موقع مصرنا الإخباري:
سبق أن وصل إنتاج تركيا من زيت الزيتون إلى 150 ألف طن وارتفع بنسبة أكثر من 30% بعد احتلالها لإدلب وعفرين.
احتلت سورية عام 2011 المرتبة الثانية عربياً في إنتاج زيت الزيتون بعد تونس، والخامسة عالمياً بعد إسبانيا وإيطاليا واليونان، فيما احتلت المرتبة الثالثة عربياً والسادسة عالمياً في إنتاج زيت الزيتون بعد إسبانيا، إيطاليا واليونان وتونس والمغرب، بحسب إحصائيات المجلس الدولي للزيتون، وهو منظمة حكومية دولية تضم 44 دولة، وتنتج 98% من الإنتاج العالمي لزيت الزيتون.
تعتبر عفرين، الواقعة في ريف حلب، مركزاً بارزاً لزراعة الزيتون ذي القيمة العالية وإنتاج زيت الزيتون الأصلي. مع عدد مثير للإعجاب يتجاوز 18 مليون شجرة، احتلت صناعة الزيتون في عفرين مكانة متميزة داخل سوريا. لكن هذه الأشجار ذاتها أصبحت أول الضحايا في عملية غصن الزيتون العسكرية التي بدأتها تركيا بالتعاون مع الميليشيات المتحالفة معها في 20 كانون الثاني/يناير 2018، بهدف السيطرة على عفرين والمناطق المجاورة لها في ريف حلب.
كيف تسرق تركيا والميليشيات الموالية لها مزارعي عفرين؟
ويشكل العمل في زراعة الزيتون وإنتاج الزيت مصدر الدخل السنوي الأساسي لسكان ريف حلب، وخاصة منطقة عفرين، لكن الوضع تغير بعد احتلالها من قبل تركيا عام 2018.
ونزح أكثر من 300 ألف من سكان عفرين الأصليين وأعيد توطين عشرات الآلاف هناك مكانهم.
وبات من تبقى من المزارعين السوريين غير قادرين على القيام بعملهم بشكل آمن، حيث يتعرض الكثير منهم للاختطاف للحصول على فدية، بالإضافة إلى حالات سرقة الآلات التي تساعدهم في عملهم.
وأنشأت تركيا لاحقاً ما أسمته “المجالس المحلية لإدارة شؤون السكان”، والتي فرضت على المزارعين ضريبة قدرها 20% يتم خصمها من المحصول مقابل توفير الحماية لأراضيهم الزراعية، لكنهم في الواقع يدفعون هذه الضرائب دون مقابل.
وفرضت بعض الفصائل المسلحة الموالية لتركيا مبلغ 4 دولارات على كل شجرة مقابل السماح للفلاح بقطف الثمار.
وفي الوقت نفسه، تقوم فصائل مسلحة أخرى، تحت ستار ملكية الأراضي في كثير من الأحيان، بإجبار العمال على قطف الزيتون نيابة عنها.
ويقوم هؤلاء العمال بجني الثمار بطريقة عشوائية سريعة، وذلك عن طريق ضرب الشجرة بالعصي، مما يؤدي إلى تلف وتكسر بعض الأغصان وقد يسبب تشققات وأمراض بكتيرية. تستغرق هذه العملية الكثير من الوقت للمعالجة.
وعلى الرغم من كل هذه الأحداث، إذا تمكن المزارع من جني محصوله، فسيتعين عليه دفع ما لا يقل عن 100 دولار إلى نقاط التفتيش حتى يتمكن من الوصول إلى معاصر الزيتون، حيث يقوم الممثلون الأتراك بجمع ضرائب النفط.
جدير بالذكر أن الفصائل المسلحة أجبرت المزارعين على بيع زيت الزيتون للتجار المحليين بأسعار منخفضة، وبيعه للتجار الأتراك الذين ينقلونه إلى تركيا عبر معابر إعزاز والراعي وباب السلامة.
وبعد ذلك، يقومون بتغليف الزيتون المقطوف في حاويات مصممة خصيصًا للتصدير، ومزينة بشكل بارز بكلمة “صنع في تركيا” باللغتين العربية والإنجليزية.
من جهة أخرى أفادت مصادر محلية ومنظمات حقوقية بقطع أكثر من 2 مليون شجرة زيتون بالتعاون مع سلطات الاحتلال التركي. ويتم نقل الأشجار إلى تركيا وبيعها لسماسرة أتراك يعملون في تجارة الأخشاب.
مخاطر وقوع كارثة بيئية واقتصادية في عفرين مرتفعة
وسبق أن وصل إنتاج تركيا من زيت الزيتون إلى 150 ألف طن وارتفع بنسبة أكثر من 30% بعد احتلالها لإدلب وعفرين، في حين تبلغ القيمة السوقية الإجمالية في عفرين وحدها نحو 150 مليون دولار. ويحصل المزارعون على ثلث هذا المبلغ فقط.
واعترف وزير الزراعة التركي قبل عدة سنوات بأن تركيا استولت على محصولي الزيتون والزيت في عفرين وباعتهما. وقال خلال جلسة للبرلمان التركي، “نحن في الحكومة نريد أن نضع أيدينا على موارد عفرين بشكل أو بآخر، حتى لا تقع هذه الموارد في يد حزب العمال الكردستاني”.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة زمان التركية في وقت سابق، فإن ممثلين عن تعاونيات الائتمان الزراعي التركية سافروا إلى الولايات المتحدة لبيع 90 ألف طن من الزيتون تحمل علامة المنتجات على أنها تركية، لكن تبين لاحقا أنها مسروقة من منطقة سوريا عفرين.
كما اعترف مسؤولون أتراك آخرون بالسرقة، ومن بينهم رئيس غرفة تجارة أنطاكيا، الذي قال: “يدخل الزيتون إلى تركيا بشرط بيعه للأسواق الخارجية فقط”.
كما أوضح نقيب مصدري زيت الزيتون في منطقة بحر إيجه أن “قرار جلب زيت الزيتون السوري إلى تركيا كان في الأصل قراراً سياسياً وليس اقتصادياً، لكن المنتج أصبح جزءاً مهماً من قطاع زيت الزيتون في تركيا.”
وفي ظل الصمت العالمي إزاء هذا الانتهاك الصارخ، فإن المخاطر التي تلوح في الأفق بحدوث كارثة بيئية واقتصادية مرتفعة بشكل مثير للقلق. وتشمل العواقب المحتملة فقدان سبل عيش العديد من المواطنين، واستنزاف الغطاء النباتي، وما يترتب على ذلك من خطر التصحر، وكل هذا يشكل تهديدات خطيرة لاستقرار المنطقة ورفاهتها.
سوريا
ريف حلب
تركيا
زيت الزيتون
قوات الاحتلال التركي
قطف الزيتون
حلب
عفرين