أعلن حزب الله اللبناني أنه هاجم، اليوم الثلاثاء، بمسيّرات انقضاضية وصواريخ ثقيلة مواقع للجيش الإسرائيلي في منطقة الجليل وحقق إصابات مباشرة فيها، في حين استهدفت طائرات إسرائيلية سيارة في جنوب لبنان وخرقت حاجز الصوت في سماء بيروت. فقد قال حزب الله -في بيان- إنه هاجم بالمسيّرات الانقضاضية قاعدة جبل نيريا، حيث يوجد مقر كتيبة تضم قوات من لواء غولاني، وأماكن تمركز ضباطها وجنودها وأوقع إصابات مؤكدة فيها، مشيرا إلى أن الهجوم جاء ردا على عملية اغتيال إسرائيلية في بلدة شقرا. كما أعلن الحزب، في بيان منفصل، أنه استهدف مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة “بيت هلل” بصواريخ فلق، وهو صاروخ ثقيل يمكن أن يصل وزن رأسه المتفجر إلى 50 كيلوغراما، مؤكدا أن الهجوم رد على القصف الإسرائيلي للقرى والبيوت الآمنة في جنوب لبنان، وخاصة في قرية شيحين. في المقابل، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مسيّرتين أطلقتا من جنوب لبنان انفجرتا عند جبل الجرمق وتم اعتراض مسيّرتين أخريين. من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الدفاعات الجوية أطلقت الصواريخ بعد رصد إطلاق حزب الله 3 مسيّرات باتجاه الجليل الغربي، مشيرة إلى أنه تم رصد إطلاق 10 صواريخ من لبنان، وأن الدفاعات الجوية نجحت في اعتراض عدد منها. كما قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد سقوط عدة صواريخ في مرغليوت وكريات شمونة دون تسجيل إصابات. وتسببت صواريخ حزب الله والشظايا الناجمة عن عمليات الاعتراض الإسرائيلية في إشعال حرائق بعدة مواقع، وقال الجيش ووسائل الإعلام الإسرائيلية إن فرق الإطفاء تحاول إخماد النيران المندلعة. وكانت مراسلة الجزيرة أفادت بأن صفارات الإنذار دوّت في أكثر من 10 مواقع بالجليل الأعلى بعد الاشتباه بتسلل طائرات مسيّرة وإطلاق صواريخ من لبنان. وكان حزب الله أعلن أمس عن مهاجمة 6 مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى ومزارع شبعا المحتلة، وقال إن مقاتليه استهدفوا لأول مرة مستوطنة تسوريال بعشرات صواريخ الكاتيوشا ردا على الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في جنوب لبنان. قصف إسرائيلي في غضون ذلك، أفاد مراسل الجزيرة بأن مسيّرة إسرائيلية استهدفت بصاروخ سيارة في محيط بلدة شقرا بجنوب لبنان ما أدى إلى وقوع إصابات. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف بلدة مركبا وتحدث عن استهداف عناصر من حزب الله بغارة من طائرة مسيّرة على سيارة كانوا يستقلونها في منطقة شقرا بجنوب لبنان. واستهدفت غارات إسرائيلية بلدات لبنانية أخرى، كما قال مراسل الجزيرة إن جيش الاحتلال قصف بالقذائف الحارقة بلدة مركبا. وفي وقت سابق اليوم، ذكرت مصادر أمنية ووسائل إعلام لبنانية أن طائرات حربية إسرائيلية اخترقت حاجز الصوت في أجواء العاصمة بيروت. الموسم الدراسي في سياق آخر، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش اعترف أمام رؤساء البلدات الحدودية في الشمال بعدم إمكانية افتتاح العام الدراسي كما خطط له، وذلك في ظل تواصل القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. ونقلت الصحيفة عن كيش قوله إن العام الدراسي لن يبدأ في البلدات التي تم إخلاؤها بالشمال في ظل التعقيدات الأمنية. ودعا الوزير الإسرائيلي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورؤساء المؤسسة الأمنية إلى التحرك الآن وبقوة ضد لبنان، قائلا إنه لا مفر من شن حرب واسعة النطاق من أجل إعادة السلام والاستقرار لسكان الشمال. من جهته، قال زعيم حزب معسكر الدولة بيني غانتس في منشور على منصة “إكس” إن اعلان وزير التعليم أن العام الدراسي في الشمال لن يفتتح أمر متوقع ومحبط. وأضاف غانتس أن الفشل الذريع للحكومة ناجم عن فشل إستراتيجي لرئيس الوزراء الذي قاد إسرائيل إلى هذه المرحلة عمدا، مشيرا إلى أنه أخبر نتنياهو قبل أشهر بأن التحدي العملياتي الأكبر موجود في الشمال وطالبه بنقل الموارد العسكرية إليه وضرورة التوصل إلى حل إما عبر التسوية أو التصعيد.
المصدر : الجزيرة + وكالات