قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن ما كشفته شبكة “سي إن إن” الأميركية عن حالات تعذيب إسرائيل لأسرى قطاع غزة في معتقلات سرية ليس إلا جزءا ضئيلا من الفظائع التي تُقترف بحق هؤلاء المعتقلين.
وذكرت حماس، في بيان اليوم السبت، أن التقرير كشف عن حالة التعذيب والوحشية التي يتعامل بها جيش الاحتلال مع المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، والذين يحتجزهم في معتقلات سرية، لا تخضع لأي رقابة، ويرتكب فيها أبشع أشكال التعذيب والسادية التي لا يمكن للإنسانية أن تستوعبها.
وأشار بيان حماس إلى أن هذا التحقيق -مضافا له الشهادات المروعة التي رواها من أفرج عنهم مؤخرا من تلك المعتقلات السرية، التي هي أشبه بمسالخ بشرية تتجاوز جرائم وفظائع النازية- يستدعي من المنظمات الحقوقية الدولية توثيق هذه الجرائم.
وأكد أن ارتكاب فظائع كهذه لا يمثل إخفاقا للمجتمع الدولي بكافة مؤسساته أو وصمة عار في جبين الإنسانية فحسب، بل يتعدى ذلك إلى تهديد السلم الدولي عبر السماح لهؤلاء القتلة والفاشيين بالإفلات من العقاب.
وشددت حماس على أن الحق في محاسبة ما وصفته بـ”الكيان المارق” لن يسقط بالتقادم، ولن تُمحى هذه الفظائع من ذاكرة الشعوب والأجيال، و”سيأتي اليوم الذي يُحاسب فيه هؤلاء المجرمون على ما ارتكبوه بحق شعبنا وبحق الإنسانية”.
صنوف من التعذيب
وكانت شبكة “سي إن إن” الأميركية قد كشفت يوم أمس الجمعة عن انتهاكات تمارسها إسرائيل ضد معتقلين من غزة في مركز اعتقال سري بصحراء النقب.
ونقل التحقيق عن شهادات إسرائيليين أن المعتقلين الفلسطينيين يعيشون ظروفا قاسية للغاية في قاعدة عسكرية أصبحت مركز احتجاز في صحراء النقب بالجنوب.
وقال أحد الشهود إن الروائح الكريهة تملأ مركز الاعتقال التي يحشر فيها الرجال معصوبي الأعين، ويمنعون من التحدث والحركة.
وأضاف أن الأطباء في مركز الاعتقال يقومون أحيانا ببتر أطراف السجناء بسبب الإصابات الناجمة عن تكبيل أيديهم المستمر، والإجراءات الطبية التي يقوم بها أحيانا أطباء غير مؤهلين، حيث يمتلئ الهواء برائحة الجروح المهملة التي تركت لتتعفن.
وردا على طلب “سي إن إن” للتعليق على ما ورد في التحقيق، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان إنه يضمن السلوك المناسب تجاه المعتقلين المحتجزين، ويتم فحص أي ادعاء بسوء سلوك من جانب جنوده والتعامل معه على هذا الأساس.
وأضاف أنه في حالات معينة، يتم فتح تحقيقات لدى شعبة التحقيقات الجنائية التابعة للشرطة العسكرية عندما يُشتبه في سوء سلوك يبرر هذا الإجراء.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، عشرات آلاف الشهداء والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم مطالبتها من قبل محكمة العدل الدولية بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
المصدر : الجزيرة + الأناضول