قال الدكتور أحمد المفتى، العضو المستقيل من اللجنة الدولية لسد النهضة الإثيوبى، إن إثيوبيا أعلنت رسميًا- لأسباب فنية تتعلق بالتعلية- أنها لن تسطيع أن تنجز من الملء الثانى إلّا ما يقل عن 2 مليار متر مكعب، لذا فهى تتحايل لتؤكد أن الملء الثانى حتى وإن كان أقل من هذه الكمية؛ فإنه سيكون بإرادتها المنفردة.
وأضاف «المفتى» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى: «كل ما تقوم به إثيوبيا يدخل في خانة الاستدراج والحيلة، لإرساء سابقة بأن لها الحق في الملء الثانى بإرادتها المنفردة، إلّا إذا حال حائل فنى دون ذلك، ويكتمل الاستدراج والحيلة، بعودة السودان ومصر إلى طاولة المفاوضات، لأن تلك العودة تقنن ذلك الجزء من الملء الثانى، ويمهد الطريق لتكمل الملء الثانى متى أرادت».
وأشار «المفتى» إلى أنه يجب على «مصر والسودان» إعلان رفض أي قدر من الملء؛ إلّا إذا تم بعد إبرام اتفاق ملزم بين الأطراف الـ3، إلى جانب التأكيد على عدم عودتهما للمفاوضات إلّا إذا أوقفت إثيوبيا جميع أنشطتها في السد.
وأوضح الدكتور هانى رسلان، رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن وزير الرى الإثيوبى، سيليشى بيكلى، أعلن أن بلاده قد تفشل في استكمال عملية التدرج المطلوبة لملء المرحلة الثانية من السد.
وأمام مؤتمر بحثى لـ«جامعة أربا منيش» بمشاركة مجموعة من الخبراء، قدّم «بيكلى» إيضاحات حول التعبئة الثانية والوضع الحالى للمشروع، وزعم أن سد النهضة لن يؤثر على دول المصب في «مصر والسودان»، مدعيًا، في الوقت ذاته، أن «القاهرة» لديها خزان في بحيرة السد العالى يتجاوز 100 مليار متر مكعب.
إلى ذلك، كشفت صورة فضائية حديثة تم التقاطها السبت الماضى، ارتفاعا بطيئا للغاية في الممر الأوسط للسد، ما يقلل من احتمالية بدء «أديس أبابا» في ملء وتخزين كميات المياه التي أعلنت عنها من قبل، والتى تقدر بنحو 13.5 مليار متر مكعب.
وقال الدكتور عباس شراقى، خبير الموارد المائية، إن صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها، الجمعة، تؤكد أن البناء الجارى لرفع الممر الأوسط لسد النهضة لا يزال ضعيفًا للغاية، الأمر الذي يثير الشكوك حول إمكانية الجانب الإثيوبى في بدء الملء، وتأجيله للمرّة الثامنة، متابعًا: «بحسب صور الأقمار الصناعية، فإن الممر الأوسط للسد الذي يجب رفعه لبدء التخزين، لم يرتفع حتى لمتر منذ فترة».