موقع مصرنا الإخباري:
تعمد تبوير ما يزيد على 60 فدانًا بمزرعة البيئة الصحراوية بوادي النطرون الخاصة بجامعة القاهرة، والتي كانت تنتج ما يقرب من 20 طن رمان وحوالي 16 طن زيتون سنوياً، إضافة لما يقرب من 40 طنًا من أشجار الجوجوبا التي تستخدم في صناعة أدوات التجميل وتبريد محركات الطائرات والوقود الحيوي لكن بقرار اتخذ في الظلام تم قطع توريد السولار عن ماكينات الري منذ نهاية عام 2018 ما أدي لتلف أشجار النخيل والرمان والزيتون والجوجوبا وتبوير الأفدنة المزروعة وإهدار المال العام بدلًا من زراعة باقي مساحة المزرعه التي تبلغ 250 فدانًا أغلبها ممهد وصالح للزراعة.
في البداية يشير«طه م»، مزارع وأحد أصحاب الأراضي الزراعية بمنطقة وادي النطرون، أن مزرعة البيئة الصحراوية بوادي النطرون الخاصة بجامعة القاهرة كان يضرب بها المثل في جودة إنتاج المحاصيل بالأراضي المستصلحة حيث كانت تنتج أفضل محاصيل التمر والرمان والزيتون وأشجار الجوجوبا لكن منذ حوالي عامين لاحظنا عدم ريها وموت الأشجار المثمرة بها حتى تحولت لأرض جرداء رغم وجود عدة آبار مياه بالمزرعة، وكان بها مياه جيدة وغزيرة تنتج أجود المحاصيل.
تبوير متعمد
أما «خ ا» أحد العاملين بكلية الزراعة جامعة القاهرة، مشيرًا إلي أن ما حدث بمزرعة البيئة ما هو إلا تبوير متعمد لأن هناك نصائح كثيرة تقدم بها العاملون بالمزرعة وبكلية الزراعة جامعة القاهرة وبمحطة التجارب بالجامعة لتوفير السولار وتشغيل ماكينات الري قبل أن تموت وتتلف المحاصيل بها، ولكن لم يتم الالتفات لتلك النصائح حتى تم تبوير كامل المساحة المزروعة وهي حوالي 60 فدانًا ويجب محاسبة المسؤول عن ذلك.
إهدار المال العام
ويتفق «ا م» أحد أساتذة جامعة القاهرة، مع الكلام السابق، مؤكدًا أن تبوير أرض مزرعة البيئة الصحراوية بوادي النطرون عليه علامات استفهام كثيرة، خاصة أن مساحة المزرعة حوالي 250 فدانًا تم تمهيد معظمها للزراعة وزراعة ما يزيد على 60 فدانًا منها 20 فدانًا بأشجار الزيتون كانت تنتج حوالي 16 طن زيتون سنوياً وسعر الطن حوالي 15 ألف جنيه إضافة إلى زراعة 20 فدان رمان تنتج حوالي 20 طن رمان سنوياً وسعر الطن 60 ألف جنيه تقريبا إضافة لمساحة 20 فدانًا كانت تزرع بأشجار الجوجوبا وتنتج حوالي 40 طنًا سنويًا ويبلغ سعر الطن 80 ألف جنيه ولأشجارالجوجوبا قيمة وسعر متزايد وإقبال كبير على شرائها لأنه يستخرج منها زيت تبريد محركات الطائرات ومستحضرات التجميل وكانت مساحة المزرعة صالحة لزراعة أشجار الجوجوبا والتي كانت ستوفر عشرات الملايين من الجنيهات لجامعة القاهرة تستخدم للبحث العلمي وتطوير منشآت الجامعة بخلاف وجود أحواض سمك كانت تنتج أفضل الأسماك وتم تقديم الكثير من النصائح والتقارير للحفاظ على المزرعة، ومناقشة ذلك بأحد مجالس كلية الزراعة دون إنصات.
أدلة ومستندات
بناءً على الأمر الإداري رقم 22 بتاريخ 27/7/2020 والخاص بعمل تقرير شامل عن حالة مزرعة وادي النطرون سواء المزروعات والمعدات وخاصة فحص أشجار الزيتون وأشجار النخيل بعهدة السيد «م ا» أمين العهدة قامت اللجنة بالتوجه إلي مزرعة وادي النطرون بتاريخ 30/8/2020 وتبين الآتى بالنسبه لأشجار الزيتون مساحة عشرين فدانًا بها نسبه جفاف حوالي 80 % والرمان مساحة عشرين فدانًا، وحوالي 80 % من الاشجار ماتت، وبالنسبه للنخل 20% ولا يوجد عليه ثمار بالنسبه لأشجار الجوجويا مساحه 20 فدان جفاف أما المعدات 1 جرار روسي 92 حصان يحتاج إلي صيانة ولا يعمل وجرار فيات لا يعمل. وجرار 36 حصانًا لا يعمل وجرار دويتس لا يعمل عداد 2 ماكينة ري نقالي لا تعمل بالنسبة للآبار بئران، مبنى التدريب وآخر لحوض السمك بهما ديزل ولا يعملان
كما أن محطات الري متهالكة بالنسبه لطلمبات الأعماق بالمحرك لا تعمل وتم إبلاغنا من «ا ع» أن سقف مبنى الماشية متهالك وأربعة أحواض سمك بها رمال ولا تعمل بالنسبه لصوبة حديد بدون بلاستيك ولا تعمل وبسؤال المتواجد بالمزرعة السيد « ا ع» عن السبب الذي أدى لتدهور المزرعة قال بسبب عدم وجود السولار منذ تاريخ 2018/12/31، حتي تاريخ عمل هذا التقرير في 2020/8/30 وأكد تقرير اللجنة أن أسباب جفاف وموت الأشجار المثمرة الزيتون والرمان وأشجار الجوجوبا تهالك محطات الري وتعطيل الجرارات والمعدات ومحطة تحلية المياه ومستلزمات الري المتهالكة وعدم وجود سولار وهذه الأسباب الرئيسية التي أدت للتدهور الشديد والوصول بالمزرعة إلي قمة الانحدار والإهمال.
«بوابة أخبار اليوم» تواصلت مع الدكتور محمود علم الدين المتحدث الرسمي لجامعة القاهرة للحصول على رد رئيس الجامعة علي مضمون التحقيق، وأجاب بأن المنوط به الرد عميد كلية الزراعة المسؤولة عن مزرعة البيئة الصحراوية بوادي النطرون، وهو الدكتور عمرو مصطفى وبعد اتصالات تليفونية عديدة بالعميد ولكنه أصر على ضرورة الحصول على موافقة من رئيس الجامعة للرد .
جاء رد المتحدث الرسمي للجامعة الدكتور محمود علم الدين، موضحًا أن نقص التمويل لم يكن المعوق الوحيد لمزرعة وادي النطرون والتي تعاني من مشاكل فنية عديدة وهي عدم وجود مصدر دائم للطاقة و عدم توافرمصدر للري خلاف مياه الآبار التي تحتاج وقود مضاعف مع ارتفاع سعره خلال السنوات الماضية من جنيه واحد إلي 6,75 جنيه للتر، إضافة لارتفاع ملوحة الري و انتهاء العمر الافتراضي للآبار والمولدات والحاجة الملِّحة لتجديدها وصعوبة انتقال العاملين والباحثين حيث تبعد المحطة 150 كيلو متراً عن الجامعة.
ويضيف علم الدين قد اتخذت الجامعة وكلية الزراعة عدة تدابير لمواجهة القصور بمزرعة وادي النطرون بتغيير تبعية المحطة للوحدات ذات الطابع الخاص ودعم الكلية في تطوير وإصلاح الوضع الراهن ووضع خطة للتطوير وإيجاد مصادر تمويل بديلة تكفل جهود الإصلاح والتطوير.