تحديات المفاوضات الإسرائيلية الداخلية وتأثيرها على اتفاقيات مع حماس بقلم أحمد أدم

موقع مصرنا الإخباري:

تحديات المفاوضات الإسرائيلية الداخلية وتأثيرها على اتفاقيات مع حماس

 

منذ أن استأنفت إسرائيل وحركة حماس المفاوضات بداية الشهر الحالي، اتضح أن التحدي الأكبر يكمن في المفاوضات الداخلية بين الأطراف الإسرائيلية المكلفة بالتفاوض، مثل الجيش وأجهزة المخابرات ورئيس الحكومة والأحزاب المكونة للتحالف الحكومي. صرّح وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت وقادة المؤسسة العسكرية والأمنية في الأيام الأخيرة بأن المفاوضات وصلت إلى مرحلة حساسة وحاسمة، وأن الظروف نضجت للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمخطوفين ووقف إطلاق النار.

تدرك المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الثمن المطلوب منها، والذي يشمل الانسحاب من قطاع غزة، وتعي أن التوصل إلى اتفاق يعني عدم القضاء على قدرات “حماس” العسكرية، وهو أحد الأهداف الرئيسية للحرب التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية. وقد أكد وزير الأمن مراراً على ضرورة التوصل إلى اتفاق بأسرع وقت، مشيراً إلى أن الظرف الراهن هو الأقرب لذلك.

وتواجه المؤسسة العسكرية تحديات في إقناع المجتمع الإسرائيلي بدعم الاتفاق، والضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لإطالة أمد الحرب لأهداف سياسية. يرى نتنياهو أن الضغط العسكري يمكن أن يؤثر على موقف حماس ويجعلها تقبل بشروط إسرائيل.

أشار المحلل العسكري رونين بيرغمان في مقاله الأخير إلى أن نتنياهو يستفيد من معارضة حزب الصهيونية الدينية للاتفاق، حيث يقوم الحزب بمعارضة البنود المطروحة علنًا بغية إفشال الاتفاق. وتبنى الحزب موقفاً معارضاً للانسحاب من محوري صلاح الدين ونتساريم، مما يهدد بقاء التحالف الحكومي.

في المشهد الإسرائيلي الحالي، تسعى جميع الأطراف للإعلان عن مواقفها حول المفاوضات لتحقيق أهداف سياسية، وليس فقط للتأثير على فرص التوصل إلى اتفاق. لم تنجح الضغوط من المؤسسة العسكرية والأمنية ولا الإعلام الإسرائيلي ولا رئيس الموساد ديفيد برنيع في إقناع نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق حتى الآن.

 

يستعد نتنياهو لحملته الانتخابية المقبلة، مدركاً أن نتائج الحرب على غزة وصفقة التبادل ستؤثر بشكل كبير على الانتخابات. يعرف نتنياهو أنه فقد الكثير من الأصوات والدعم، ويسعى لاستعادة دعم اليمين واليمين المتطرف لزيادة حصة حزب الليكود وحلفائه في الانتخابات المقبلة. هذه الاعتبارات تفسر إصراره على وضع عراقيل وصعوبات أمام المفاوضات مع حماس.

أحمد أدم

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى