قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إن الرد الإيراني على قصف إسرائيل مبنى قنصليتها في دمشق آتٍ لا محالة، واعتبر أن هذا الهجوم حادث مفصلي له ما قبله وما بعده في الأحداث منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأضاف نصر الله، في خطاب بمناسبة يوم القدس العالمي، “أين ومتى وكيف وحجم الردّ، هذه أمور نحن لسنا معنيين بالسؤال عنها ولا التدخل بها”، مضيفا أن “الإيرانيين يفكرون ويدرسون كل الاحتمالات” بروية قبل الرد”. وقال إن “الهجوم أدى إلى مقتل قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني لهم قيمة تاريخية لدينا، خصوصا اللواء زاهدي، لفضلهم الكبير على المقاومة في لبنان ولسنوات طويلة”، مشيرا إلى أن احتفالا تكريميا سيقام يوم الاثنين المقبل لهؤلاء القادة. وتابع نصرالله “هذه الحماقة التي ارتكبها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القنصلية بدمشق ستفتح بابا للفرج الكبير، وحسم هذه المعركة والانتهاء منها”. وأكّد أن “المنطقة دخلت في مرحلة جديدة” بعد الضربة، مضيفا “على الجميع أن يحضر نفسه، وأن يرتب أموره، وأن يحتاط بشأن كيف يمكن أن تسير الأمور، يجب أن نكون جاهزين فيها لكل احتمال”. وشدد على أن “المقاومة في لبنان لا تخشى حربا، وهي على أتم الاستعداد معنويا ونفسيا لأيّ حرب سيندم فيها العدو لو أطلقها على لبنان”، لافتا إلى أن حزب الله “لم يستخدم بعد السلاح الأساسي ولم يُخرج قواته الأساسية”، مضيفا “مع ذلك، حققنا كل هذه الإنجازات في شمال إسرائيل”. وقُتل عنصر في حزب الله و7 من عناصر الحرس الثوري، بينهم ضابطان كبيران، في قصف جوي أدى إلى تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق الاثنين الماضي، واتهمت إيران إسرائيل بشنّ الضربة، وتوعدت بالرد. ويجري قصف متبادل بشكل شبه يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول. وتشنّ إسرائيل منذ أسابيع غارات جوية أكثر عمقا داخل الأراضي اللبنانية، تستهدف مواقع لحزب الله، ما يزيد المخاوف من اندلاع حرب مفتوحة. ومنذ بداية تبادل القصف، قُتل في لبنان 355 شخصا على الأقل، بينهم 234 مقاتلا في حزب الله و68 مدنيا، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
المصدر : الجزيرة + وكالات