكثير من الأيدى العاملة فى المشروعات فى كل المحافظات بما يتناسب مع طبيعة المحافظات ومواردها الجغرافية والبشرية أو المشروعات القومية الكبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة».
وتضيف «بجانب المجهودات التنموية الداخلية استطاعت مصر النجاح فى عدد من الملفات الإقليمية الخارجية على عدة مستويات وباستخدام سياسة خارجية متوازنة استطاعت التنويع بين الشرق والغرب»، مشيرة إلى أن أهم إنجاز تم خلال السنوات السبع الماضية استعادة ثقة المواطن فى الدولة حتى فى ظل خطوات مؤلمة استهدفت الإصلاح الاقتصادى بثقة أننا سنجنى ثمار الإصلاح بالصبر والتحمل وهو ما نشهده حاليا متمثلا فى انخفاض نسبة التضخم والفقر الذى وصل إلى 29.8% بعدما كان 32.5% وهو مؤشر جيد خاصة فى ظل أزمة كورونا حيث استطاعت مصر الموازنة بين الإغلاق الذى تطلبته الأزمة وبين حق المواطنين فى العمل وكسب المعيشة.
وتؤكد الاهتمام بالمسار الاجتماعى بمشروعات مثل حياة كريمة ومودة والاهتمام بالغارمات وكبار السن والمرأة وذوى الاحتياجات الخاصة وعدد من المبادرات الصحية وقوانين مثل تشديد العقوبة على التحرش وقانون الإعاقة وتسهيل حصول ذوى القدرات الخاصة على حقوق مثل التوظيف أو تخصيص مقاعد لهم بالبرلمان، لافتة إلى أنه فى المسار السياسى فمصر الدولة الوحيدة ضمن دول ما يعرف بالربيع العربى التى حققت استقرارا سياسيا فى وقت وجيز ففى ظل الظروف الصعبة أجرينا 12 استحقاقا انتخابيا بما يرسخ حقوق المواطنة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
المصدر بوابة الاهرام