موقع مصرنا الإخباري: أكد رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق أن تهديدات “إسرائيل” للسيد علي السيستاني تظهر أنها تهدف إلى توسيع نطاق الحرب لصرف الأنظار عن خسائرها وجرائمها في غزة ولبنان.
سربت القناة 14 الإسرائيلية مؤخرًا صورة تكشف ما وصفته بـ “قائمة أهداف إسرائيل” لقادة إقليميين بارزين. ومن بين هؤلاء المدرجين أعلى سلطة دينية في العراق السيد علي السيستاني، الذي تم تصنيفه كـ “هدف مشروع”. أثار التسريب مخاوف جدية، مما سلط الضوء بشكل أكبر على التوترات المتصاعدة في المنطقة والاستهداف المحتمل لشخصيات مؤثرة من قبل “إسرائيل”.
استنكر رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ خالد الملا التهديدات التي وجهتها إسرائيل ضد شخصيات دينية بارزة، ومنهم المرجع الديني السيد علي السيستاني، مؤكداً أن هذه الإجراءات تؤكد أن إسرائيل تشن حرباً دينية ضد المسلمين.
وأكد الشيخ الملا في تصريح أن إسرائيل تحاول تصوير الحرب الدائرة على أنها موجهة ضد طائفة بعينها، لكنه يعتقد أنها ستفشل في نهاية المطاف في هذا المسعى.
وانتقد التهديدات الإسرائيلية ضد السيد السيستاني، مؤكداً أنها تهدف إلى توسيع نطاق الحرب لصرف الأنظار عن خسائرها وجرائمها في غزة ولبنان.
كما أشار الشيخ الملا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستميل العصابات الإجرامية، مثل داعش، التي دعا السيد السيستاني في وقت سابق إلى محاربتها.
وأكد أن “الكيان الصهيوني فقد كل نفوذه ويلجأ الآن إلى الطائفية في محاولة لبث الفتنة بين المسلمين”.
وأعرب الشيخ الملا عن تضامنه الثابت مع السيد السيستاني وكل العلماء الذين يقفون من أجل العدالة ضد الظلم، وأكد أن “إسرائيل” لن تنجح في تقويض الدور المؤثر للسيد السيستاني الذي كان له دور فعال في تهدئة التوترات الطائفية.
كما أشار الشيخ الملا إلى تحذير سابق من السيد خامنئي بشأن محاولات الكيان لإثارة الفتنة بين المسلمين، مشيرا إلى أن العلماء يمتلكون حكمة كبيرة لمواجهة هذه التهديدات.
العراق يدين تصرفات إسرائيل ويطالب الأمم المتحدة بدعمها ضد الإساءة للمسلمين
وفي تعليقه على هذه القضية، صرحت الحكومة العراقية بأن الحكومة والشعب العراقي بذلا كل جهد لمنع تصعيد الحرب، لكن الكيان الإسرائيلي وحكومته لم يفعلوا سوى تفاقم الوضع.
دعت الأمم المتحدة إلى رفض أي إجراءات تهين مشاعر المسلمين وتستهدف شخصيات عالمية مؤثرة تستحق الاحترام.
أدانت الحكومة العراقية “الكيان الصهيوني، مؤكدة أنه يعمل كعصابة إجرامية تزدهر في خلق الأزمات وإدامة العدوان والحرب”.
وفي سياق متصل، جددت الرئاسة العراقية دعمها الثابت للقضية الفلسطينية وحق شعبها في تقرير المصير. وأكدت أن العراق يكثف جهوده لوقف العدوان على فلسطين ولبنان. بالإضافة إلى ذلك، أعربت الرئاسة العراقية عن إدانتها الشديدة للهجمات التي شنتها وسائل الإعلام الإسرائيلية على أعلى سلطة دينية في العراق.
لماذا يهم
لعب السيد علي السيستاني، أعلى سلطة دينية في العراق، دورًا قياديًا محوريًا خلال بعض أكثر لحظات البلاد أهمية. لقد كان نفوذه واضحا من خلال مواقفه الحازمة خلال الاحتلال الأمريكي، وصعود داعش، وسيطرتها على مناطق واسعة من العراق. لقد دعم السيد السيستاني باستمرار المقاومة الفلسطينية واللبنانية، في حين دعا إلى حقوق ورفاهية شعوب المنطقة، مما عزز مكانته كشخصية رئيسية في تشكيل السياسات المحلية والإقليمية للعراق.
دفع صعود داعش في العراق وسوريا السيد علي السيستاني إلى إصدار فتوى تاريخية في عام 2014، مما أدى إلى تشكيل قوات الحشد الشعبي، وهي قوة رئيسية في هزيمة داعش. السيد السيستاني، وهو زعيم شيعي مؤثر، يتمتع بنفوذ كبير على ملايين الأتباع. إن نفوذه يجسد القوة السياسية للقيادة الدينية في مقاومة الاحتلال والإمبريالية.
دعم المظلومين ضد الاحتلال الإسرائيلي
أصدر آية الله العظمى السيد علي السيستاني مؤخرا توجيها يدعو فيه العراقيين إلى استضافة اللبنانيين النازحين قسرا وسط العدوان الإسرائيلي الوحشي المستمر. وقد استجاب العراقيون بسرعة، متبعين توجيهاته، وفتحوا منازلهم ومواردهم لآلاف اللاجئين اللبنانيين الذين يستضيفهم العراق مجانًا الآن.
في 23 سبتمبر، أعرب مكتب السيد السيستاني عن تضامنه العميق مع الشعب اللبناني، وقدم له تعازيه الحارة.
“وقدم البابا فرنسيس تعازيه الحارة لمعاناتهم الشديدة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر، والذي أودى بحياة ما يقرب من 200 شخص وأصاب أكثر من 700 آخرين.
وحث المرجع الديني الأعلى في ذلك الوقت على “بذل كل جهد ممكن” لوقف العدوان الإسرائيلي وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة ودعا إلى اتخاذ إجراءات “للمساعدة في تخفيف معاناتهم وضمان تلبية احتياجاتهم الإنسانية”.
مدافع قوي عن التعايش
في عام 2021، التقى البابا فرانسيس مع آية الله العظمى علي السيستاني، في النجف بالعراق، لنقل رسالة التعايش السلمي.
تم هذا الاجتماع المهم في مقر إقامة السيستاني المتواضع وكان نتيجة لمناقشات ومفاوضات مكثفة بين مكتب آية الله والفاتيكان استمرت عدة أشهر.
في ذلك الوقت، أصدر مكتب السيستاني بيانًا أكد فيه على دور السلطات الدينية في حماية مسيحيي العراق. “وأكد الزعيم “حرصه على أن يعيش المواطنون المسيحيون مثل جميع العراقيين في سلام وأمن، وبكامل حقوقهم الدستورية”.
وردًا على ذلك، ذكر الفاتيكان أن البابا فرانسيس أعرب عن امتنانه للسيستاني لأنه “رفع صوته دفاعًا عن الأضعف والأكثر اضطهادًا” خلال بعض الأوقات الأكثر اضطرابًا في العراق. وأشار البيان إلى أن رسالة السلام التي أطلقها السيستاني أكدت على “قدسية الحياة البشرية وأهمية وحدة الشعب العراقي”.
إن التهديد الإسرائيلي المتصاعد لمثل هذه الشخصية الدينية العظيمة يشكل خطرًا شديدًا، مع إمكانية إشعال حرب واسعة النطاق.
وفي الوقت نفسه، تتصاعد التوترات في غرب آسيا بالفعل، وأي اغتيال إسرائيلي لكبار القادة الدينيين قد يؤدي إلى إشعال حرب أوسع نطاقًا، مما يعزز عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.
فلسطين
العراق
الطائفية
إسرائيل
داعش
جرائم الحرب
لبنان
التهديدات الإسرائيلية
السيد علي السيستاني
خالد الملا