فى ظل ماراثون الثانوية العامة ومع ظهور النتائج يقع الطلبة وأولياء الأمور في حيرة من أمرهم، ماذا سيفعلون؟ وما هى الكليات المناسبة؟ وكيف سيكون المستقبل؟ وما هى متطلبات سوق العمل؟ وهل ما زال التفوق والنجاح يكمن في الالتحاق بكليات القمة؟ أسئلة ونقاشات تدور في أذهان الطلبة وأولياء أمورهم أثناء كتابة الرغبات ليصبح الأمر بمثابة “كابوس” عند البعض.
لذا، ننصح أبناءنا الطلبة بالهدوء والتحلى بالوعى أثناء الاختيار وكتابة الرغبات، وضرورة رفع شعار “ادرس ما تحب واصنع قمتك بنفسك”، ويجب أن يكون هناك وعى بأن سوق العمل يتغير من فترة لأخرى، بل أن العالم كله يتغير من حولنا فى كل الأسس العلمية والنظرية، والابتعاد عن أسطورة كليات القمة، وأن يكون الاختيار حسب الرغبة في دراسة مجال معين وفقا للقدرات والمهارات لا اتباع نظريات كليات القمة والقاع.
“افعل ما تحب” نعم يجب أن تفعل ما تريد وأن تختار ما يتناسب مع قدراتك ومهاراتك، فلا داع أن تدخل في صراع مستمر خلال المرحلة الجامعية، فهناك نماذج كثيرة التحقت بكليات قمة، وبعد عام أو عامين من الدراسة فشلوا واضطروا للتحويل إلى كلية أخرى، لكن هذا حدث بعد ضياع سنة وسنتين من العمر، وبعد بذل مجهودات دون فائدة، فالقمة ليست فى تخصص أو مجموع أو مهنة وإنما فى التفوق والنبوغ وخدمة المجتمع.
واعلم أيها الطالب وأيتها الطالبة، أن المجتمع يحتاج لكل التخصصات وجميع المهن، وليست هناك كلية أو مهنة فى القمة وأخرى فى القاع، فلدينا نماذج كثيرة لم تلتحق بما يسمى بكليات القمة لكنها أصبحت رموزا في عالمنا وفى مجالات تخصصها، ونبوغها طال السحاب.
ولا تنسى أيها الطالب وأيتها الطالبة أن هناك احتياجات إلى جانب الطب والهندسة بات يتطلبها سوق العمل فى وقتنا الحالى، منها مجالات الطاقة والمياه ونظم الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات واللغات، فما يحدث في مصر الآن من تحول رقمى وحوكمة فتح آفاقا كبيرة في الاستثمار الرقمى، وأتاح متطلبات جديدة من نوعها بسوق العمل، فلابد أن يضع هذا فى الاعتبار أثناء الاختيار.
وختاما، يجب عدم التطلع لكليات القمة في المطلق أو لمجرد تلبية رغبة أولياء الأمور، بل لابد من إعادة النظر في اختيار الكلية على أن يكون نصب الأعين التخصصات الحديثة والاحتياجات الجديدة للدولة حتى يجد الطالب أو الطالبة فرصة عمل في مجاله بعد التخرج ولا يساهم في زيادة البطالة في المجتمع، فوعى اليوم يحميك ويحمى مجتمعك في الغد فكم من كلية كانت بمثابة كلية قمة فى الماضى والآن لم تعد فرجاء الوعى قبل الاختيار..
بقلم أحمد التايب