موقع مصرنا الإخباري:
تزايدت المشاعر العامة ضد إسرائيل بين الشعب المصري منذ أن شن نظام تل أبيب الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأدى مقتل جنديين مصريين على يد القوات الإسرائيلية مؤخراً إلى إثارة استياء كبير ضد النظام الصهيوني.
وكان عبد الله رمضان قد استشهد في تبادل لإطلاق النار بين القوات المصرية والإسرائيلية بالقرب من معبر رفح جنوب قطاع غزة يوم الاثنين.
وتوفي الجندي الآخر إبراهيم إسلام عبد الرزاق، متأثرا بجراحه التي أصيب بها في المعركة المسلحة.
وأقيمت جنازاتهم الأسبوع الماضي حيث أعرب الناس عن غضبهم إزاء مقتلهم على يد القوات الإسرائيلية.
كما أثارت وفاتهم غضباً على منصات التواصل الاجتماعي، النافذة الوحيدة لحرية التعبير في الدولة العربية. ووصف العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الجنود بالشهداء والأبطال الذين ضحوا بحياتهم دفاعاً عن الوطن.
واتهموا الجيش المصري بعدم تنظيم جنازات عسكرية كاملة للجنود القتلى.
جاء ذلك وسط تصاعد التوتر بين القاهرة وتل أبيب بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الغزاوي من معبر رفح في 7 مايو/أيار عقب هجوم بري على المدينة.
وكان أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 نسمة محشورين في رفح قبل أن تقوم إسرائيل بتوغل في المدينة وسيطرت على منطقة عازلة على طول الحدود بين القطاع ومصر.
ووفقا للأمم المتحدة، فر أكثر من مليون شخص من غزة منذ الهجوم الإسرائيلي على المدينة قبل شهر تقريبا.
وقد أصدرت مصر بالفعل تحذيراً شديد اللهجة لإسرائيل بشأن هجوم رفح وسط تقارير تفيد بأن النظام يسعى إلى نقل سكان غزة قسراً إلى شبه جزيرة سيناء.
وأدى حادث المعركة الأخيرة بالأسلحة النارية إلى تراجع العلاقات بين مصر وإسرائيل إلى مستوى جديد. ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، أبلغت مصر إسرائيل بأنها لن تتردد في الرد عسكريا إذا شعرت أن أمنها مهدد.
وتقول مصر إن الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة العازلة في غزة يبدو أنه ينتهك اتفاقيات كامب ديفيد لعام 1978، وهي الاتفاقيات التي توسطت فيها الولايات المتحدة والتي أدت إلى معاهدة سلام بين القاهرة وتل أبيب بعد عام.
وفي أعقاب التوغل الإسرائيلي في رفح، أشارت التقارير إلى أن مصر هددت بتعليق المعاهدة إذا استمر الهجوم على رفح.
كما أعلنت مصر أنها ستنضم رسميًا إلى الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، والتي تتهم النظام بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.
وتقول إسرائيل إن هجومها في رفح، والذي أثار إدانة عالمية، يتماشى مع جهودها لتحقيق “النصر الكامل” على حماس و”تدمير” جماعة المقاومة.
وظل هذا الحلم بعيد المنال في ظل الدعم المتزايد للمقاومة الفلسطينية. كما اتُهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسعي إلى إطالة أمد الحرب لأغراضه السياسية.
في هذه الأثناء، تشير المعركة المسلحة بين القوات الإسرائيلية والمصرية بوضوح إلى أن نظام نتنياهو لا يتورع عن انتهاك الاتفاقات التي وقعتها تل أبيب مع القاهرة قبل 45 عاماً، لأهدافه العسكرية والسياسية.
كما وقعت إسرائيل اتفاقيات تطبيع مع بعض الدول العربية خلال السنوات الماضية. ووصف الفلسطينيون هذه الاتفاقيات بأنها طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وقضيته.
إن الناس في مصر والدول العربية الأخرى التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل يعتبرون إسرائيل العدو الأول لهم.
إن مثل هذا الاستياء وموقف إسرائيل المشجع للحرب تجاه القوات المصرية يجب أن يكون بمثابة علامة حمراء للدول التي تسعى إلى بناء علاقات مع النظام.
إن إسرائيل هي نظام فصل عنصري ذبح أكثر من 36 ألف فلسطيني في الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر على غزة. لا يمكن لصفقات التطبيع أن تغير طبيعة إسرائيل الوحشية. وكما يقول المثل، فإن الفهد لا يستطيع تغيير بقعه!