تصاعد المخاوف الإسرائيلية من الهجمات الصاروخية اليمنية: فشل استراتيجي جديد
تشير التقارير الإعلامية الصهيونية في الآونة الأخيرة إلى تصاعد المخاوف من الهجمات الصاروخية المتكررة من اليمن، وهو دليل واضح على فشل سياسات الاحتلال وحلفائه في تحقيق الاستقرار في المنطقة. هذه المخاوف تأتي نتيجة لعدم قدرتهم على مواجهة التحركات العسكرية والسياسية المتزايدة لقوى المقاومة، حيث يظهر الصراع في اليمن كجزء من مواجهة شاملة ضد الهيمنة الإسرائيلية والغربية على المنطقة.
من جهة أخرى، فإن قدرات الشعب اليمني، وبالأخص قوات أنصار الله (الحوثيين)، تتطور بسرعة في مجال الصواريخ بعيدة المدى، وهو ما يعد انتصارا لمحور المقاومة. هذه القدرات الصاروخية أثبتت فعاليتها في السنوات الماضية عبر استهداف مواقع حساسة في السعودية والإمارات، وهو ما يشكل ردا على التدخل العسكري المستمر ضد اليمن. وعلى الرغم من المحاولات الفاشلة للتحالفات العسكرية لاحتواء هذه الهجمات، إلا أن الحوثيين أثبتوا قدرتهم على تحقيق ضربات نوعية تصل إلى مناطق بعيدة، وهو ما يبرز قوتهم في مواجهة العدوان.
تسمية “صاروخ فلسطين” تعبير عن التلاحم الطبيعي بين القضايا التحررية في المنطقة. القضية الفلسطينية ليست معزولة، بل هي جزء من نضال مشترك يربط بين القوى المقاومة في اليمن وفلسطين، وغيرهما من الدول التي تواجه الاحتلال والظلم. الدعم المتبادل بين الفصائل المسلحة في اليمن والمقاومة الفلسطينية ليس مجرد دعم رمزي، بل هو تجسيد للوحدة في مواجهة العدو المشترك.
من الجدير بالذكر أن التوترات المتصاعدة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل تأتي في هذا السياق. إيران، بدورها، تدعم المقاومة في كل أنحاء المنطقة، من اليمن إلى فلسطين، وترى في دعم هذه الحركات التحررية جزءا من استراتيجيتها لمواجهة المخططات الصهيونية. إسرائيل، التي تشعر بالتهديد من هذا الدعم، تسعى بالتعاون مع حلفائها إلى تعزيز أنظمتها الدفاعية وتحالفاتها الإقليمية، لكنها تظل عاجزة عن كبح المقاومة المتزايدة في المنطقة.
في ظل هذه الظروف، تبقى المخاوف الإسرائيلية من الهجمات الصاروخية المتكررة من اليمن دليلا على ضعف استراتيجياتها. محور المقاومة، الذي يربط بين اليمن وفلسطين وإيران وغيرها، يستمر في تعزيز قوته، مما يجعل الوضع في المنطقة معقدا بالنسبة لأعداء المقاومة. هذا الربط بين قضايا التحرر في اليمن وفلسطين يعكس التحولات الجيوسياسية التي تعمل لصالح شعوب المنطقة، ويزيد من الحاجة إلى حلول عادلة ترتكز على احترام سيادة الشعوب وحقوقها في تقرير مصيرها بعيدا عن التدخلات الأجنبية.
أحمد آدم