موقع مصرنا الإخباري:
جنك أويغور ينتقد السياسات الأمريكية: العداء ليس بسبب الحرية بل بسبب الاحتلال
في الآونة الأخيرة، أثارت تغريدة الصحفي الأمريكي جنك أويغور ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. جاءت التغريدة في سياق تعليق ساخر على حادثة الاعتداء التي تعرض لها جنود أمريكيون في تركيا، حيث قدم أويغور رؤيته بشكل لاذع حول الأسباب الحقيقية وراء العداء الذي يواجهه الأمريكيون في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم.
كتب أويغور قائلاً: “عليك أن تسأل نفسك، لماذا حتى علمانيو تركيا يكرهوننا، لماذا إيران تكرهنا، لماذا يهاجمنا الحوثيون، لأنهم يغارون من الحرية التي لدينا؟ طبعا لا، وإنما بسبب دعمنا للاحتلال!”. بهذا التعليق، يشير أويغور إلى الأسباب الجوهرية التي تغذي مشاعر الكراهية تجاه الولايات المتحدة في كثير من دول المنطقة. وبحسب أويغور، فإن ما يدفع هذه الشعوب إلى التعبير عن العداء لا يرتبط بـ “الغيرة من الحرية” التي تتمتع بها الولايات المتحدة كما تروج بعض الخطابات الرسمية، بل يتعلق أكثر بالسياسات الأمريكية الداعمة للاحتلال، والتي يراها الكثيرون ظلمًا مستمرًا يمس حقوق الشعوب في المنطقة.
النقد السياسي اللاذع
تغريدة أويغور لم تكن مجرد سخرية، بل كانت نقدًا سياسيًا مباشرًا للسياسة الخارجية الأمريكية. بصفته صحفيًا ومحللاً سياسيًا، يمتلك أويغور سجلًا حافلًا بالتعليق على قضايا الشرق الأوسط والعلاقات الأمريكية مع دول المنطقة. ويرى أن العديد من السياسات الأمريكية، خاصة تلك التي تتعلق بالدعم العسكري والاقتصادي لدول بعينها على حساب أخرى، تلعب دورًا كبيرًا في تأجيج مشاعر الغضب والكراهية تجاه الولايات المتحدة.
في التغريدة، أشار إلى تركيا، وهي دولة حليفة للولايات المتحدة، لكنه أوضح أن حتى القوى العلمانية فيها لا تكن ودًا لأمريكا. كذلك تناول إيران، التي لطالما كانت على خلاف حاد مع الولايات المتحدة، وصولاً إلى الحوثيين في اليمن. وفي جميع الأمثلة التي طرحها، يلفت أويغور النظر إلى أن العداء ليس وليد “الغيرة من الحريات”، كما يروج بعض المسؤولين الأمريكيين، بل ينبع من الشعور بالظلم جراء الدعم الأمريكي المستمر للاحتلال في مناطق مثل فلسطين.
تغريدة أويغور تأتي في إطار جدل أوسع حول دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وتداعيات سياساتها. في حين أن هناك من يعتقد أن الولايات المتحدة تسعى لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم، يرى آخرون أن السياسة الأمريكية تستند إلى مصالح ضيقة تسهم في زعزعة الاستقرار واستمرار الصراعات.
إلى جانب ذلك، تثير تغريدته تساؤلات حول مدى قدرة وسائل الإعلام والمحللين السياسيين على نقل وجهات النظر التي لا تنسجم مع السياسات الرسمية. فبينما يمكن للخطاب الساخر أن يجذب الانتباه، فإنه في الوقت ذاته يعكس رؤية عميقة لأوجه القصور في السياسة الخارجية الأمريكية، والتي غالبًا ما يتم التغاضي عنها في الإعلام التقليدي.
جنك أويغور، بتغريدته الساخرة، فتح بابًا للنقاش حول العوامل الحقيقية التي تقف وراء مشاعر العداء تجاه الولايات المتحدة. بطرحه الصريح، ألقى الضوء على واقع معقد يتمثل في أن العداء لأمريكا ليس نابعًا من الغيرة، بل من تراكمات تاريخية وسياسات تتعلق بالتدخلات الأجنبية والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لدول وسياسات مثيرة للجدل.
أحمد آدم