حملت الأسيرة الفلسطينية المحررة خالدة جرار “وردة مجففة”، حصلت عليها خلسة خلال نقلها من السجن لزيارة المحامي أو العيادة الطبية، خلال زيارة قبر ابنتها سهى، التي توفيت قبل ثلاثة أشهر تقريباً حينما كانت أمها القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني المنحل في سجون الاحتلال.
ولم تستجب سلطات الاحتلال في حينه لجهود قانونية ومؤسساتية بذلت للإفراج عن جرار، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على ابنتها، والمشاركة في تشييع جثمانها.
وقضت جرار (58 عاماً) حكما بالسّجن لمدّة عامين في اعتقالها الأخير، علماً أنها تعرّضت للاعتقال من قبل سلطات الاحتلال عام 2015 وأمضت 15 شهراً، وعام 2017 وقضت 20 شهراً، بين أحكام وسجن إداري.
وضعت خالدة على كتفيها، فور وصولها إلى القبر، علم فلسطين الذي لف جسد ابنتها حين تشييعها، وحظيت لحظات وصولها إلى المقبرة باهتمام إعلامي، كما حدث عند تشييع جثمان ابنتها الذي لم تحضره. قالت جرار: “مشاعري مختلطة، فهي الحرية، لكنها حرية منقوصة بمن تركت خلفي من الأسيرات، ووضع صعب بسبب فقدان سهى”.
وتؤكد جرار أن لكل شيء في الأسر معنى خاصاً بسبب الحرمان، لكن عوضتها وقفة الأسيرات، ورسائل التضامن التي وصلتها، سواء من الأسرى أو من الخارج، وتقول: “لا تتصوروا كيف خففت عني المشاعر التي اخترقت الزنازين رغماً عن الاحتلال. أصوات المظاهرات على باب سجن الدامون من شعبنا في وطننا الفلسطيني المحتل اخترقت جدران الزنزانة، هذا الدفء لا يستطيع الاحتلال اعتقاله”.