يتوالى الكشف عن تعاون عسكري متزايد بين السعودية وإسرائيل ضمن توجهات ولي العهد محمد بن سلمان لفرض التطبيع التدريجي مع تل أبيب.
وفي احدث تطور قال موقع Military للشؤون العسكرية إن الطائرات المقاتلة السعودية تتشارك مع نظيرتها الإسرائيلية في تعاون أمني للمرة الثانية.
وذكر الموقع الشهير أن المهمة كانت هي مرافقة الطائرة الأمريكية B-1B Lancer. لكن السعودية أشارت إلى أن المهمة هي تدريبات ثنائية مع القوات الجوية الأمريكية.
كما قال مركز دراسات أمريكي إنه منذ بداية عام 2021 بدأت إسرائيل بالسماح بدخول منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية ضمن القواعد الأمريكية المتواجدة في السعودية.
وأكد مركز Atlantic Council الشهير أن هذه الخطوة جاءت كبديل لحماية المواقع الحساسة للمملكة.
وأشار المركز إلى أن منظومة الباتريوت الأمريكية كانت تحميها سابقًا قبل انسحابها من السعودية.
وفي أغسطس الماضي قدم محمد بن سلمان، عرضا جديدا لإسرائيل مقابل التطبيع الفوري وتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما.
وأفاد مصدر سعودي رفيع المستوى لـ”سعودي ليكس” بأن ولي العهد أرسل رسالة عاجلة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، قدم من خلالها استعداد المملكة للتطبيع العاجل مع إسرائيل.
وطلب بن سلمان – بحسب الرسالة – أن تقوم حكومة الاحتلال بسحب خط تصدير النفط من الإمارات إلى السعودية مقابل التطبيع وتعزيز العلاقات الثنائية بين الرياض وتل أبيب.
وجاء الرسالة بعدما اجتاح الغضب بن سلمان وفريقه المحيط به، إثر اتفاق اقتصادي بين الإمارات وإسرائيل.
ووقع البلدان قبل أيام قليلة اتفاقا مبدئيا يتعلق بشحن النفط الخام والمنتجات النفطية القادمة من دولة الإمارات، ثالث أكبر منتج للنفط في أوبك، إلى الأسواق الأوروبية.
وسيمر النفط عبر خط أنابيب في إسرائيل يربط بين البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، وليس عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد المصري.
وقعت شركة خطوط الأنابيب الأوروبية الآسيوية (EAPC) والحكومية الإسرائيلية وشركة MED-RED Land Bridge Ltd ومقرها الإمارات العربية المتحدة مذكرة تفاهم.
وتقضى المذكرة التعاون في مجال نقل النفط الخام والمنتجات النفطية من الخليج إلى الأسواق الغربية عبر خط أنابيب لنقل النفط بين مدينة إيلات على البحر الأحمر وميناء عسقلان على البحر المتوسط.
وكان خط الأنابيب الذي بني في الستينيات من القرن الماضي يهدف إلى نقل النفط الخام من الدول المنتجة للنفط في الخليج إلى الأسواق الأوروبية.
وقامت إسرائيل ببناء الخط بالاشتراك مع إيران خلال عهد الشاه عام 1968 لكن الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 مثلت نهاية الشراكة وأصبح البلدان في حالة عداء مستحكم وقامت اسرائيل لاحقاً بتأميم الخط.
وفي عام 2016 أمرت محكمة سويسرية إسرائيل بدفع 1.1 مليار دولار أمريكي إلى إيران بالإضافة إلى الفوائد المترتبة على المبلغ لكن إسرائيل ترفض دفع المبلغ متذرعة بقانون اسرائيلي يمنع “المتاجرة مع العدو”.
وحسب موقع بلومبيرغ الإخباري يعامل الجيش والمسؤولون الإسرائيليون المعلومات المتعلقة بما يتم نقله عبر خط الأنابيب على أنها سرية للغاية.
وقال مصدر مطلع على الصفقة لـ”رويترز” إنه إذا تحولت الصفقة الأولية إلى اتفاق نهائي فقد تصل قيمتها إلى 800 مليون دولار على مدى عدة سنوات.
وأضاف المصدر أن إمدادات الخام قد تبدأ بالتدفق اعتباراً من بداية العام المقبل.
ولا تقتصر الاتفاقية على نقل النفط الاماراتي والمشتقات النفطية القادمة من الامارات الى الأسواق الاوروبية والغربية بل ايضا تشمل إمكانية نقل نفط دول أخرى إلى القارة الأوروبية.
كما تشمل الاتفاقية إمكانية نقل النفط القادم من دول حوض البحر الاسود والمتوسط باتجاه الأسواق الآسيوية ما يختصر الوقت والنفقات والتعقيدات الناجمة عن مرور شحنات النفط عبر قناة السويس.
يشار إلى أن معظم النفط القادم من دول الخليج نحو الأسواق الأوروبية يمر إما عبر قناة السويس أو عبر خط الانابيب المصري سوميد الذي تبلغ طاقته نحو مليونين ونصف المليون برميل يومياً.
أما ناقلات النفط العملاقة لا تستطيع المرور عبر قناة السويس بالتالي إما تفرغ كل حمولاتها في مرفأ عين السخنة النفطي على البحر الأحمر
ليجري ضخه عبر أنبوب سوميد إلى مرفأ الاسكندرية على البحر المتوسط ويعاد تحميله في ناقلات النفط لينقل الى الأسواق الأوروبية.
أما الخيار الأخر فهو تفريغ جزء من الحمولة في عين السخنة بحيث تستطيع الناقلة المرور عبر قناة السويس.
ورغم أن دول الخليج ومن بينها الإمارات تملك نصف أسهم خط أنابيب سوميد البالغ طوله 320 كيلو متراً ويعمل حالياً بربع طاقته بسبب تراجع الطلب على النفط.
إلا أن إبرام الامارات هذا الاتفاق مع اسرائيل قد يلحق الضرر بمصالح مصر الاقتصادية وستتأثر عائدات قناة السويس سلباً.
نزاع مستمر
وقللت صحيفة إسبانية من نجاح جهود ولي العهد محمد بن سلمان في التنافس الاقتصادي مع نظيره ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
وأضافت صحيفة الكونفدنسيال الإسبانية أن نجاح السعودية في محاكاة نموذج الأعمال الخاص بجيرانها الخليجيين يبقى محل تساؤل.
وفي 30 يونيو/حزيران 2021، أعلن بن سلمان، أن المملكة تعتزم إطلاق شركة طيران وطنية ثانية، فيما يبدو أنه محاولة لانتزاع مكانة الإمارات كرائدة في مجال النقل الجوي.
وأوضح بن سلمان أن إطلاق الشركة الجديدة يأتي في إطار خطة السعودية الرامية “لترسيخ مكانتها مركزا لوجستيا عالميا”.
وقالت صحيفة الكونفدنسيال الإسبانية، إن التنافس بين الإمارات والسعودية بدأ يمضي إلى أبعد من ذلك.