موقع مصرنا الإخباري:قامت هيئة المنافسة المصرية برفع دعاوى جنائية ضد 21 من كبار منتجي البيض، متهمة إياهم بالتواطؤ في تحديد الأسعار بالمخالفة لقانون المنافسة في البلاد.
قرر مجلس إدارة الهيئة إحالة القضية إلى النيابة العامة بعد أن خلص إلى أن المنتجين انخرطوا في ثلاث اتفاقيات أفقية منفصلة لتحديد أسعار كل من البيض الأبيض والأحمر.
وتبين أن المتهمين، وهم جميعًا أعضاء في شعبة البيض بالاتحاد العام لمنتجي الدواجن، بما في ذلك أعضاء مجلس إدارة الشعبة، تواطؤوا بشكل يومي لتحديد سعر بيع البيض من المزارع للتجار.
وكشفت تحقيقات الهيئة أن هذه الاتفاقية أدت إلى تضخم أسعار البيض، والتي لم تعكس تكاليف الإنتاج الفعلية، لفترة طويلة من الزمن، وذكرت الهيئة أن ذلك تم لتحقيق هوامش ربح أعلى على حساب المستهلكين المصريين، مع إعاقة آليات السوق الحرة للعرض والطلب التي يجب أن تحكم تسعير كل مزرعة على حدة.
كما وجدت هيئة المنافسة المصرية أن المنتجين تآمروا لتقويض المبادرات الحكومية الرامية إلى الحد من معاناة المستهلك من خلال تقديم حوافز للقطاع الخاص لتحسين الكفاءة الاقتصادية وخفض التكاليف، مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض الأسعار للمستهلكين.
وأوضحت الهيئة أن “الاتفاقيات الأفقية (الكارتلات) هي واحدة من أخطر جرائم المنافسة، حيث تعطل آليات السوق الحرة للعرض والطلب”.
وأضافت الهيئة “في السوق الحرة، من المتوقع أن تتخذ كل كيان اقتصادي قرارات بشكل مستقل دون التأثر بكيانات أخرى، ومع ذلك، في هذا النوع من الجرائم، تتواطأ الكيانات المتنافسة على تحديد الأسعار، مما يعطل المنافسة بينها ويضمن هوامش ربح عالية. وتعتبر اتفاقيات تثبيت الأسعار من أسوأ أنواع الاتفاقيات، حيث تأتي على حساب المستهلك الذي يجب أن يكون قادراً على الاستفادة من المنافسة من خلال الحصول على أفضل السلع بأقل الأسعار.
وأظهر تحقيق الهيئة أن شعبة البيض تتواصل مع المزارع الكبرى في نهاية كل يوم لتحديد أسعار بيع البيض الأبيض والأحمر لليوم التالي، ثم يتم إبلاغ اللاعبين في السوق بهذه الأسعار المتفق عليها من قبل ممثل الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، ليكون بمثابة حلقة وصل بين جميع المشاركين في السوق.
تم ذلك من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك صفحات الفيسبوك التابعة للقسم والاتحاد، وكذلك مجموعات التواصل الاجتماعي لكل منطقة في جميع أنحاء البلاد.
كما قام كبار المنتجين بنشر الأسعار على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم لضمان معرفة جميع المزارع في جميع أنحاء البلاد بالأسعار المتفق عليها. وتبين أن المنتجين نفذوا نهجاً منهجياً لزيادة الأسعار تدريجياً، بغض النظر عن ديناميكيات العرض والطلب، مستغلين ظروف السوق والظروف الاقتصادية لزيادة العبء على المستهلكين.
كما توصل التحقيق إلى أن المنتجين شجعوا بعضهم البعض على رفع الأسعار، مستغلين الزيادة الأخيرة التي أقرتها الحكومة في الرواتب والمكافآت السنوية للموظفين. كما تبين أن أحد كبار أعضاء شعبة البيض مارس ضغوطًا على أصحاب المزارع لتجنب التعاون مع السلطات التنظيمية، محاولًا إخفاء الأدلة وعرقلة عملية التحقيق.
وكشفت الأدلة التي جمعتها هيئة المنافسة المصرية أن المنتجين كانوا يتشاركون في خطط تحديد الأسعار المستقبلية، بهدف السيطرة على السوق وتوحيد الأسعار من المزارع إلى التجار في جميع أنحاء البلاد. وقد أدى هذا فعليًا إلى القضاء على المنافسة بين المزارع، مما أدى إلى توحيد الأسعار بغض النظر عن حجم المزرعة أو موقعها، وضمان استمرار الربح والقضاء على أي تهديدات تنافسية.
هذه الممارسة تضر في نهاية المطاف بالمستهلكين من خلال إجبارهم على شراء المنتجات بأسعار مبالغ فيها بشكل مصطنع بسبب نقص المنافسة في السوق.
وأكدت هيئة المنافسة أن سوق البيض شهد انتهاكات خطيرة في الآونة الأخيرة وأن هؤلاء الأفراد استغلوا ظروف المستهلكين للاتفاق على زيادات الأسعار. وذكرت الهيئة أن هذا الاتفاق مستهجن قانونيًا وأخلاقيًا.
وأكدت الهيئة على ضرورة التزام الاتحاد العام لمنتجي الدواجن وشعبة البيض بالقانون ومنع مثل هذه الممارسات الضارة قانوناً.
وأكدت أن دورها هو حماية المصالح الجماعية لأعضائها وحماية وتنمية الثروة الداجنة وتشجيع الاستثمار في الأنشطة ذات الصلة وتطوير أساليب الإنتاج والتصنيع.
المنافسة المصرية وأكدت الهيئة أنه من غير المقبول أن تمارس مثل هذه الهيئة ممارسات احتكارية تضر بالسوق وتنتهك حقوق المستهلك وتزيد من أعباء المستهلكين، وأكدت أنها لن تتهاون مع مثل هذه المخالفات وستواصل رصد وتتبع تصرفات المشاركين في السوق، وضمان منع ووقف أي مخالفات من هذا القبيل.
وأكدت الهيئة استمرار جهودها في رصد ومكافحة الممارسات الاحتكارية، وخاصة في الأسواق والقطاعات التي تؤثر بشكل مباشر على المستهلكين وتؤثر على الأمن الغذائي للمواطنين.
والهدف من ذلك هو ضمان عدم تلاعب المشاركين في السوق أو استغلال الظروف الاقتصادية لممارسة ممارسات مخالفة للقانون، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وزيادة الأعباء على المستهلكين. وتراقب الهيئة كافة القطاعات والأسواق وستعلن نتائج تحقيقاتها في بعض هذه المجالات خلال الفترة المقبلة. وحثت المواطنين على الإبلاغ الفوري عن أي مخالفات للقانون.
وناشدت هيئة المنافسة المصرية كل من يتورط في مثل هذه الممارسات الضارة التي تقوض المنافسة الإبلاغ عن الوضع والاستفادة من الإعفاء المنصوص عليه في المادة 26 من قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية.