موقع مصرنا الإخباري:
قرار شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الكشف عما يسمى “ملف السيد نصر الله” لديها يرسم صورة واضحة عما يمكن وصفه بالعقدة التي بات يمثلها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالنسبة إليهم.
في خطوة نادرة، بادرت شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي “أمان” إلى استخدام وسيلة إعلامية إسرائيلية لنشر معلومات عما أسمته “الملف السرّي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله”.
صحيح أنها ليست المرة الأولى التي تعمد فيها الاستخبارات الإسرائيلية إلى توظيف وسائل الإعلام الإسرائيلية وغير الإسرائيلية لخدمة أهدافها، وتمرير رسائلها متعددة الأبعاد، ومتنوعة الاتجاهات، لكنها من المرات النادرة التي تجنّد فيها شعبة الاستخبارات فريقاً كاملاً من باحثيها الذين قالت إنهم يتولون ملف السيد نصر الله، خدمة لتوصيل رسائلها.
فيما يبدو أنها محاولة منها لإصباغ مصداقية وأهمية على ما يقوله أعضاء الفريق، الذين اعترف عدد منهم أنهم “مسكونون بهاجس نصر الله إلى حد الهوس”.
الملف الذي اختارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عنواناً له “في رأس نصر الله”، للادعاء بقدرة الاستخبارات الإسرائيلية في الولوج إلى عقل السيد نصر الله، وفهم ما يجول فيه، غابت عنه المعلومات وحضرت مكانها الانطباعات والتخمينات.
تخمينات تدل على عقدة وهاجس خلفهما الأمين العام لحزب الله لدى الأجهزة العسكرية والاستخبارية الاسرائيلية، التي وصفته بـ”الرجل اللغز، الدائم التعلم، الملمّ بتفاصيل المجتمع الإسرائيلي، والثابت الوحيد في الواقع المتغير في الشرق الأوسط”.
الخلاصات التي تقدمها الاستخبارات الإسرائيلية في تقاريرها الإعلامية حول شخصية السيد حسن نصر الله، إنما تؤكد أن هذه الاستخبارات مجتمعة تعيش ما يمكن تسميته بـ “عقدة نصر الله” فما هي هذه الخلاصات؟
الإسرائيليون يصدقون السيد نصر الله
في هذا الصدد قال المدير التنفيذي لمعهد الدراسات المستقبلية محمد الإدريسي للميادين إن “تقرير الاستخبارات الإسرائيلية بشأن السيد نصر الله لا يعكس كفاءة، وأشبه بعمل الصحافة الصفراء”.
وأضاق الإدريسي أن التقرير هو مادة صحفية جرى تسريبها، وتضمن نقاطاً مناقضة للواقع وليست بعيدة عنه فقط.
من جهته، أشار الكاتب والصحافي راسم عبيدات للميادين إلى أن “قيادة الاحتلال الاسرائيلي أصبحت مسكونة بهاجس شخصية السيد حسن نصر الله”، لافتاً إلى أن “الإسرائيليين يصدقون نصر الله أكثر مما يصدقون قياداتهم”.
واعتبر عبيدات أن الاحتلال يركز على الشخصيات التي تلعب دوراً بارزاً في محور المقاومة.
فيما رأى المحلل السابق لدى البنتاغون مايكل ملعوف في حديث للميادين أن تقرير الاستخبارات الإسرائيلية هدفه رسم صورة معينة عن السيد نصر الله في ذهن الإسرائيليين.
شعبة “أمان”: نصر الله غير فاسد شخصياً
بين الرمز واللغز ضاعت الاستخبارات الإسرائيلية في تحديد خلاصاتها عن شخصية الأمين العام لحزب الله. نحن أمام بناء “ملف حسن نصر الله”، ضباط وخبراء في فريق الباحثين في شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” يوصلون ليلهم بنهارهم في محاولة لكشف سر الرجل الشخص قبل القائد.
“أنا أحلم وأتنفس حسن نصر الله 7 أيام في الأسبوع 24 ساعة”، هذا ما تقوله إحدى الباحثات في “أمان”، وهذا ما دأبت على فعله منذ عقد من الزمن. هذه الباحثة الدكتورة “ق” حائزة الدكتوراه في الأمن الإقليمي بالتركيز على السيد نصر الله.
شعبة “أمان” ركزت جهودها أيضاً على “البروفايل” النفسي للسيد نصر الله، وكيف يؤثر على الطريقة التي يعمل بها حزب الله. فاهتمت بقصة شعره وذقنه قبل كل خطاب، ومدى حرصه على لباسه وعدم التعرق كي لا يظهر ضعفاً أو ضغطاً.
ووصفته بأنه “شخص عائلي جداً”، وفي الوقت نفسه قالت إنه “ينهمك ببيت في لبنان سقطت عليه قذيفة أكثر من انشغاله ببعده العائلي”، هو “ليس صاحب ممتلكات شخصية”، تقول، “وله ثقة وثيقة بالقاعدة الشعبية” أو ما سمته “الفقر الشيعي” مستخلصة بأنه “غير فاسد شخصياً”.
المصدر: الميادين