كشفت شبكة “سي أن أن” الأميركية عن تقييماتٍ استخبارية أميركية تناولت تحذيراتٍ من “تنامي مصداقية حركة حماس ونفوذها” منذ عملية “طوفان الأقصى” وهجومها على المستوطنات الإسرائيلية في 7 تشرين أول/أكتوبر الماضي. وتناولت الشبكة تحذيراتٍ حملتها سلسلة من التحليلات الجديدة التي أجرتها وكالات الاستخبارات المركزية الأميركية “سي أي إيه” من أنّ ما أسمته “مصداقية حماس ونفوذها” تزايدا بشكلٍ كبير خلال الشهرين اللذين أعقبا عملية يوم السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، وبدء الرد العسكري الإسرائيلي، وما حمله من تطورات في الشرق الأوسط وخارجه. وأشارت التقييمات الاسخبارية إلى أنّه في الوقت الذي قتل فيه القصف الجوي الإسرائيلي القاسي آلاف المدنيين داخل قطاع غزّة، نجحت حركة حماس في تأكيد أنها “الحركة المسلحة التي تقاتل ضد ظالم وحشي يقتل النساء والأطفال”. ويقول مسؤولون أميركيون مطّلعون على التقييمات الاستخبارية المختلفة، حسبما أفاد تقرير “سي أن أن”، إنّ الحركة “نجحت في تأكيد حضورها في بعض أجزاء العالم العربي والإسلامي كمدافعٍ عن القضية الفلسطينية ومقاتل فعّال ضد إسرائيل”. وقد انتشرت التقييمات المختلفة داخل الحكومة الأمريكية حيث بدأ مسؤولو إدارة الرئيس، جو بايدن، يحذرون علناً من أنّ عدد الضحايا المدنيين من جرّاء القصف الإسرائيلي المستمر يهدد بزيادة شعبية حماس أيضاً في الأراضي الفلسطينية، وهو الأمر الذي يعتبرونه خطيراً. وأشافت الشبكة في السياق ذاته أنّ المسؤولين الأميركيين يراقبون عن كثب العديد من المؤشرات الرئيسية التي تشير إلى أنّ الدعم لحماس قد نما في كلٍ من الأراضي الفلسطينية وأماكن أخرى في المنطقة. وبتناولها الأهداف المُعلنة للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزّة، وخصوصاً هدف “القضاء على حركة حماس”، أوضحت الصحيفة أنّ هذه التقييمات الصارخة تؤكّد الصعوبة الكامنة -إن لم تكن الاستحالة- في إصرار “إسرائيل” على أنّها “ستقضي على حماس”. كما أورد تقرير الشبكة الأميركية أنّ السؤال الرئيسي الآن لمحللي الاستخبارات الأميركية هو كيف من المرجح أن يؤثر التعامل الإسرائيلي مع الصراع على الرأي العام داخل قطاع غزّة والضفة الغربية، وفي جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي الأوسع. ويخشى بعض المحللين داخل الحكومة الأميركية سراً أن يكون لمواصلة “إسرائيل” حربها ضد حركة حماس ما وصفوه بـ”التأثير غير المقصود بإضفاء الشرعية على حماس سياسياً”.
المصدر الميادين