موقع مصرنا الإخباري:
بعد ما يقرب من خمسين يوماً من الصراع، شهد المجتمع الدولي وقفاً مؤقتاً للأعمال العسكرية التي ينفذها النظام الصهيوني ضد الأبرياء في قطاع غزة المحاصر.
وعلى الرغم من رفض وقف إطلاق النار أكثر من 12 مرة علناً وسراً خلال المناقشات التي أدارها الوسطاء بين تل أبيب وحركة حماس، إلا أن الصهاينة اضطروا في النهاية إلى قبوله.
لقد سلط وقف إطلاق النار المؤقت لمدة أربعة أيام الضوء على فشل النظام الصهيوني. وعلى الرغم من التفجيرات واسعة النطاق والدمار وجرائم الحرب، إلى جانب تأكيدات تل أبيب على القوة الأمنية والعسكرية، ودعمها من دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، إلا أن القوات الإسرائيلية لم تنجح في محاولتها للسيطرة الكاملة. على قطاع غزة الصغير.
بدأ رئيس الوزراء نتنياهو وحكومة الطوارئ الإسرائيلية معركة برية في غزة بهدف تدمير حماس وتحرير جميع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وقال الصحفي الإسرائيلي أوهاد حمو: “بعد 49 يومًا من الحرب، أظهرت حماس صمودها، وحافظت على سيطرتها على قطاع غزة. ونفذت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وقف إطلاق النار بشكل فعال في كل من جنوب القطاع وشماله، حتى في الوحدات التي يفترض أن الاتصالات مقطوعة عنها. كما حثوا المواطنين في قطاع غزة على عدم الكشف عن المعلومات المتعلقة بآلية إطلاق سراح الأسرى خلال فترة وقف إطلاق النار. ومن خلال إظهار تحركات استراتيجية، قاموا بنقل السجناء بكفاءة إلى مستشفى في خان يونس، وهو على الأرجح القلب النابض لحركة حماس، العاصمة الثانوية بعد مدينة غزة. ويتابع أوهاد: “حنا كاتسير، إحدى الأسيرات الإسرائيليات تعود من الأسر بعد أن تردد أنها ماتت. وهذا الوضع يوضح لنا سيطرة حماس الصارمة على قطاع غزة، ويؤكد أن النقطة التي ستسلم فيها حماس حقا ليست وشيكة.
وكان بإمكان النظام الصهيوني، على الرغم من اقترابه من أحد أهدافه المزعومة – إطلاق سراح الأسرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر – أن يضمن هذا الاتفاق قبل العمليات البرية. وبهذه الطريقة كان بإمكانهم توفير مليارات الدولارات وتجنب الإدانة الدولية. السؤال الذي يتكرر في وسائل الإعلام الإسرائيلية هو: إذا كان من المفترض أن يكون إطلاق سراح الأسرى مصحوباً بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، فما هو السبب وراء كل هذه الأموال التي أهدرت على الحرب؟
خلال هذه الأيام الأربعة من الهدنة المؤقتة، تحرر حماس فقط النساء والأطفال الإسرائيليين. ومن أجل تحرير الجنود والضباط الأسرى، سيتعين تكبد تكاليف أكثر خطورة.
لكن مشكلة تل أبيب ستظهر بعد اليوم الرابع من وقف إطلاق النار.
أولاً، إن استئناف الحرب والهجمات سيواجه ردود فعل قوية، على الصعيدين المحلي والدولي، خاصة وأن إنجازات الهجمات التي سبقت وقف إطلاق النار لم يكن من الممكن الدفاع عنها. إن تكرار مثل هذه الأعمال الوحشية لن يكون موضع ترحيب في نظر العديد من الأطراف المعنية، حتى ولو كان الهدف الشامل يتلخص في تدمير حماس، وفقاً للهدف الرئيسي للنظام الصهيوني.
ثانياً، لن يكون القرار العسكري للنظام باستئناف الحرب سهلاً مثل اليوم الأول. وقد صدرت تقارير عن بعض التراجعات في غزة. وإذا أصبح هذا التغيير في الوضع كبيراً بعد اليوم الرابع، فسيكون الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للصهاينة. ولا ينبغي أن ننسى أن هذا التوقف يشكل فرصة ممتازة للمقاومة لتغيير الميدان، وإعادة تنظيم القوات، وزيادة الفراغ الأمني لدى الصهاينة.
ثالثاً، سيشكل دافع الفلسطينيين وجماعات المقاومة تحدياً لصناع القرار في تل أبيب. وحتى وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام، المصحوب بحرية النساء والأطفال الفلسطينيين، يمكن أن يحقق فوائد عديدة. لقد استعدت حماس وحركات المقاومة لمعركة طويلة الأمد. ومن أجل تحمل هذه الوحشية الكبيرة، فإنهم يحتاجون إلى مخصصات كبيرة لتلبية الاحتياجات الإنسانية والاجتماعية لـ 2.3 مليون فلسطيني يقيمون في غزة، وخاصة ما يقرب من 800,000 شخص المتبقين في شمال غزة.
إن عودة مجموعة من الشعب الفلسطيني إلى الشمال، وهي عودة حاسمة بعد أربعة أيام، إلى جانب دخول مساعدات إنسانية وغذائية كبيرة إلى المنطقة، ستسهم بشكل كبير في صمود حماس وفصائل المقاومة.
وفي حين أظهرت عملية تبادل الأسرى الأولى يوم الجمعة بوضوح إلى أي مدى سيساعد وقف إطلاق النار هذا على معنويات الفلسطينيين وفصائل المقاومة وثقتهم بأنفسهم، إلا أنه سيؤثر بلا شك على قرار النظام الصهيوني بشن المزيد من الهجمات.