موقع مصرنا الإخباري:
الناس ليسوا على مذهب واحد، ولا يسيرون على طريق واحدة، فهناك من يرجو الله، وهناك من يرجو الدنيا، ومعه ذلك فإن الجميع يعيشون فى بيت واحد وشارع واحد وبلد واحدة، فكيف يكون التعامل بينهم.
يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الجاثية “قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِى قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” يقول بعض المفسرين إن هذه الآية كانت فى بدايات الإسلام، ولكن الأمر تغير بعد ذلك، ويفسرها البعض الآخر بأن المقصود أن نترك هؤلاء الذين لا يرجون أيام الله يمارسون أذاهم علينا حتى تزيد ذنوبهم وتثقل أكثر يوم القيامة.
قد يكون ذلك صحيحا، لا بأس، ولكننى أحب أن أفكر فى منطقة أخرى مفادها “انجو بنفسك ولا تدخل فى المنطقة الخطر” لا تلغى الآخرين ولا تقبل أن يلغيك أحد، وذلك لأن هناك فرقا واضحا جدا بين من يريد الدنيا خالصة ومن يريد الآخرة، ولكنه لا ينسى نصيبه من الدنيا، النوع الأول نهم متكالب لا يعرف اعتدالا فى شيء، ولا يقيم وزنا للآخرين، والنوع الثانى معتدل يأخذ كل شيء بمقدار، بالتالى عندما يلتقيان فى مكان يبدو الفرق واضحا تماما، النوع الأول مجادل وجدله بلا فائدة، لذا فإن الحل الأفضل هو عدم الصدام معه أو مناقشته أصلا إن أمكن.
بالطبع سوف نتوقف عند قوله سبحانه “يغفروا للذين لا يرجون أيام الله” والمغفرة فى اللغة العربية لها معانٍ عدة منها (العفو، والمسامحة، والستر بالمسامحة، وخبأ، وغطى) ومعانٍ أخرى وفى ظنى أن المقصود هنا “الستر بالمسامحة” أى أن تجعل روحك راضية، وتعرف أن الإنسان الذى يتحدث معك أو يختلف معك منطقه مختلف عن منطقك ورؤيته لا تشابه رؤيتك.
والآية هنا تريد لك أن تقضى حياتك فى راحة بال، وتركز فى نفسك وأحوالك، ولا داعى للخوض فى أمور نتيجتها معروفة مسبقا ومنها أن تجادل أناس أن تعرف أنهم لن يستمعوا إليك أصلا.
بقلم
أحمد إبراهيم الشريف