نفى مسؤول بحزب الله دخول أي قوات للجيش الإسرائيلي إلى لبنان أو وقوع أي اشتباكات مباشرة بين الجانبين، وذلك بعد تصريحات للجيش الإسرائيلي قال فيها إن جنوده يخوضون معارك عنيفة مع مقاتلي الحزب في جنوبي لبنان.
وأكد محمد عفيف مسؤول الإعلام في حزب الله أن “كل الادعاءات الصهيونية بأن قوات الاحتلال دخلت لبنان كاذبة”، مشددا على أنه لم يحدث بعد أي اشتباك بري مباشر بين المقاومة وقوات الاحتلال.
وقال إن “مجاهدي الحزب مستعدون للمواجهة مع قوات العدو التي تتجرأ أو تحاول دخول أراضي لبنان”.
وشدد على أن قصف قاعدة الاستخبارات العسكرية 8200 ومقر الموساد ليس إلا بداية، مؤكدا أن الحزب سيلحق “أكبر الخسائر في قوات العدو التي تحاول دخول الأراضي اللبنانية”.
كما نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن حجم القوات ونوعيتها أكثر ملاءمة لشن عملية محدودة وليست مثل غزة بقوات كبيرة، وأكد عدم حدوث أي اشتباكات على الأرض بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
بدورها، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول إسرائيلي قوله إنه لم ترد تقارير عن اشتباكات بين قوات الجيش التي دخلت لبنان ومسلحي حزب الله، وأكدا أن توغلا بريا واسعا في لبنان ليس مطروحا على الطاولة.
وأضاف أن الهدف هو التعامل مع معاقل حزب الله التي تعتبر مصادر محتملة لإطلاق هجوم على شمال إسرائيل.
معارك عنيفة
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أكد، في تغريدة على موقع “إكس” اليوم الثلاثاء، أن معارك عنيفة تدور في جنوبي لبنان، داعيا “السكان لعدم التحرك بالمركبات من الشمال إلى جنوب نهر الليطاني حتى إشعار آخر”.
من جهته، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن الجيش الإسرائيلي “يخوض حاليا قتالا في ظروف ليست سهلة بجنوب لبنان”، مضيفا أن “هذا هو الوقت المناسب لهزيمة حزب الله وإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم”.
وسبق أن أفاد جيش الاحتلال بأن قوات الفرقة 98 بلواءي الكوماندوز والمظليين واللواء 7 المدرع هي التي تشارك في عملية لبنان.
من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن القوات المشاركة في العملية هي من النوع الذي يقوم بعمليات محدودة، مؤكدا أنه لم ترد تقارير حتى الآن عن اشتباكات مع قوات حزب الله ضمن العملية البرية.
حزب الله يتصدى
من جهة أخرى، أعلن حزب الله في بيانات منفصلة أن عناصره استهدفوا اليوم الثلاثاء تحركا وتجمعا لجنود إسرائيليين في موقع المطلة الإسرائيلي بقذائف المدفعية والصواريخ وحققوا فيه إصابات مباشرة، كما استهدفوا جنودا إسرائيليين عند بوابة مستوطنة شتولا الإسرائيلية بالقذائف المدفعية.
وفي بيان آخر، قال الحزب إن مقاتليه استهدفوا تحركات لجنود العدو الإسرائيلي في البساتين المقابلة لبلدتي العديسة وكفركلا بالأسلحة المناسبة، وحققوا فيهم إصابات مؤكدة، موضحا أن هذه الهجمات تأتي دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة ودفاعا عن لبنان وشعبه.
بدء العملية
وفجر اليوم الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية برية في لبنان، وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي إن قوات الجيش بدأت عملية عسكرية برية مركزة في جنوبي لبنان.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان “بدأنا عملية برية محددة جنوبي لبنان وفقا لقرار المستوى السياسي”، وأضاف أن العملية تشمل عددا من القرى القريبة من الحدود.
وأوضح أن الجيش يعمل وفقا لخطة منتظمة تشرف عليها هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية، وقال إن العملية البرية تهدف “لإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم”.
ولفت إلى أنه “تمت الموافقة على مراحل الحملة، ويتم تنفيذها وفقا لقرار المستوى السياسي”، مضيفا أن العملية يرافقها مساندة جوية ومدفعية، “وأنها تأتي بالتزامن مع عملية متواصلة في قطاع غزة وساحات أخرى”.
من جهته، نقل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن العملية البرية التي شنها الجيش هي “عملية محددة ومحدودة في الزمن والنطاق ولا تهدف إلى احتلال جنوب لبنان”.
الجيش اللبناني واليونيفيل
وقبيل الإعلان الإسرائيلي، أفاد مصدر بالجيش اللبناني بأن “قوات الجيش اللبناني تعيد التمركز وتجميع القوى” في أجزاء من جنوبي لبنان قرب الحدود.
وقال الجيش اللبناني إن “ما نشرته بعض وسائل الإعلام بشأن انسحاب الجيش من مراكز حدودية جنوبية عدة كيلومترات غير دقيق”.
كذلك، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أمس الاثنين إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) لم تتمكن من القيام بدوريات بسبب شدة الضربات الإسرائيلية وصواريخ حزب الله التي تستهدف إسرائيل.
وقتل أكثر من ألف شخص في لبنان، وفق السلطات، منذ أن ارتفع مستوى التصعيد بين حزب الله وإسرائيل منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.
المصدر : الجزيرة + وكالات