حوار: رئيس حزب الشعب الجمهورى: السياسة ليست بالصوت العالى والأجيال الجديدة تبنى وعيها على السوشيال ميديا

موقع مصرنا الإخباري:

كيف ترى «الجمهورية الجديدة؟

ما يهمنا مكانة مصر الدولية ودورها الإقليمى ودورها فى القارة الإفريقية، والأمة العربية والاقتصاد المصري، والخدمات التى تقدم للمواطنين، وتعظيم الموارد، وحال استمرارنا فى السير على هذه الوتيرة سنصل إلى طريق مهم جدا، وما يهمنى الآن هو رفع الضغط عن الطبقة المتوسطة، فعلى سبيل المثال هناك دول واجهت تحديات اقتصادية عنيفة للغاية، ولم تنتبه إلى أهمية الطبقة المتوسطة، ونظرت فقط إلى الطبقة الفقيرة والطبقات الأخرى ذات الاحتياجات، وعندما زالت الآثار حدثت أمراض اجتماعية نتيجة الضغط وتفككت الطبقة المتوسطة التى تقود المجتمع اقتصاديا وفكريا وسياسيا ودينيا، وطبقة الفقراء هم الطبقة الديناميكة ، والمتوسطة هى التى تقود الرأى العام.

هل ترى تخوفات من استخدام الشباب لوسائل التواصل الاجتماعى كمنصات لإبداء الرأي؟

وسائل التواصل الاجتماعى سببت الكثر من المشكلات ليس فى مصر فحسب، وإنما فى العالم كله، باعتبار أنها أصبحت من أهم صناعة الرأى العام، وللأسف لا توجد أدنى مسئولية ولا نعرف من يقف خلفها هو متخصص أو باحث، وبالتالى فكلها افتراضات، ويكون انتشارها أسرع من الوسائل المعهود عليها سواء المسموعة والمقروءة.

كما أن الأجيال الجديدة تبنى وعيها ومعلوماتها من وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالى يتم استخدامها أحيانا فى حروب الجيل الرابع والخامس، إذن فإن السوشيال ميديا لها مزايا ولها أخطار، وتوظف سياسيا عندما تتعارض المصالح بين دول ودول أخري، ولابد من التحقق قبل الانزلاق لمعرفة مصدر المعلومة الحقيقي.

وفى منطقتنا يتم استخدام الوسائل  كسلاح لتزييف الوعى خاصة عند الأجيال الناشئة التى لم تشكل وعيها بعد، وسبق وأن اقترحت خطة لمواجهة هذا الخطر، وهى ليست مسئولية الصحافة والإعلام بمفردهم، ولا الدولة، وإنما مسئولية الأحزاب السياسية بما لديها من تنظيمات واحتكاك مباشر مع المواطنين فى الشارع من خلال ندوات التثقيف والتدريب وأدواتها التنظيمية، كما أنها أيضا من مسئولية النقابات المهنية التى يجب إعادة دورها مرة أخرى بشكل رشيد فى المجتمع وتقويم المسار، خاصة بعد أن قامت جماعات الإخوان باختراق النقابات، وقامت باستخدام الأندية والنقابات فى أغراض سياسية تضر بالدولة.

هل هناك مسئولية تقع على عاتق الجمعيات الأهلية بشأن هذا الأمر؟

الجمعيات الأهلية لما لها من أنشطة مع المواطنين وتقديم خدمات لهم، وكلها مؤسسات مجتمع مدنى يقع على عاتقها دور كبير، بالاضافة إلى الوزارات المعنية والأزهر والكنيسة، ومراكز الشباب والرياضة، ووزارة الثقافة والتربية والتعليم، وبالتالى يجب على الجميع التكاتف لأننا نواجه قنبلة موقوتة لا نعلم موعد انفجارها وهى «الأجيال الناشئة» التى ولدت فى مخاض توترات وتغيرات سياسية عنيفة وإصلاحات اقتصادية، وهذه هى الفئة العمرية التى يستهدفها حزب «الشعب الجمهوري» لرفع الوعى ومواجهة ما يسمى بمحاولات تزييف الوعى التى تستخدمها بعض الدول التى تتعارض مصالحها مع المصالح المصرية.

إذن ما هو دور حزبكم خلال الفترة القادمة؟

دورنا سياسى كحزب بالدرجة الأولى ونعمل بعض الأدوار المجتمعية نتيجة وجود فجوة، ولكن هذا ليس أصل العمل الحزبي، وما يحدث فى شهر رمضان وغيره فهو دور الجمعيات الأهلية، لأن رسالة الأحزاب السياسية معروفة وهى التدريب والتثقيف وتشكيل الوعى السياسى الرصين والوطني، حتى تكون الأحزاب مفرخة لإفراز الكوادر السياسية القادرة على تقديم كوادر للدولة لديها القدرة على قيادة البلاد برؤية جيدة، لكننا نضطر فى بعض الأحيان وفى مناسبات معينة وعلى قدر المستطاع ووفقا لإمكانيات الحزب، نقوم ببعض هذه الخدمات، وهو ما حدث فى رمضان، وأزمة غزة، وسنستمر فى ذلك إلى أن تقوم الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى المعنية بدورها.

كيف يتم رصد مشكلات المواطنين وتقديم الحلول؟

من خلال تنظيماتنا والحزب هو عبارة عن كيان مؤسسي، وله أمانات فى كل المحافظات، والحزب ولد فى عام 2012، وخضنا الانتخابات فى عام 2015، وكنا نعمل فى 14 محافظة فقط، وركزنا على المحافظات كثيفة السكان، لإثبات أنفسنا فى خضام سيولة من عدد الأحزاب الذى تعد الـ100 حزب، وكان لابد من إظهار أنفسنا، وكان هناك طريق واحد لم يكن طريق الإعلام أو الصوت العالي، وإنما طريق تحقيق نتائج على الأرض، وأن يترجم هذا الحزب إلى عدد فى المقاعد النيابية، فاستطعنا أن نكون الحزب الرابع على المستوى الفردي، والخامس على المستوى العام.

وما هو دور حزب «الشعب الجمهوري» ؟

نشأ «الشعب الجمهوري» كحزب معارض لحكم الإخوان، ولم نلهث وراء كعكة مبعثرة، وعندما صدمنا بنتيجة الانتخابات وحصل الإخوان والسلفيون على مقاعد البرلمان بغرفتيه، انتظرنا الانتخابات الرئاسية إلى أن أتت بهم على سدة الحكم فى مصر، فاستشعرنا الخطر، وقامت ثورة 30 يونيو وكنا جزءا منها، وكان الهدف الأساسى من إنشاء الحزب تحقق، وهو  التخلص من حكم الفاشية الدينية، وبدأنا فى التفكير للأهداف الأخرى لهذا الحزب وهى الارتقاء بالحياة السياسية المصرية، لأن كل ما أصابنا هو ضعف العمل الحزبى والسياسي، وكذلك ضعف الرؤية السياسية الشعبية، والدليل على ذلك أن البعض ظن أن السياسة خطابة وفصاحة، وإنما هى رؤية مستقبيلة والسياسى الجيد من يمتلك هذه الرؤية وتكون معظمها صائبة.

وخضنا الانتخابات فى عام 2015 فى هدوء شديد وكنا نعمل على الأرض، وبدأنا ننشط فى الأماكن البعيدة فى عمق الريف، والتى ينشط فيها الإخوان، وينمون ويترعرعون فيها ويستطيعون التأثير على المواطنين، واستكملنا تنظيماتنا غير المكتملة وابتعدنا عن اصطياد كوادر لا تنم عن فكر الحزب، ولهم رصيد قبلى وشعبي، وكل من رشحناه وأعطيناه خطاب ترشيح فى عام 2020  هو يؤمن ببرامج ومبادئ حزب الشعب الجمهوري.

كيف يتم رصد احتياجات الدوائر؟

من خلال أمانات المحافظات والأمانات الفرعية فى المراكز، ونحن الآن وصلنا إلى تمثيل فى جميع محافظات جمهورية مصر العربية ، حيث قمنا باستثمار  5 سنوات فى تنظيم الحزب، وترجمناه  إلى 67 مقعدا منها 17 فى الشيوخ، و50 مقعدا فى النواب، ولدى اطمئنان كبير باتجاه الحزب فى الصعود، خاصة بعد أن استطعنا الحصول على حصتنا العادلة فى الدوائر الأصغر طبقا لما تحقق من تطورات تنظيمية من عام 2015 إلى عام 2020 ، فكان هذا هو النمو الطبيعى للحزب.

ظاهرة «التجوال السياسى «داخل الأحزاب ..هل هى مبدأ عام؟

تحدث فى كل دول العالم، ولكن على نطاق ضيق، ولدينا فى مصر عملية سيولة، ورسالتنا كأحزاب هى الارتقاء بالحياة السياسية، خاصة أن الفكر القبلى لايزال يؤثر بشكل كبير فى الانتخابات، والديمقراطية مسار طويل لابد أن نمضيه خطوة خطوة، باعتبارها مسارا قبل أن تكون قرارا، وأحد أهم رسائلنا التى تعهدنا بألا نتوقف عندها هى الارتقاء بالحياة السياسية، وانتخاب من يتمتع برؤية سياسية جيدة، وفكر مستقبلى وتظن أن برامجه هى الأصلح لك ولأسرتك.

وقت الانتخابات تختفى الأحزاب.. مقولة يرددها الكثير..إذن أين أنتم؟

نحن نعمل والجزء الخدمى ليس من عمل الأحزاب، ولكن إذا استطعنا رفع المعاناة عن المواطنين نقوم بها، ومن ضمن الخطأ فى النظرة إلى الكيانات السياسية بأنه يتم تقييمها بحجم الخدمات التى هى من صميم عمل المحليات، أما الخدمات الخيرية قمنا بها فى شهر رمضان، على الرغم من أنها ليست من وظيفة الحزب، ووقت الانتخابات لا نقوم بهذه الخدمات حتى نبتعد بأنفسنا عن الرشوة الانتخابية، ولكن بعد انتهاء الانتخابات نشطنا أكثر، وقفلنا باب التبرعات قبل أن يذهب قانون الانتخابات إلى مجلس النواب، ثم سمحنا بفتحه مرة أخرى بعد انتهاء تشكيل المجالس التشريعية، حتى لا يقال علينا إننا نتاجر بالمقاعد، وكانت تمثل علينا ورقة ضغط كبير.

ونظرا لما كان يحدث من بعض الانحرافات ضغطنا على أنفسنا، ونحن لسنا فى مرحلة ننافس على أغلبية، وفضلنا الاحتفاظ بسمعتنا، وشاركنا فى الانتخابات بموارد مالية محدودة وابتعدنا عن العمل الخيرى والأهلى أثناء الانتخابات، ومع قدوم شهر رمضان الكريم عملنا خدمات كثيرة بما يليق بكرامة المواطن، ولم نظهر وجه شخص حتى لا نتاجر بالمواطنين.

هل الحزب بصدد إعداد مشروع قانون للمحليات؟

القانون جاهز ولكن لدينا نص دستوري، وهو أن دستور 2012 والمعدل بـ2014 به جزء كثير من النظرى والمثالية التى هى غير محقة، حينما نطبق الخصوصية المصرية، والأمر يثير الكثير من التساؤلات ومنها هل نحن بصدد إجراء تعديل دستورى أو كيفية آلية التعامل مع هذا القانون، خاصة أننا ندرك أننا سنواجه مشكلات كثيرة حينما نرى تطبيق نتائجه، كما أن المحليات تحتاج إلى شخصيات متخصصة فى مختلف الملفات.

 وسنجد مشكلة أكبر وهى البحث عن المتخصص، خاصة أن الدستور منح نسبة 25 % من المقاعد للشباب، وهم سن صغيرة ليست لديهم الخبرة الكافية، ومثلهم للمرأة، وكذلك نسبة 50 % للعمال والفلاحين 50 %، وبالتالى فإن تأجيل القانون يعد أمرا سليما  لحين تأهيل الفئات التى ذكرها الدستور، ولو تأهيلا تمهيدا، حتى يكونوا على قدر من الصلاحيات التى كفلها لهم الدستور، ونطمئن إلى الحد الأدنى من الوعى المهنى والثقافى والتدريبى للفئات الخاصة التى لم يسبق لها الخبرة من قبل.

ما هو تقييمك لأداء لمجلس النواب؟

هناك تطور فى أداء البرلمان، ونحن فى مرحلة تنمية اقتصادية وسياسية، ولايزال نمر بظروف استثنائية ومخطئ من يعتقد غير ذلك، وأنا لست مؤمنا بالقفزات الواسعة، وأؤمن أن مشوار الـ1000 ميل يبدأ بخطوة، ومعدل التطور قد يرضى البعض، وقد لا يرضى البعض الآخر، ونتمنى أفضل من ذلك بكثير.

هل مصر تمر بحالة سياسية جديدة بسبب تغيير الأوزان فى الكتل النيابية داخل المجلس ؟

أى نظام سياسى سواء كان رئاسيا أو شبه رئاسى أو برلمانيا دائما نجد 5 أحزاب قوية، وترجمة وجودية الحزب هى المقاعد النيابية والمحلية، وبالتالى فإن الأحزاب التى لم تستطع الحصول على مقاعد عليها أن تجد بديلا إما بالاندماج مع أحزاب أخرى إلى أن يحدث التوازن ويصبح لدينا 5 أحزاب قوية قادرة على حصد المقاعد وتتمتع بالرصانة السياسية، لأن إعطاء السلطة لمن ليس لديه خبرة أو رؤية سلاح قاتل يقودنا إلى مرحلة التدمير الذاتي.

ويجب على كل الأحزاب الطامحة قبل التفكير فى الكتل أن تفكر أولا فى ثقل أنفسها بالرصانة السياسية، وأن السياسة ليست بالصوت العالي، وإنما هى رؤية وعلم، وعلى الكل العمل فى كل الملفات الداخلية والخارجية، وأن يثبت للدولة والمواطنين ولمتخذى القرار والقائمين على حماية هذا المجتمع، قدرته على إخراج كوادر تتمتع بالرصانة السياسية، ومن هنا جاءت فكرة التنسيقية التى تتضمن رسالتها تشابها كبيرا مع رسالة حزب «الشعب الجمهوري».

وأتمنى ألا نعود لنظام الحزب الواحد الذى أثبت لسنوات طويلة أنه ليس الأفضل والأمثل لمصر لتحقيق بعض التوازن.

ما هى رؤيتكم فى ترتيبات الدولة المصرية فى فترة ما بعد أزمة غزة؟

حتى الآن فإن رؤية حزب «الشعب الجمهوري» السياسية أن وقف إطلاق النار مازال هشا، وقابلا للانفجار أو الانكسار فى أى  لحظة، ونحن لدينا مشكلات كثيرة منها أنه لا توجد حكومة مستقرة للحكومة الإسرائيلية، و5 حكومات لم تستقر واحدة منهم، كما أنه يجب على الفلسطينيين أن يعلموا أن هذه هى آخر الفرص، وعليهم توحيد صفوهم وإنهاء خلافاتهم، لأنه حال استمرارهم بهذا الشكل فإن الحراك الدولى سيصبح  زوبعة فى فنجان وسيذهب إلى طى النسيان، كما نسيت القضية من 10 سنوات ماضية.

ولا تشغلنى الخلافات الإسرائيلية بقدر ما  تشغلنى الخلافات الفلسطينية فلتوحدوا صفوفكم حتى تستطيعوا أن تحصلوا على حقكم، لأنه حال استمرار هذا الخلاف مع بعضكم البعض لن تحصلوا على حق أو باطل، ولن نستطيع مساعدتكم، وعليكم مساعدة أنفسكم.

كيف ترى تحركات مصر تجاه الأزمة ؟

مصر تفعل كل ما تستطيع، ولكن إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع، ومصر هى الدولة الوحيدة التى كانت قادرة على إنهاء وقف إطلاق النار، كما أن خلافات فتح مع حماس وتأجيل الانتخابات الإسرائيلية يعنى أن الفلسطينيين يستجيبون للاستفزازات، وأضاعوا بذلك الفرصة لتأجيل الانتخابات.

كيف ترى عودة العلاقات المصرية التركية والقطرية؟

مصر ليست دولة معتدية ولا مغتصبة ومن حسن الإدارة السياسية ألا يكون لك أعداء، لأن لكل عدو فاتورة ولكل فاتورة تكلفة، وأنا لدى إعجاب شديد بإدارة الرئيس السيسى وتوجيهاته ومؤسسة وزارة الخارجية العريقة التى تعد من أفضل وزارات الخارجية فى القارة الإفريقية والمنطقة العربية، وأرى أن هذا الملف يدار بامتياز، وكلما  نقلل الدول التى تتربص بنا فهذا يمثل انتصارا مصريا، ونحن نحتاج إلى أن تكون علاقاتنا جيدة بكل الدول، ولا نفتح جبهات، ومصر لم تكن أبدا بادئة ولديها القدرة على استيعاب من يضل الطريق، وستكون هناك شروط وضوابط وقواعد سيتم الالتزام بها، باعتبار أن مصر أصبحت الآن هى مفتاح الخليج ورمانة الميزان، ولن يكون هناك دخول للخليج بدون مصر.

هل أنتم كحزب لكم مبادرة لدعم الاستقرار السياسى فى ليبيا ؟

تعد من أهم الملفات التى نتحدث فيها هى ليبيا، ومن أخطر ما نواجهه أن يكون هناك عدم استقرار فى دولة مجاورة على حدودك بشكل مباشر، وبعض الدولة تلجأ للحلول السهلة وهى التقسيم بشرط أن يكون هذا التقسيم أن الجزء الواقع على حدودك يكون منطقة نفوذ لك، ومصر تسعى إلى عودة الدولة الليبية وإعادة بناء جيشها لبسط سيطرته على كل ربوع البلاد ويكون مسئولا عن أمنها، ويفك حظر تسليحه، كما أن مصر عرضت إعادة التدريب لهذا الجيش وهى تفكر فى مصلحة الأشقاء الليبيين بنفس القدر الذى تفكر به فى مصلحتها.

ومصر هى الكبيرة ودورها ليس بالقليل ولا بالمحظوظ، ولكن لرؤيتها الكبيرة والمدروسة رغم اختلاف دول كثيرة عليها ومنها دول كبري، وفى النهاية وبعد فترة من الوقت  والمحاولات والاتفاق والحرب وتكوين ميليشيات وجدوا جميعهم أنه لا نتائج، وأن مصر كانت لديها الرؤية الأفضل، والعالم كله يستمع إلى الرؤية المصرية  فى حل الملف الليبيي، على رغم من وجود فرصة تاريخية لحل المشكلة الليبية حينما كان الملف غير متداول بهذا الشكل، وكان فى يد أربع دول فقط، فكان من السهل الوصول إلى اتفاق لنتجنب ويتم حله.

ومصر موقفها واحد منذ بداية الأزمة فى ليبيا «حدود واحدة..لا تقسيم ولا احتلال».

كيف تترجم  دور مصر فى حماية المنطقة ؟

هذا هو دور مصر الطبيعي، ونحن فقدناه نتيجة ظروف داخلية لدينا أضعفتنا لفترة من الزمن، وكان الوزن المصرى خارج المعادلة، لدرجة وصلت إلى قيام الاتحاد الإفريقى بتجميد عضويتنا، ومصر تناولت ملفات كبيرة نتيجة انشغالها بالشأن الداخلي، لكنها الآن عادت إلى دورها الطبيعي، ولم نكن دولة مهمشة، ومصر طيلة عمرها لها دور ومكانة وثقل، ولها منافسون، ومصر لا ينافسها فى القارة سوى جنوب إفريقيا، وماتزال هناك منافسة كبيرة بيننا وبين إفريقيا على زعامة القارة، ولكن مصر متسيدة للنصف الشمالى من القارة.

لماذا لا توجد صحف قوية للأحزاب؟

ليست مشكلة أحزاب، وإنما هى مشكلة كل من يمتلك جرائد ورقية، حيث إن السوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية طغت بشكل كبير على الورقي، وفكرنا فى إنشاء موقع إلكتروني، إلا أننا ننتظر إتاحة المزيد من المساحات الواسعة للتعبير عن آرائنا بشكل أفضل.

والقنوات هى قنوات وطنية تغطى حزبنا والأحزاب الأخري، لكن وجود جريدة هذا عمل شرعى ومهم.

كيف ترى سياسات الدولة فى مكافحة أزمة كورونا؟

الدولة تعمل ما عليها، ومصر اليوم تصنع الفاكسين، وأرى أن هناك بعضا من التقصيرات الإعلامية بسبب ضعف إقبال المواطنين عليه، والمجتمع المصرى له خصائص، وليس بالضرورة ما يحدث فى العالم يحدث لدينا، والدولة لم تقصر وأعتقد أننا نظرنا للموضوع بشكل علمى وطبي، وتركنا البنية التحتية النفسية لتأهيل المواطنين.

ما هو تقييمك لمشروعات الرئيس السيسى  فى الصعيد والريف المصرى وسيناء؟

مهمة والحقيقة أن الريف المصرى تم إهماله لفترة كبيرة، والعمر الافتراضى لأى شيء فى الريف المصرى أقل من الطبيعي، وبالتالى فهى تؤثر على موازنة الدولة ، نتيجة كثير من التصرفات العشوائية التى تحدث فى الريف.

والريف المصرى يحتاج إلى الرعاية ومزيد من التنمية ، ولكن لابد أن تكون بالتوازى مع الوعى للتقليل من التصرفات العشوائية، والدليل على ذلك أن حالات التعدى على الأراضى الزراعية فى الحضر نسبتها لما تحدث فى الريف، سنجد أن نسبتها أكثر من 30 ضعفا، والتعدى على المياه والبيئة فى الريف عال للغاية كما أن الحكومة تعمل ليل نهار وعندما تواجه العقبات تصرح لنا، وهذه المرحلة تحتاج مننا التكامل والترابط لإفادة المواطن.

المصدر بوابة الاهرام

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى