ثورة 25 يناير في مصر والثورة الإيرانية الفرص والتحديات…

موقع مصرنا الإخباري:

شهد العالم في العام ١٩٧٩م ثورة شعبية عارمة في إيران، بقيادة رجل الدين  الخميني، حيث خرج الناس في مظاهرات مليونية، يرفضون النظام الملكي القائم، الذي جسم على صدورهم مئات السنين، مخلفا بذلك الجهل والبطالة والتردي الاقتصادي والأخلاقي، ذلك النظام الذي كان العامل الأساس في جلب المستعمر إلى الشرق، بل كان بوليس الشرق، وكان من الصعوبة بمكان الإطاحة به، بما يملك من قوى عسكرية ومخابراتية، تبطش بكل من سولت له نفسه الخروج او الاعتراض على الحكومة القائمة، ولكن ارادة الشعب الإيراني الذي تكبد مرارات الجهل والحرمان، كانت اقوى من هذا البوليس الشرقي، مما سهلت من عملية الإطاحة به، وقطع دابره إلى يوم الدين.
اليوم يحتفل الإيرانيون بذكرى ثورتهم التي مرت عليها ٤٢ عاما، حافلة بالإنجازات والانتصارات، والتقدم العلمي والتكنولوجي، والديمقراطي في تداول السلطة، والحريات في كافة المجالات الحياتية، وهذا ما لا ينكره عاقلا او منصفا، يرى الحقيقة كما هي بعيدا عن المزاج والانفعالات الشخصية والحزبية والعرقية.
وقد شهد العالم ايضا في ٢٠١١م ثورة شعبية في مصرنا الحبيبة، لم تكن تختلف عن الثورة الإيرانية في أهدافها ومطالبها، من حرية وإصلاح معيشي، وعدالة اجتماعية، تخرج الشعب المصري الكريم، من دائرة الجهل والحرمان والفساد الاخلاقي والإداري، الذي ظلت تمارسه حكومة المخلوع مبارك طوال فترة حكمها، ما جعل الشعب مقسم إلى طبقات، بعضها يعيش في قمة الرفاهية بدون وجه حق، والآخر يعيش كل الحرمان والقهر والجهل والتخلف، وقد هب الشعب المصري قاطبة، وعلى قلب رجل واحد من أجل الإطاحة بهذه الحكومة الظالمة الجائرة، وقد كان له ذلك، في ١١ فبراير، عندما أعلن المخلوع مبارك تنحيه عن الحكم، وهذا بحد ذاته يعتبر انتصارا كبيرا وعظيما للشعب المصري المظلوم، ولكن ما حدث بعد الإطاحة بالمخلوع من أحداث متسارعة، من تكالب الداخل والخارج على الثورة الفتية، وخنقها في مهدها حتى لا تعيق المصالح الغربية في المنطقة، وتسلق بعض الخونة إلى كراسي السلطة، معتمدين على الغرب نفسه في حمايتهم، والحفاظ عليهم وعلى مصالحهم المشتركة، بجهل منهم او بعلم، متناسين  اهداف الثورة وشعاراتها التي قامت من أجلها، ما جعلها ثورة ضعيفة لم تاتي اكلها ولم تحقق أهدافها المنشودة، وما حدث بعد ذلك من أحداث، وما يعيشه المواطن المصري اليوم، من معاناة لا يخفى على ذي بصيرة.
إذن هل كانت تفتقر ثورتنا المباركة إلى قيادة رشيدة، ام كانت ثورة الجياع التي لا خير فيها…..؟
وهل تحققت أهداف ثورة ٢٥ يناير التي خرجنا من أجلها جميعا، ام لم تتحقق…..؟

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى