أكدت العديد من المؤسسات العاملة في شؤون الأسرى، أن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي تصاعدت في الفترة الأخيرة بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بالتزامن مع تصاعد العدوان على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.
ويصادف اليوم 17 نيسان/ أبريل من كل عام، اليوم الوطني لنصرة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني، باعتباره السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1974، واعتبره يوما لتوحيد الجهود والفعاليات لنصرتهم، ودعم حقهم المشروع بالحرية.
وأكد تقرير مشترك بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة “الضمير” لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات”، ومركز وادي حلوة بالقدس، أن “عدوان الاحتلال تصاعد هذا العام ضد الشعب الفلسطينيّ، ونفذت المزيد من الجرائم والانتهاكات الممنهجة، حيث يواصل الاحتلال اعتقال نحو 4450 أسيرا، بينهم: 32 أسيرة، و160 طفلا تقل أعمارهم عن 18 عاما، و530 معتقلا إداريا”.
وأوضح التقرير الذي وصل “عربي21” نسخة عنه، أنه “منذ مطلع العام الجاري، اعتقلت قوات الاحتلال 2140 فلسطينيا/ة، وتركزت عمليات الاعتقال في القدس وجنين، ورافق ذلك انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين وعائلاتهم، حيث سُجلت العديد من الشهادات التي عكست جملة من الجرائم والسياسات التنكيلية الثابتة التي تنفذها سلطات الاحتلال”.
ونبه إلى أن “المتغير الوحيد القائم، أن سلطات الاحتلال وبأجهزتها المختلفة، عملت على تطوير المزيد من أدوات التنكيل، وتعمق انتهاكاتها عبر بنية العنف الهادفة إلى سلب الأسير الفلسطيني فاعليته وحقوقه الإنسانية، وفرض مزيد من السيطرة والرقابة”.
وذكر أن “عمليات الاعتقال تصاعدت خلال آذار/ مارس الماضي ومع بداية شهر رمضان، وبلغت ذروتها في 15 من نيسان/ أبريل الجاري (14 رمضان)، حيث نفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال واسعة خلال اقتحام المسجد الأقصى ووصلت حالات الاعتقال إلى أكثر من 450 حالة، بينهم أطفال”.
وأفادت المؤسسات، بأن “عدد الأسرى المرضى وصل إلى أكثر من 600 أسير ممن تم تشخيصهم من بينهم 200 حالة مرضية مزمنة؛ بينهم 22 أسيرا مصابون بالسرطان وأورام بدرجات متفاوتة، وأخطر هذه الحالات هو الأسير ناصر أبو حميد الذي يواجه وضعا صحيا خطيرا، جراء إصابته بسرطان في الرئة”.
ومن بين أبرز أسماء الأسرى المرضى القابعين في سجن “عيادة الرملة”: خالد الشاويش، منصور موقدة، معتصم ردّاد، ناهض الأقرع، ناصر أبو حميد، وإياد حريبات.. وغالبيتهم يقبعون منذ تاريخ اعتقالهم في سجن “عيادة الرملة” وشهدوا على استشهاد عدد من رفاقهم على مدار سنوات.
وعن عدد الشهداء الأسرى، ذكر التقرير أن عددهم وصل إلى 227 شهيدا، وكان آخرهم الشهيد سامي العمور، وذلك “نتيجة لجريمة الإهمال الطبّي المتعمّد (القتل البطيء) أواخر 2021، إضافة إلى المئات من الأسرى المحرّرين الذين استشهدوا نتيجة أمراض ورثوها من السّجن، ومنهم الشّهيد حسين مسالمة الذي ارتقى العام الماضي بعد أن واجه جريمة الإهمال الطبيّ قبل قرار الاحتلال بالإفراج عنه، وبلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا نتيجة لسياسة الإهمال الطبي 72 شهيدا”.
وأشار إلى أن “عدد الأسرى الذين يقضون أحكاما بالسّجن المؤبد وصل إلى 549 أسيراً، أعلاهم حكما الأسير عبد الله البرغوثي، المحكوم بــ67 مؤبّدا”.
ونبهت المؤسسات في تقريرها، إلى أن “الاحتلال كجزء من سياساته الممنهجة، يواصل احتجاز جثامين 8 أسرى استشهدوا داخل السجون، وهم: أنيس دولة الذي اُستشهد في سجن عسقلان 1980، وعزيز عويسات في 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح.. وأربعتهم استشهدوا في 2019، وسعدي الغرابلي وكمال أبو وعر اللّذان اُستشهدا عام 2020، وآخرهم سامي العمور في 2021.
وبلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو 25 أسيرا، أقدمهم الأسيران كريم يونس وماهر يونس المعتقلان منذ يناير 1983م بشكل متواصل، والأسير نائل البرغوثي الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، حيث دخل عامه الـ 42 في سجون الاحتلال، قضى منها 34 عاما بشكل متواصل، قبل تحرره عام 2011 في صفقة “وفاء الأحرار” (التي عقدتها “حماس” بواسطه مصر مع الاحتلال مقابل إطلاق الجندي جلعاد شاليط)، إلى أن أُعيد اعتقاله عام 2014 إلى جانب مجموعة من العشرات من المحررين.
ويضاف إلى الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو بين السلطة والاحتلال، بحسب التقرير “العشرات من الأسرى الذين جرى اعتقالهم إبان انتفاضة الأقصى، حيث وصل عدد من تجاوزت سنوات اعتقالهم الـ 20 عاما حتّى نهاية آذار/ مارس 2022، إلى 152 أسيرا، وبلغ عدد النواب المعتقلين في سجون الاحتلال 8، وعدد الصحفيين المعتقلين 11 صحفيا”.انتهاكات ..
وتزامنا مع إحياء يوم الأسير الفلسطيني، تنفذ مؤسسات الأسرى حملة إعلامية وإلكترونية تحت شعار “#إلى_متى؟”، بهدف تسليط الضوء على أبرز القضايا الراهنة المتعلقة بواقع الحركة الأسيرة، وإيصال رسالة بأنه آن الأوان أن ينعم الأسرى بالحرّية، ومن بين الفعاليات، تنظم موجة إذاعية مشتركة تضم نحو 17 إذاعة من الضفة وغزة.
المصدر عربي21