عيّن ملك بريطانيا تشارلز الثالث رسميا زعيم حزب العمال كير ستارمر رئيسا للوزراء اليوم الجمعة خلال اجتماع في قصر باكنغهام. ونشر القصر صورة تظهر الملك مصافحا ستارمر الذي حقق حزبه فوزا ساحقا في الانتخابات، وقبل ذلك وافق الملك على استقالة ريشي سوناك رئيس الوزراء المنتهية ولايته وزعيم حزب المحافظين. وجاء في بيان للقصر أن “الملك استقبل السير كير ستارمر النائب في البرلمان وطلب منه تشكيل حكومة جديدة”. وقال ستارمر في خطاب عقب تكليفه برئاسة الحكومة إن “الشعب صوّت من أجل التغيير وعودة حزب العمال إلى الحكم”، مؤكدا أن هناك حاجة لمعالجة انعدام الثقة في السياسة بالأفعال. وأضاف ستارمر أن المملكة المتحدة بحاجة إلى إعادة ضبط أكبر وإعادة اكتشاف هويتها، لافتا إلى أن العمل من أجل التغيير سيبدأ على الفور بلا شك، على حد قوله. اعتراف بالهزيمة وفي وقت سابق اليوم، أقر سوناك بهزيمة حزبه في الانتخابات التشريعية التي أجريت أمس الخميس، قائلا إنه “سيستقيل من رئاسة الحكومة ومن زعامة الحزب بعد النتائج المؤسفة للانتخابات”. وقال سوناك -الذي احتفظ بمقعده البرلماني في ريتشموند بشمال إنجلترا- إنه اتصل بمنافسه زعيم حزب العمال كير ستارمر لتهنئته بفوز حزبه في الانتخابات. وأضاف “الناخبون أصدروا حكما واقعيا في هذه الليلة الصعبة، وهناك الكثير لنتعلمه ونفكر فيه”، مؤكدا أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن الهزيمة الساحقة لحزبه. وحقق حزب العمال البريطاني انتصارا ساحقا في الانتخابات التشريعية أمس الخميس، لينهي بذلك 14 عاما متتالية من حكم المحافظين ويفتح أبواب داونينغ ستريت أمام زعيمه كير ستارمر، حسب ما أظهر استطلاع لآراء المقترعين. وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني المنتهية ولايته ريشي سوناك في بيان اليوم الجمعة إن سوناك سيدلي ببيان في مقر الحكومة في داونينغ ستريت الساعة 09:30 صباحا بتوقيت غرينتش قبل الاجتماع مع الملك تشارلز الثالث لتقديم استقالته رسميا. ويُتوقع أن يكلف الملك تشارلز الثالث اليوم ستارمر بتشكيل الحكومة الجديدة. انتصار تاريخي ووفقا لنتيجة الاستطلاع التي نشرتها قنوات التلفزة البريطانية، سيحصل حزب العمال (يسار وسط) على 410 من أصل 650 مقعدا في مجلس العموم، متقدما بفارق شاسع على المحافظين الذين ستنحصر حصتهم بـ131 مقعدا، في أسوأ نتيجة انتخابية لهم منذ مطلع القرن الـ20. أما حزب الديمقراطيين الليبراليين (وسط) فسيحصل في البرلمان المقبل على 61 نائبا. بدوره، حقق حزب “إصلاح بريطانيا” المناهض للمهاجرين نتيجة أفضل من المتوقع بحصوله على 13 مقعدا نيابيا، حسب الاستطلاع. وتفتح هذه النتيجة الباب واسعا أمام حزب العمال لتشكيل حكومة، في حين أنها تمثل هزيمة مدوية للمحافظين الذين تقلصت حصتهم من 365 نائبا انتخبوا قبل 5 سنوات إلى 131 نائبا فقط. وتعليقا على هذه النتائج قال ستارمر إن البلاد صوتت لصالح التغيير، وإن الوقت حان لأن يفي حزبه بوعده. وأضاف “قال الناس كلمتهم هنا وفي جميع أنحاء البلاد الليلة، وهم مستعدون للتغيير، التغيير يبدأ هنا”. ويبدو أن الناخبين يعاقبون المحافظين بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وعدم استقرار امتد لسنوات وتنافس داخلي.
المصدر : الجزيرة + وكالات