كشفت مصادر مصرية عن توجيه المسؤولين بجهاز المخابرات العامة المصرية الدعوة لقيادة حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية لزيارة القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وقالت المصادر إن الحركة أبدت ترحيبها بالدعوة المصرية فور تلقيها، مؤكدة أنها ستبلغ الجانب المصري بموعد وصول وفدها خلال ساعات.
وبحسب المصادر، فإن من المقرر أن يقود وفد الجهاد المرتقب إلى القاهرة، زياد النخالة، الأمين العام للحركة، مؤكدة أن أجندة الزيارة ستتناول جهود التهدئة في القطاع، وتهيئة الأوضاع للبدء في عمليات إعادة الإعمار، وعدم إعاقة جهود الوساطة المصرية.
يأتي هذا في الوقت الذي وصل فيه عدد من قيادات حركة “حماس” في قطاع غزة إلى القاهرة عبر معبر رفح، يقودهم رئيس الحركة في القطاع يحيى السنوار، تمهيدا لاستكمال وفد الحركة الذي سيقوده رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، قادما من قطر.
ويضم وفد حركة “حماس”، الذي وصل من قطاع غزة ظهر اليوم، كلاً من يحيى السنوار، وخليل الحية، وروحي مشتهي، ومروان عيسى، فيما سيضم الوفد القادم من الخارج، كل من إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، وحسام بدران، وعزت الرشق، وزاهر جبارين.
وبحسب مصادر مصرية خاصة، فإن مباحثات الوفد في القاهرة ستنصب على صفقة الأسرى، مشيرة إلى أن هناك آمالاً مصرية كبيرة بإحداث تقدم في إطار الدور الذي قام به المسؤولون في جهاز المخابرات العامة مع نظرائهم في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تقريب وجهات النظر في ما يخص النقاط محل النزاع من الجانبين.
وتضيف المصادر أن وفد الحركة سيجتمع مساء الاثنين مع رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل ومسؤولي الملف الفلسطيني في الجهاز، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه سيتم بحث كافة الملفات المتعلقة بالتهدئة في القطاع، وعلى رأسها تلبية الاحتياجات الملحة ووضع آليات محددة لكسر الحصار، والتقليل من القبضة الإسرائيلية على الجوانب المعيشية في قطاع غزة.
وأوضحت المصادر أنه من المقرر أن يتناول الطرفان، ملفات أخرى متعلقة بالتنسيق الأمني بين الجانبين، في ما يخص الشريط الحدودي بين القطاع وشمال سيناء.
وكشفت المصادر عن ملامح التصور الذي سيتم التباحث حوله بشأن صفقة تبادل الأسرى، مشيرة إلى أنه يتضمن ثلاث مراحل، أولها تقديم “حماس” معلومات حول وضع الأسرى الأربعة لديها، مقابل إطلاق سراح أسرى صفقة وفاء الأحرار الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم.
بحسب المصادر، فإن المرحلة الثانية، تتضمن إطلاق سراح الأسيرين هشام السيد وأفرام مغينستو، مقابل إطلاق سراح كبار السن والنساء وأصحاب الأمراض من الأسرى وفق عدد يتم التوافق عليه خلال المفاوضات، على أن تشمل المرحلة الثالثة، تسليم العسكريين الضابط هدار غولدن، والجندي شاؤول أرون، في مقابل إطلاق سراح باقي القوائم المتفق عليها خلال عمليات التفاوض، والتي من المقرر أن تشمل الرموز الوطنية بحسب المصادر.
وكان وفد من رجال الأعمال الفلسطينيين في قطاع غزة وصل الأحد إلى العاصمة المصرية القاهرة عبر معبر رفح البري.
وتأتي زيارة الوفد التي تواكب زيارة وفد حركة “حماس” للقاهرة، للاتفاق بشأن الترتيبات النهائية الخاصة بعملية إعادة الإعمار والتنسيق مع الشركات المصرية المشاركة في المبادرة المصرية الخاصة بالإعمار في القطاع، إضافة إلى التوريدات واحتياجات القطاع من البضائع المختلفة.
وبحسب مصادر فلسطينية، فإن الزيارة كان مقررًا لها الشهر الماضي لكنها تعثرت بسبب ترتيبات خاصة متعلقة باتفاق التهدئة الشاملة التي تتوسط مصر لإنجازه بين الفصائل والحكومة الإسرائيلية.
وتضيف المصادر أن رجال الأعمال المشاركين في الوفد سيلتقون بممثلي الشركات المصرية والمسؤولين عن ملف إعادة الإعمار بجهاز المخابرات العامة المصري.
ويضم الوفد 15 عضواً من قطاعات مختلفة، إذ من المقرر أن يبحثوا في القاهرة التبادل التجاري بما يشمل التصدير من غزة إلى مصر، إلى جانب ملفات اقتصادية تهدف لتحسين الوضع الحياتي بغزة.
وبحسب مصادر مصرية، فإن من المقرر أن يتم الاتفاق على آلية خاصة بالتنسيق بين المستوردين والمصدرين من وإلى القطاع مع الجانب المصري، لمراعاة الاشتراطات الأمنية المحددة من جانب القاهرة.