اختار خريجو كلية بيتزر الأميركية الرد على رئيس مجلس الكلية ستروم ثاكر، الذي رفض مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها، الرد عليه خلال حفل التخرج، الذي أقيم أمس السبت 11 مايو/أيار 2024، عبر ارتداء الكوفية وإهدائه عَلم فلسطين.
ووثق مقطع فيديو، انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي، لحظة صعود عدة طلاب إلى منصة التتويج متوشحين بالكوفية، وفي يد كل واحد منهم علم فلسطين، وحينما صعد كل منهم للتكريم صافح رئيس الكلية ستروم ثاكر ومنحه علما فلسطينيا صغيرا.
وقاد ثاكر مجلس أمناء الكلية، التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا مقرا لها، لرفض سحب الاستثمارات ردا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واعترض على قرار المقاطعة الأكاديمية الذي اتخذته أعلى هيئة حكم ديمقراطية في بيتزر.
وكان خريجو دفعة 2024 وأعضاء من هيئة التدريس دعوا مجلس أمناء الكلية إلى سحب الاستثمارات من إسرائيل، وطالبوا بحجب التبرعات عن الكلية حتى يتم سحب هذه الاستثمارات.
بيتزر تعلّق برنامج الدراسة مع جامعة حيفا
وفي 11 فبراير/شباط الماضي، صوت مجلس طلاب بيتزر بنسبة 1 مقابل 34 لتعليق برنامج الدراسة في الخارج مع جامعة حيفا الإسرائيلية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، قامت كلية بيتزر بإسقاط برنامج الدراسة بالخارج في جامعة حيفا من قائمة البرامج المعتمدة مسبقا، إلا أن رئيس مجلس الكلية ستورم ثاكر استخدم حق النقض ضد الاقتراح، الذي صوت عليه 71% لصالح المقاطعة المؤسسية الكاملة للجامعات الإسرائيلية.
وذكرت الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل، في بيان، أن كلية بيتزر “تعتبر أول مؤسسة للتعليم العالي في الولايات المتحدة تصوت أعلى هيئة إدارية فيها بأغلبية ساحقة لصالح المقاطعة الأكاديمية الكاملة لجميع الجامعات الإسرائيلية”.
وأضافت “من المخزي أن رئيس بيتزر استخدم حق النقض ضد الاقتراح بشكل غير ديمقراطي، متحايلا على إرادة أعلى هيئة حكم في الكلية، وقد تم استخدام حق النقض 3 مرات فقط في تاريخ بيتزر، وجميعها كانت لحماية إسرائيل من المساءلة”.
من جانبهم، قال مسؤولو الكلية إن البرنامج، إلى جانب 10 برامج أخرى، تم إسقاطها من القائمة بسبب انخفاض معدلات التسجيل أو مخاوف أخرى، وليس بسبب أي موقف سياسي معين، لكن رئيس اللجنة التنفيذية لكلية بيتزر نايغل بويل أصدر بيانا في 2 أبريل/نيسان 2024، دعا فيه إلى وقف إطلاق النار في غزة، وأكد دعمه لوقف شراكة الكلية مع جامعة حيفا.
وجاء في البيان “نقف بحزم ضد أي شكل من أشكال التمييز الذي يستهدف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الفلسطينيين، والإقصاء المتعمد لوجهات النظر الفلسطينية من المناهج الدراسية داخل الجامعات الإسرائيلية؛ ولذلك، سنعمل على وقف أي شراكات مع المؤسسات التي تقوم بمثل هذه الممارسات”.
ولاقت تصريحات رئيس اللجنة التنفيذية للكلية ترحيبا لدى الطلاب المؤيدين لفلسطين، الذين رأوا أنها تتويج لسنوات من الدعوة لمنع بيتزر من التعاون مع جامعة حيفا، وانتصار لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات.
وقالت مجموعة “تعليق بيتزر حيفا” المكونة من طلاب وأعضاء في هيئة التدريس، في بيان، إن الإداريين في كلية بيتزر قرروا قطع العلاقات مع جامعة حيفا، لأن الشراكة لا تتماشى مع القيم الأساسية للكلية، المتمثلة في “المسؤولية الاجتماعية” و”احترام الثقافات”.
كان أعضاء هيئة التدريس صوتوا أيضا على إنهاء البرنامج في العام 2018، وحذا حذوهم مجلس الكلية المكون من الأساتذة والموظفين والطلاب في العام 2019، لكن رئيس الكلية آنذاك ملفين أوليفر اعترض على هذه الخطوة.
وقد دعت مجموعات متعددة، بما في ذلك “طلاب من أجل العدالة في فلسطين”، و”الصوت اليهودي من أجل السلام”، و”خريجو بيتزر من أجل العدالة الاجتماعية”، الكلية مؤخرا إلى الانضمام إلى حركة المقاطعة.
وكتب ألين إم أوموتو، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية وعميد الكلية في بيتزر، في رسالة إلى الحرم الجامعي أن برنامج حيفا كان واحدا من 11 برنامجا للدراسة في الخارج تمت إزالتها بعد تصويت اللجنة التنفيذية للكلية، بناء على توصيات من لجنة التخطيط الأكاديمي، وتضم كلتا اللجنتين أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
ونظمت مجموعة الخريجين عريضة تعهّد فيها حوالي 430 خريجا وأولياء أمور طلاب سابقين بعدم التبرع للكلية ما لم تفعل ذلك.
وتضم جامعة حيفا كليات عسكرية إسرائيلية، وصفتها الجامعة بأنها “العمود الفقري لبرامج تدريب النخبة في جيش الدفاع الإسرائيلي”.
وتخصص جامعة حيفا صندوق “طوارئ” للطلاب الجنود، كما تضم قاعدة جليلوت العسكرية الإسرائيلية التي تعد امتدادا لجامعة حيفا.
مَن ستروم ثاكر؟
تخرج ستروم ثاكر من كلية بومونا عام 1988 بدرجة في العلاقات الدولية، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة نورث كارولينا، تشابل هيل.
تشتمل منحته الدراسية على كتابين حازا على استحسان النقاد، “نظرية مركزية للحوكمة الديمقراطية” (A Centripetal Theory of Democratic Governance)، و”الأعمال التجارية الكبرى والدولة والتجارة الحرة: بناء التحالفات في المكسيك” (Big Business, the State, and Free Trade: Constructing Coalitions in Mexico).
وعمل ثاكر أستاذا للعلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة بوسطن، كما عمل أيضا عميدا مشاركا لكلية العلوم الاجتماعية في كلية الآداب والعلوم بجامعة بوسطن، وشغل كذلك منصب مدير برنامج دراسات أميركا اللاتينية بالجامعة، وحصل على جائزة كلية الآداب والعلوم بجامعة بوسطن للتميز في التدريس.
بعدها شغل منصب أستاذ وعميد كلية الاتحاد، وهي كلية خاصة للفنون الحرة تقع في شينيكتادي بنيويورك، وكانت أول مؤسسة للتعليم العالي يرخصها مجلس أمناء ولاية نيويورك، والثانية في ولاية نيويورك، بعد كلية كولومبيا.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي