تحدّثت وكالة “بلومبرغ”، في تقرير، عن العدد المتزايد لجنود “جيش” الاحتلال الإسرائيلي الجرحى من جرّاء الحرب على قطاع غزة، قائلةً إنّ ذلك “يُمثّل تكلفة خفية للحرب”. وقال رئيس منظمة المحاربين القدامى للمعوقين، إيدان كليمان، لـ “بلومبرغ”، إنّ “عدد الجرحى من المرجح أن يصل إلى ما يقرب من 20 ألفاً بمجرد إدراج أولئك الذين يُشخّصون باضطراب ما بعد الصدمة”. وأضاف كليمان أنّه “لم يسبق رؤية كثافةً في أعداد الجرحى مثل التي نشهدها الآن”، مشيراً إلى “وجوب إعادة تأهيل هؤلاء الجرحى، في حين أنّ السلطات الإسرائيلية لا تدرك خطورة الوضع”. ولفتت “بلومبرغ” إلى أنّ “هناك شريحة كبيرة ومتزايدة من الجرحى، ومصابة أيضاً بصدمات نفسية عميقة، والتي تظهر معاناتها كتكلفة خفية للحرب”. في هذا السياق، قال ياجيل ليفي، أستاذ العلاقات المدنية العسكرية في “الجامعة الإسرائيلية المفتوحة”، إنّه “قد يكون هناك تأثير طويل المدى إذا رأينا نسبة كبيرة من المعوقين الذين يجب على إسرائيل إعادة تأهيلهم، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية”. فتاريخياً، “احتلت محنة الجرحى المرتبة الثانية بعد قصص الجنود الذين قُتلوا في المعركة”، بحسب “بلومبرغ” التي أوضحت أنّ “الجرحى يُتركون ليواجهوا واقعاً جديداً يمكن أن يكون مربكاً وصعباً، وبالنسبة إلى البعض، وحيداً، وذلك بعدما تتراجع الضجة المحيطة بقصص خدمتهم وبقائهم على قيد الحياة”. ورأت الوكالة أنّ “الأعداد الكبيرة بشكل استثنائي من الجرحى في هذه الحرب ستمثل تذكيراً واضحاً بالصراع لسنوات قادمة”. وفي وقتٍ سابق، كشفت القناة “الـ12” الإسرائيلية تصنيف 3000 من جرحى الحرب، التي يشنّها الاحتلال على غزة، بأنّهم “أصحاب إعاقات دائمة في الجيش”. وحتى الـ9 من كانون الأول/ديسمبر، وصل عدد الجنود الإسرائيليين الجرحى إلى 5000، منذ السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي. وذكر موقع “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلي أنّ قسم “إعادة التأهيل” الإسرائيلي يستقبل يومياً 60 جريحاً جديداً من قوات الأمن والاحتياط، بينما لا يشمل هذا الإحصاء الجرحى في قوات “الجيش” النظامية. وتابع أنّ أكثر من 2000 جنديّ صُنِّفوا معوّقين، وتستوعبهم وزارة “الأمن” الإسرائيلية، يُضاف إليهم 1000 جندي من القوات النظامية، يتولّى “الجيش” الإسرائيلي معالجتهم. من جهتها، كشفت رئيسة قسم “إعادة التأهيل” في وزارة “أمن” الاحتلال، ليمور لوريا، تفاصيل الإصابات التي يعانيها الجنود الإسرائيليون، مبيّنةً أنّ 58% منهم يواجهون إصابات في اليدين والرِّجلين، بما في ذلك تلك التي تتطلّب بتراً، و12% من الإصابات أتت في الأعضاء الداخلية، مثل الطحال والكُلى، ناهيك بإصابات في الرأس والعينين. هذه الأرقام اعترف بها الإعلام الإسرائيلي، في وقت تحاول قيادة الاحتلال التعتيم عن الأرقام الحقيقية للخسائر البشرية في صفوف قواتها، في ظل مواصلة المقاومة الفلسطينية ملحمة “طوفان الأقصى”، وخوضها الاشتباكات المباشرة في قطاع غزّة. وقد أدّت أزمة الجرحى هذه إلى تزايد السخط من الجرحى على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ رفض عدد من الجنود الذين يتلقون العلاج في قسم التأهيل في مستشفى “هداسا” في القدس لقاء نتنياهو، الذي وصل أمس لزيارة الجرحى. وفي تصريح لأحد الجنود الجرحى قال إنّه رفض لقاء نتنياهو، مشيراً إلى أنّ 15 جندياً من ضمن قسم فيه 18 جندياً رفضوا لقاءه.