جون ستيوارت: فك رموز السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط بقلم أحمد آدم

موقع مصرنا الإخباري:

جون ستيوارت: فك رموز السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط

 

في خضم التعقيدات السياسية والدبلوماسية التي تعصف بالعالم العربي، قد يكون من الصعب فهم الحقيقة وراء التوجهات والسياسات التي تتبعها القوى الكبرى، وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية. إلا أن الإعلامي الأمريكي الشهير جون ستيوارت، المعروف بأسلوبه الساخر والمباشر، قد قام مؤخرًا بتقديم شرح بسيط للعرب حول ما تفعله أمريكا في الشرق الأوسط.

جون ستيوارت حاول من خلال حديثه أن ينبه الشعوب العربية إلى واقع قد يغفلون عنه أو يتم تجاهله، وهو أن الولايات المتحدة تلعب دورًا أكبر بكثير مما يظهر على السطح في الشؤون الداخلية للبلدان العربية. بحسب رأي ستيوارت، فإن أمريكا لا تكتفي بالتدخل السياسي والدبلوماسي، بل تتعداه إلى فرض أنظمة وحكومات تعمل لصالحها، على حساب مصالح الشعوب.

يشير ستيوارت إلى أن العديد من الحكام العرب الذين وصلوا إلى السلطة في الدول العربية لم يصلوا بفضل دعم شعوبهم أو بإرادة داخلية، بل كانوا نتاجًا لدعم أمريكي مباشر أو غير مباشر. وهذا الدعم ليس نابعًا من حرص أمريكا على مصلحة الشعوب العربية، بل من حرصها على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

يرى ستيوارت أن الولايات المتحدة تستخدم أساليب “احتلال واستغلال” تختلف عن تلك التقليدية. فبدلاً من الغزو العسكري المباشر كما حدث في العراق وأفغانستان، تلجأ أمريكا إلى بناء تحالفات مع حكومات ونخب عربية، لتضمن ولاءهم وتحقيق أهدافها في المنطقة. وتصبح هذه الحكومات أداة لتحقيق مصالح واشنطن، حتى وإن كان ذلك على حساب حقوق وحريات شعوبها.

عبر برنامجه، يسعى جون ستيوارت إلى تبسيط هذه المفاهيم وإيصالها للجمهور العربي بشكل واضح، ليحفزهم على التفكير في الحقائق وراء العلاقات الدولية التي تحكم منطقتهم. يريد ستيوارت من العرب أن يدركوا أن ما يحدث ليس محض صدفة أو نتيجة قرارات سيادية مستقلة، بل هو جزء من استراتيجية أوسع تستهدف السيطرة على مقدراتهم وثرواتهم.

ما قدمه جون ستيوارت ليس مجرد نقد عابر أو تعليق ساخر على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، بل هو محاولة حقيقية لكشف النقاب عن واقع معقد، ربما يغفل عنه الكثيرون. وفي الوقت الذي قد يتفق فيه البعض أو يختلف مع تحليله، يبقى من الضروري النظر بعمق في هذه القضية والتفكير في الدور الحقيقي الذي تلعبه القوى الكبرى في تشكيل مصير الشعوب.

 

أحمد آدم

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى