موقع مصرنا الإخباري:
ينتظرون أمام مكاتب البريد، يتفننون في اصطياد ضحاياهم، حيلتهم المساعدة والدعم، وهدفهم السرقة والاستيلاء على معاشات الفقراء والأيتام، ينشطون في الأعياد والمواسم، ويتناوبون المواقع بجوار ماكينات الصراف الآلى، فلا يأبهون لهذه الأرملة، التى تصرف معاشها لتطعم صغارها أو هذا الشيخ الكبير، الذى لا يملك من حطام الدنيا سوى جنيهات يتقاضاها بعد أربعين عاما من العمل، بل يخططون لفعلتهم بضمير ميت، وقسوة لا مثيل لها، ويسحبون المعاش كاملاً من ماكينة الصراف الآلى من خلال حيلة شيطانية.
لصوص أبواب مكاتب البريد لديهم العديد من بطاقات المعاشات منتهية الصلاحية، أو بطاقات رصيدها “صفر”، في حين أن نسبة كبيرة من أصحاب المعاشات في القرى والريف لا يجيدون القراءة والكتاب، ولا يعرفون كيفية التعامل مع ماكينة الصراف الآلى، فيقف هؤلاء بحجة المساعدة، فيصرفون المعاش ويبدلون البطاقات، ولا ينكشف الأمر إلا إذا جاء الشهر المقبل، وحاول صاحب المعاش صرف مستحقاته لا يجد شيئاً فقد صرفها اللص، وبعد السؤال والبحث والتقصى يكتشف أن البطاقة الموجودة بحوزته تحمل اسم شخص آخر!!
الكارثة التي يعيشها من يقعون فى شرك النصب من أصحاب المعاشات، متشعبة ومتعددة الأبعاد، فالأمر لا يتوقف عند الشهر الذى سُرق فيه المعاش، بل قد يمتد لشهر آخر، حتى يتم إثبات صحة بياناته، وإصدار بطاقة جديدة وإيقاف القديمة “المسروقة”، ليتحول الموضوع برمته إلى كابوس صعب، لدرجة أن بعضهم أخبرنى أن رجلاً كبيراً كان يبكى أمام مكتب البريد، بعدما فقد معاشه قبل شهر رمضان بأيام، بعدما احتال عليه أحد الأشخاص واستبدل بطاقته وصرف معاشه دون حياء أو خجل.
يجب نشر الوعى الكافى للتعامل مع كروت السحب من البنوك والبريد، وتشجيع نشر هذه الماكينات داخل القرى، التى غالباً ما يعرف الناس بعضهم البعض فيها، وعمليات النصب محدودة للغاية، ولن يجرؤ أحد على القيام بها، بينما الأمر فى مراكز المدن مختلف، خاصة أنها تضم عشرات القرى، وأشخاص من مناطق مختلفة، لتصبح مكاتب البريد في هذه المناطق وماكينات الصراف الآلى مساحة جيدة لمحترفى النصب للاستيلاء على معاشات الفقراء واليتامى دون رادع.
نصيحتى لكل أصحاب المعاشات أو من يتعاملون مع ماكينات الصراف الآلى دون خبرة أو سابق معرفة، ألا يعطوا “كارت السحب” الخاص بهم لأحد، وإسناد هذه المهمة لمن يثقون فيهم من معارفهم وأقاربهم، أو اللجوء إلى الموظف المختص في مكتب البريد أو البنك لطلب المساعدة، حتى لا يقعوا ضحايا في أيدى مافيا سرقة بطاقات المعاشات، وعلى الأجهزة الأمنية أن تكثف نشاطها في محيط مكاتب البريد في مراكز المدن، خاصة صعيد مصر، من أجل كشف هذه المافيا المتوحشة.
بقلم محمد أحمد طنطاوى