“هجوم وخراب وإحراق منازل ومركبات وتدمير منشآت للمواطنين”، هذا ما فعله قطعان المستوطنين المحميين بقوة من جنود الاحتلال “الإسرائيلي” وبغطاء كامل من وزراء حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، في بلدات جنوبي محافظة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، إثر هجوم واسع للمتطرفين على المواطنين.
وهاجم المستوطنون بلدة حوارة، وقرى بيتا وقريوت وبورين وعصيرة القبلية جنوب نابلس، وهو ما أدى إلى تدمير كامل لممتلكات الفلسطينيين، وخسائر فادحة تقدر بعشرات الملايين من الدولارات إضافة إلى إصابة عدد كبير بجروح مختلفة، كل ذلك حدث تزامناً مع مخرجات قمة العقبة جنوبي الأردن التي شاركت فيها السلطة الفلسطينية برفقة أطراف عربية و”إسرائيلية” برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف تعزيز التنسيق الأمني بين أمن السلطة والاحتلال، الذي يهدف إلى اجتثاث المقاومة من الضفة المحتلة.
بعد الليلة العصيبة التي شهدتها قرى جنوبي نابلس والدمار الهائل الذي حل بالفلسطينيين وممتلكاتهم، خاصة في بلدة حوارة، كل التوقعات والتحليلات تُشير إلى أن المنطقة ستشهد أيامًا صعبة، قد تكون شراراتها الضفة المحتلة، فما الذي تخبئه الأيام المقبلة؟
المحلل السياسي والمختص في شؤون الصراع د. هاني العقاد، يرى أن المتطرفَين “ايتمار بن غفير” و”بتسلئيل سموتريتش” فتحا الباب على مصراعيه ووفرا للمستوطنين المتطرفين حماية كاملة لشن حرباً شرسة وحقيقية على الفلسطينيين والتنكيل بهم في بلدات جنوبي نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
حرب عرقية ودينية
كما يرى د. العقاد في مقابلة خاصة لـ “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أن الفلسطينيين على موعد مع مرحلة جديدة عنوانها الحرب العرقية والدينية بين الفلسطينيين والمستوطنين المتطرفين، تستدعي وحدة فلسطينية ورص الصفوف لصد هجمات المتطرفين المنطلقين بكل الأدوات المتاحة وبحماية حكومة وجيش الاحتلال، لافتاً إلى امكانية ارتفاع وتيرة الأعمال الفدائية رداً على هجمات المستوطنين.
وأشار إلى أن ما حدث أمس في بلدات نابلس يعني أن الفلسطينيين أمام حرب حقيقية من الآن وصاعداً، قائلاً: “جيش الاحتلال لم يستطع تفكيك كتائب المقاومة الفلسطينية، لذا لجأ إلى افتعال مثل هذه الحرب لاستنزاف المقاومين ولجرهم إلى معركة كبيرة مواجهات دامية، مضيفا: “الاحتلال لن يأبى اتفاقيات سواء في العقبة أو غيرها؛ لأنه سيواصل إجرامه بحق الفلسطينيين كلما أتاحت له الفرصة”.
حبر على ورق
ونوه إلى أن الاتفاقات الأمنية التي ترعاها الولايات المتحدة لحماية المدنيين الفلسطينيين هي حبر على ورق، إذ إن الوفد الأمني الأمريكي الذي شارك في مؤتمر العقبة كان يراقب ويشاهد الحرب التي يشنها المستوطنون في نابلس دون أن يحرك ساكناً، وهو ما يعني أن على الفلسطينيين الاعتماد والدفاع عن أنفسهم بأنفسهم دون اللجوء إلى المجتمعات العربية والدولية.
ورجّح أن المستوطنين سيواصلون تنفيذ مزيد من الهجمات المماثلة على الفلسطينيين في الفترات المقبلة، طالما أن الذي يرعى تلك الهجمات وزراء متطرفون، متوقعاً أن تشهد مزيداً من الهجمات العصابية مسلحة ضد القرى الفلسطينية القريبة من المستوطنات لمحاولة تهجير الأهالي وسلب ممتلكاتهم.
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، يرى أن ما حدث هو سياسية تتبعها حكومة نتنياهو المتطرفة، كونها تضم وزراء متطرفين يسعون إلى تدشين البؤر الاستيطانية في كل شبر من الأراضي الفلسطينية، موضحاً أن الأعمال الإجرامية التي مارسوها أمس لم تكن بشكل عشوائي، بل كانت بفعل مخطط له من قبل المؤسسات الصهيونية الإرهابية سابقاً.
ولفت الصواف في مقابلة خاصة بـ “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، إلى أن القرى والأراضي الفلسطينية المحتلة ستشهد مزيداً من الهجمات الصهيونية المشابهة لما حدث في حوارة وبالبلدات الأخرى، لذا يجب تعزيز المقاومة في كل خطوط التماس، لأنها الطريقة الوحيدة التي توقف وتردع أفعال المتطرفين.
وعن سؤاله حول نشوب انتفاضة ثالثة، بيّن أن ما يحدث هو انتفاضة حقيقية تسير ببطء، وقد تستعر وترتفع وتيرتها عند زيادة الانتهاكات “الإسرائيلية” بحق الفلسطينيين في المناطق المحتلة، داعياً إلى عدم التعويل على أجهزة أمن السلطة في حماية المواطنين؛ كونها تعمل بشكل واضح مع الاحتلال لمحاولة وأد المقاومة الفلسطينية.
اعتدى مستوطنون بحماية مشددة من جيش الاحتلال، الليلة الماضية، على الفلسطينيين وممتلكاتهم ببلدة حوارة وعدة قرى في نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأظهرت صوراً ومقاطع فيديو، حجم الدمار الكبير الذي خلفه المستوطنون إثر الاعتداء على ممتلكات المواطنين الفلسطينيين في حوارة وبلدات أخرى.
وكان وزير جيش الاحتلال “الإسرائيلي” يؤاف غالانت توقع أيام صعبة في الفترة المقبلة، يمكن أن تكون في الضفة أو القدس أو غزة”
وأضاف خلال زيارته لمدينة نابلس:” “نتوقع أيامًا معقدة وصعبة، ونحن مستعدون لجميع التهديدات”.
المصدر: فلسطين اليوم