موقع مصرنا الإخباري:
حقق علماء الآثار الذين استكشفوا مقبرة أبوصير، الواقعة جنوب الجيزة، تقدما كبيرا في كشف أسرار الأسرة الخامسة في مصر القديمة. تم الكشف عن ثماني غرف تخزين غير موثقة سابقًا، مخبأة داخل هرم ساحورع، مما يلقي الضوء على حياة ومعتقدات هذه الفترة التاريخية.
ظلت عملية استكشاف مجمع هرم ساحورع، التي بدأها لأول مرة عالم المصريات البريطاني جون بيرينج في عام 1837، غير مثمرة نسبيًا حتى الآن. جاء هذا الاكتشاف خلال أعمال الترميم المستمرة التي تقوم بها البعثة الأثرية الألمانية المصرية من جامعة فورتسبورج، بقيادة عالم المصريات محمد إسماعيل خالد. وبدعم من صندوق وقف الآثار التابع لمركز الأبحاث الأمريكي في مصر، استخدم الفريق تقنيات متقدمة، بما في ذلك المسح بالليزر ثلاثي الأبعاد، لفحص الجزء الخارجي والداخلي للهرم بدقة.
تركزت إحدى المناقشات الطويلة الأمد حول هرم ساحورع على طبيعة حجرة الدفن الخاصة به. وقد حسم الاكتشاف الأخير هذا الجدل الآن، حيث قدم رؤى قيمة حول التصميم الداخلي للهرم وهندسته المعمارية. وعلى الرغم من بعض الأضرار التي لحقت بالأجزاء الشمالية والجنوبية من الغرف، فقد تم الحفاظ على بقايا الجدران الأصلية وأجزاء من الأرضية.
تجري حاليًا عملية الترميم، وبمجرد الانتهاء منها، ستكون الغرف متاحة للعلماء لمزيد من الدراسة والتحليل. ولا شك أن هذا الوصول المكتشف حديثًا سيساهم في فهم أعمق لطقوس وممارسات الأسرة الخامسة، مما يقدم لمحة عن التاريخ الغني لمصر القديمة.
تسلط النتائج الرائعة في هرم ساحورع الضوء على الدور الذي لا يقدر بثمن للتكنولوجيا الحديثة في كشف أسرار الماضي. يضيف كل اكتشاف قطعة أخرى إلى اللغز المعقد لحضارة مصر القديمة، مما يعزز تقديرًا أعمق للتراث الثقافي الذي لا يزال يأسر العالم.