موقع مصرنا الإخباري:
لجوء نجوم الكرة إلى الإعلانات أمر ليس بالجديد، ولا تهافت الشركات التجارية المختلفة على استثمار نجومية اللاعبين أمر غير طبيعي.. ولكن أن يتحول العمل بالإعلانات إلى مشروع في حد ذاته يسعي إليه اللاعب، فهذا أمر غريب ويثير التساؤل، خاصة وأنه أصبح يحمل شعار “أقصر طريق إلى الثراء”.. على اعتبار أن هذه الشركات تتنافس على استقطاب نجم له جماهيرية كبيرة يروج لمنتجاتها، والنجم يراها فرصته المناسبة والسهلة لاقتناص المال، بل أن سوق الإعلانات شهدت ارتفاعا كبيراً في أجور النجوم عن الإعلانات، وهو ما يثير التساؤل أيضًا حول جدوي ذلك خاصة إذا كان التنافس وصل أشده لدرجة ظهور اكبر عدد من النجوم للشركة الواحدة، بل وصل التنافس إلى النجوم أيضا للظهور في هذه الإعلانات.
برغم أن بعض هذه الإعلانات لا تؤدي الغرض منها أساسا بل في بعض الأحيان تصل إلى فشل هذه الإعلانات، فيبدو الأمر كنوع من التحدي المبالغ فيه، مما يجعلنا نتساءل من وراء فشل الاعلان سوء اختيار النجم أم فكرة الاعلان وهل يوجد معايير لاختيار النجوم؟!
قبل الإجابة على هذا التساؤل، أتذكر أن أساتذة الإعلان في كلية الإعلام كانوا يقولون لنا دائماً: هناك مواصفات خاصة بكل إعلان يجب مراعاتها عند اختيار النجم للإعلان وهي لابد أن يكون وسيم وله شعبيه ومصداقيه إلى حد كبير بين الجمهور، فبعض الاعلانات مثلا لا يصلح لها الطابع الكوميدي مثل الإعلانات التي يكون المنتج فيها عالي الثمن وذلك لان في هذه الحالة لن يصدقه المشاهد ولكن في إعلانات رخيصة الثمن من الممكن أن تدخل عليها الطابع الكوميدي.
من هنا يأتي سبب فشل الإعلان من عدمه، خصوصا أننا نرى في الفترات الأخيرة أن هناك سوء في اختيار مثلا او سوء اختيار الفكرة أو تكرار النجم لنفس الإعلان وبنفس الطريقة لأكثر من مره ولعدة أعوام.
لا أري عيباً في أن يتجه اللاعب إلى الظهور فى إعلان عن سلعة ما، فهذا ليس بدعة اخترعناها في عالمنا هنا، فحتي نجوم الكرة في أوروبا يفعلون ذلك، وفي تقديري أن النجم هنا يروج لنفسه كما يروج للسلعة المعلن عنها، كما أن الإعلان يمكن اعتباره نوعاً من الاستفتاء الشعبي على جماهيرية النجوم وهذا يظهر من نجاح الإعلان من عدمه.. وعموماً المهم هنا أن يختار اللاعب الإعلان المناسب له والفكرة التي تضيف له أمام جمهوره وليس تأخذ منه أو يتحول لمجرد شخص يلهث خلف الأموال فقط.
وفي النهاية، فإن الضجة حول نجوم الكرة واتجاههم للعمل في الإعلانات دائماً مثارة تهدأ وتخفت أحياناً ولكنها ملف دائماً مستعد لأن يفتح ويثير كل يوم جدلاً وأسئلة جديدة بسبب العلاقة الجدلية بين النجم وطبيعة الإعلان نفسه.. فمن المستفيد السلعة أم اللاعب؟!