موقع مصرنا الإخباري:
حالة من الإثارة والشغف تهيمن على محبى كرة القدم في مصر، قبل ساعات من انطلاق مباراة نصف نهائي كأس العالم للأندية، بين فريقى الأهلى وبايرن ميونيخ الألماني، إذا ما وضعنا في الاعتبار أهمية البطولة، باعتبارها ملتقى أبطال القارات، بالإضافة إلى أنه اللقاء الرسمي الأول بين الفريقين، ناهيك عن النتائج المدوية التي حققها الفريق الألماني في الشهور الماضية، وأبرزها الفوز البارز على برشلونة الإسبانى بثمانية أهداف كاملة، في دورى أبطال أوروبا، وهو ما يثير مخاوف كبيرة لدى جماهير الأهلى قبل المباراة المرتقبة.
إلا أنه بعيدا عن المباراة وأهميتها، والتوقعات المرتبطة بها، يبدو أن حساب بايرن ميونيخ باللغة العربية، نجح في تصدر المشهد، في عالم “السوشيال ميديا”، عبر تغريدات تحمل في طياتها مكايدات بنكهة “مازحة”، على غرار إلقاء الضوء على تاريخ المباراة (8-2)، في إشارة ضمنية للنتيجة التي أسفر عنها لقاء الفريق الألماني، أمام برشلونة قبل عدة أشهر، بالإضافة إلى وضع صور لاعبى البايرن جنبا إلى جنب مع لا عبى الأهلى، مع بعض الكلمات الخفيفة، التي تعكس روح المداعبة وأحيانا المكايدة الكروية المقبولة.
يبدو أن حسابات الفريق الألماني على مواقع التواصل الاجتماعى، تمكنت من تحقيق نجاحا كبيرا في استقطاب قطاع كبير، من المتابعين المصريين، خاصة من الشارع “الأهلاوى”، وهو ما يبدو في التعليقات الساخرة، والنكات التي أطلقوها ردا على تغريدات الحساب الناطق بالعربية، ليتمكن عبر منصته الإلكترونية من اختراق مناطق بعيدة ليتجاوز نطاقه الجغرافى، متمثلا سواء في مدينة ميونيخ التي يرتدى الفريق ألوانها بالدورى المحلى، أو الداخل الألماني، والتي يمثلها الفريق في البطولات القارية، بل وتجاوز حدوده القارية الأوروبية، التي تعد الصفة التي يشارك بها الفريق في بطولة كأس العالم للأندية، باعتباره بطل القارة العجوز.
ولعل المكايدات الخفيفة التي يطلقها حساب الفريق الألماني، ليست بالأمر الجديد تماما، فقد سبق لهم وأن استخدموا بعض “إفيهات” المصريين، قبل اللقاء الودى الذى جمع الأهلى بالبايرن قبل عدة سنوات، والذى فاز فيه الأخير بهدفين لهدف واحد، حيث صور عددا من نجوم الفريق فيديو، كرروا فيه جملة “ورا مصنع الكراسى”، وهى الفكرة التي طورها النادى الألماني عبر تبادل الكلمات بالعربية والألمانية، في فيديو شارك فيه لاعبو الأهلى والبايرن، ليلقى تفاعلا كبيرا بين الجماهير المصرية مؤخرا.
وهنا تتجسد قوة “السوشيال ميديا” في القدرة على استقطاب المتابعين، إلى الحد الذى يمكن من خلاله خلق قواعد جماهيرية في مناطق بعيدة، تتجاوز النطاق الجغرافى، حيث تبدو المباراة المرتقبة، والتي ينشغل أغلب الجماهير بتوقع نتيجتها، والحديث عن الأمور الفنية والتكتيكية، بمثابة فرصة مهمة للفريق الأوروبى لزيادة شعبيته بين قارات وشعوب العالم، وهو الأمر الذى تحقق عبر زيادة المتابعات والتفاعل بين المصريين، على المنشورات والتغريدات التي أطلقها الحساب الناطق بالعربية للفريق الألماني، منذ نهاية مباراة الأولى للنادى الأهلى بالبطولة، أمام الدحيل القطرى، والتي تمكن من خلالها الفريق من الفوز والصعود لملاقاة بطل أوروبا.
حساب بايرن ميونيخ الناطق بالعربية، قدم درسا مهما، حول كيفية استخدام “السوشيال ميديا”، لاستكشاف قواعد جماهيرية جديدة، من شأنها زيادة شعبيته، بالإضافة إلى استخدام لغة “المكايدة” الرياضية الخفيفة، والتي تمثل جزءً من حلاوة المنافسة بين الفرق الرياضية، بعيدا عن التجاوزات التي ربما نشهدها على صفحاتنا، بين الجماهير والمشجعين، بينما تنغمس فيها بعض المنابر الإعلامية، ليقدم بعدا جديدا للمنافسة الرياضية، والإدارة الإعلامية، خاصة لحسابات مواقع التواصل الاجتماعى.