القيادي حميد: الاعتداء على القدس نذير حربٍ وعلينا الإعداد لعمليات نوعية لأسر جنود الاحتلال لأجل الأسرى

موقع مصرنا الإخباري:

أكد محمد حميد -أبو الحسن- عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم السبت 26/2/2022، أن الاعتداء على القدس لن يكون إلا نذيرَ حربٍ على الاحتلال، وأن مايجري من مشروع تهويد القدس ولأهلنا في الشيخ جراح، لا يُرَى مع ذلك إلا تصاعداً في الحراك المقاوم، وأن أرواح الشهداء التي تُخضب أرض فلسطين، ما هي إلا باعثاً إضافياً للقصاص من هذا المحتل ووقوداً شعبياً لقلب الأوراق أمام الاحتلال الغاصب، لافتاً إلى أن تضحيات الأسرى المستمرة تفرض علينا الإعداد المستمر لعمليات نوعية لأسر مزيدٍ من جنود الاحتلال.

واعتبر القيادي أبو الحسن في حوار مع “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أن عملية اغتيال الشبان الثلاثة في نابلس، ليست إلا إنذاراً نهائياً بسقوطٍ مدوٍ لسلطة التنسيق الأمني وإيذاناً بفنائها وهجراناً لسبيل الهوان، وباعثاً لمزيداً من العمليات الجهادية المقاومة الضاربة في عمق الكيان.

فيما يلي نص الحوار:

س: كيف يمكن تدعيم الانتفاضة في الضفة لتصل كافة المناطق، وتعقيبكم على استهداف الأطفال المتكرر والإعدامات المباشرة؟

ج: بداية نترحم على شهداء انتفاضة الضفة وشهداء شعبنا الفلسطيني المجاهد، ونتقدم لعوائلهم وذويهم بأحر التعازي، ونقول لهم أن دم أبنائكم سيكون مداداً للهيبٍ مقاوم سيهز أركان المحتل، إن ما يجري في الضفة المحتلة اليوم من مشاهد متحدية وتضحياتٍ جسام لهو التعبير الثوري الصادق عن مسلك الشعب الفلسطيني المجاهد في جميع مناطق رباطه، فهو الشعب المدرك لسقوط الاحتلال الأخلاقي رغم رفاهيته الاقتصادية الشكلية، وهو الشعب المتصل بدماء شهدائه رغم البعد الجغرافي، وما من شيءٍ ينقص هذا الوعي المنتج للانتفاضة لتصل إلى جميع المناطق سوى إكسابه مزيداً من الزخم الشعبي والإعلامي واللوجستي، واصطفاف الجمهور الإسلامي حوله لتحقق هذه الانتفاضة غاياتها وأهدافها، أما الإعدامات الميدانية التي يجريها الاحتلال فهي ليست إلا سلسلة ممتدة من الإجرام والإرهاب الصهيوني الذي يستهدف الحجر والبشر والشجر، ولا أرى أرواحهم الصاعدة إلى السماء إلا باعثاً إضافياً للقصاص من هذا المحتل ووقوداً شعبياً لقلب الأوراق أمام الاحتلال الغاصب.

س: هل تتوقع استمرار وتيرة المقاومة والانتفاضة في الضفة وتحديداً المسلحة؟ هل تتوقع أن تصبح منظمة وما هي عوامل استمرارها؟

ج: الناظر لانتهاكات الاحتلال في جميع ربوع الوطن، وخاصةً مشروع تهويد القدس وما يجري لأهلنا في الشيخ جراح، لا يرى مع ذلك إلا تصاعداً في الحراك المقاوم، فلا يفل الحديد إلا الحديد، وشعبنا الفلسطيني اليوم ماضٍ نحو طريق الجهاد والمقاومة سبيلاً وحيداً لدحر الاحتلال، فبعد العمل العسكري الفردي في الضفة الغربية خلال انتفاضة القدس، ها هو العمل اليوم يكتسب طابعاً منظماً وليست كتيبة جنين عنا ببعيد وهي تخوض اشتباكاتٍ عنيفةً مع الاحتلال وتغير المرة تلو المرة على قواته، بما يبعث بالاطمئنان على ولادة ذراعٍ عسكرية ضاربة في الضفة المحتلة، لكن ذلك يلقي على عاتقنا أعباءً ثقيلة في دعم صمود هذه الثلة المجاهدة ومد يد العون لها دعاءً وإعلاماً ومالاً وعتاداً ما أمكن، وكف يد قوى الظلام التي قد تساعد الاحتلال على وأد شمعتها.

س: كيف رأيتم عملية الاغتيال المباشرة للشبان الثلاثة في نابلس، وهل تتوقع أن يكون لها ما بعدها، خاصة رفض الكثيرين لما جرى مع وجود أجهزة أمنية للسلطة؟

ج: سبق أن ذكرنا أن واجبنا لدعم جهاد شعبنا المسلح في الضفة كف يد قوى الظلام التي تعمل لصالح راحة الاحتلال تحت مظلة التنسيق الأمني، فلم يكن عجباً أن يقدم الاحتلال على اغتيال ثلاثة فرسانٍ كما اغتال القادة المجاهدين فيما سبق، وما ذاك إلا أن هؤلاء الأحياء قد أذاقوه الويلات وأرهقوا أمنه وبددوه، فدماءهم قدر شعبنا المجاهد ودليل هداه، ولكن الذهول والصدمة التي أصابت جموع شعبنا الفلسطيني كانت ناتجة عن الكيفية التي تمت فيها عملية الاغتيال في ظل شبهات التنسيق المسبق مع قوات التنسيق الأمني وتواطئها على ذلك، إن عملية الاغتيال هذه ليست إلا إنذاراً نهائياً بسقوطٍ مدوٍ لسلطة التنسيق الأمني وإيذاناً بفنائها وهجراناً لسبيل الهوان، وباعثاً لمزيدٍ من العمليات الجهادية المقاومة الضاربة في عمق الكيان.

س: على ذكر السلطة، مؤخراً كان اجتماع المركزي وتلاه قرار تحويل منظمة التحرير لدائرة من دوائر السلطة، فما تعقيبكم؟

ج: لا شك أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وينبغي أن تكون تعبيراً حقيقياً عن مكونات المجتمع السياسي الفلسطيني وينبغي أن ترتهن لإرادة جموع الشعب الفلسطيني، ولكن ثلة التنسيق الأمني تختطف هذه المنظمة وتستأثر بإداراتها في ظل اعتراف الاحتلال والغرب بها كرائدة لهذا الجسم المختطف، بل إن هؤلاء المختطفين يصادرون إرادات الشعب الفلسطيني، ولم يحافظوا على ثقل هذه المنظمة النضالية، إلى الحد الذي بدأوا في اختزالها في سلطة أوسلو، علماً أن هذه المحاولات لم تبدأ بمشروع القرار بقانون الأخير، بل إن هذه المحاولات بدأت منذ ولادة سلطة أوسلو التي تتضخم يوماً بعد يوم على حساب منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل الكيان المعنوي للفلسطينيين في الداخل والشتات، ليأتي مشروع القرار بقانون هذا كنتيجة حتمية لهذا التضخم في ترسيخ غير محمودٍ لسيادة هذه المؤسسات على المنظمة، وهو أمرٌ نجدد فيه نداءنا للعمل على إصلاح هذا الموروث الفلسطيني وتحريره من مختطفيه وترك أمره لأبناء الشعب الفلسطيني وفق انتخابات نزيهة في الأماكن التي يمكن عقدها فيها، والتوافق السياسي في الأماكن التي يتعذر فيها إجراء هذه الانتخابات.

س: يتم الحديث بين الفينة والأخرى عن خلافات داخل أروقة السلطة حول وريث عباس كيف تنظرون لها؟

ج: لم تكن السلطة يوماً أمراً ذا أهمية، ولكن ما يعنينا في هذا الأمر حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الشقيقة الكبرى وصاحبة السجل النضالي المشرف، والتي نمني أنفسنا بأن يتولى زمامها من يعيدها إلى المربع الصحيح حيث المواقع التي تبوأها آباؤها المؤسسون، وينبري لمعالجة عثرات وأخطاء الآخرين بغض النظر عن الأسماء والمسميات.

س: الأسرى في السجون يديرون معركتهم، هل سيكون عام انتصار الأسرى في السجون، وما وسائل دعمهم والانتصار لهم؟

إن إخواننا الأسرى أصحاب الجهاد المستمر على مدار الساعة، هم المجاهدون بحرياتهم وأوقاتهم، هم المجاهدون بأمعائهم الخاوية، هم المنتصرون في كل آنٍ طالما رفعوا شعار التحدي للاحتلال رغم افتقارهم للتسلح المادي وتسلحهم بإيمانهم بالله عز وجل  وبعدالة قضيتهم، نسأل الله أن يشهد هذا العام تفريج كربهم ونيل حريتهم وردهم إلى ذويهم سالمين، فتضحياتهم المستمرة تفرض علينا الإعداد المستمر لعمليات نوعية لأسر مزيدٍ من جنود الاحتلال في سبيل فكاكهم، وتتطلب من المفاوض الفلسطيني نفساً طويلاً ومتأنٍ في سبيل إنجاز صفقة مشرفة، وتتطلب من جموع شعبنا مؤازرتهم شعبياً وجماهيرياً، فلا ينبغي أن يتأخر مسلمٌ عن نصر أخيه المسلم (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر).

س: تعود الشيخ جراح للواجهة مجدداً، وهذه المرة بإرسال إخطارات هدمٍ لجميع المنازل، فهل نحن مقبلون على تصعيد كما السابق من أجل القدس، أم أن الاحتلال يحاول المراوغة لمنع ذلك؟

ج: إن قرار مقاومتنا المجاهدة وخاصةً سرايا القدس في أيار 2021 كان واضحاً وجلياً أن المساس بالأماكن المقدسة لن يتم السكوت عليه، وأن الاعتداء على القدس لن يكون إلا نذيرَ حربٍ على الاحتلال، ولم يمضِ من الزمن الكثير حتى ينسى الاحتلال معركة سيف القدس وأداء المقاومة الفلسطينية المجاهدة فيها، فأياً كانت نية الاحتلال، فرد المقاومة في غزة حاضرٌ ومتأهبٌ وحراك شعبنا في الضفة المحتلة أصبح يحمل طابعاً عسكرياً، وفلسطينيو الداخل لن يقفوا مكتوفي الأيدي أيضاً.

س: يجري الآن العودة لمخططات استيطانية توقفت للحظة، من بينها عطاء استيطاني منذ 1983 يستهدف مناطق A، فمن أين جاءت هذه القوة والتمادي؟

ج: إن جريمة الحرب هذه ليست إلا ترجماناً للإجرام والحقد والعنصرية الصهيونية التي رافقت نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، هذه الجريمة المستمرة بحق أرضنا الفلسطينية ازدادت وتيرةً مع تواضع ردات الفعل العالمية والتي اقتصر معظمها في مقاطعة بعض المنتجات الاقتصادية للمستوطنات بالإضافة إلى سياسات الولايات المتحدة المنحازة، فضلاً عن الموقف العربي المتخاذل الطرب بالتطبيع، فبعد التخلي عن أرض فلسطين التاريخية والاستجداء بمبادرة السلام العربية التي حاولت منح سيادة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، ها هو العربي متلهف ولاهث خلف التطبيع المجاني دون أن يتمسك بهذه الاتفاقية الهزيلة، بالإضافة إلى تهاون سلطة أوسلو السعيدة بعقد اجتماعات مع وزير حرب الاحتلال وتراجعها النسبي عن موقفها العقيم في تجميد المفاوضات مع المحتل، كل هذه العوامل فتحت الباب بشكلٍ واسع للاحتلال للاستفحال بهذه الممارسات الاستيطانية.

س: الجزائر كانت بيتاً استضاف الفصائل، هل توقفت الحوارات عند مغادرة البيت المضيف؟

ج: بداية نتقدم بالشكر لدولة الجزائر بلاد المليون شهيد، وصاحبة المسيرة الثورية الأسطورية العريقة التي عاشت ظروفاً مشابهة لظروف الشعب الفلسطيني على دعوتها لحركة الجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية في محاولة لرأب الصدع الفلسطيني، أم فيما يتعلق بحوارات المصالحة فقد سبق أن أكدنا على أن المخرج متمثل بترتيب البيت الداخلي الفلسطيني عبر الاحتكام إلى اتفاق القاهرة 2005م وتفاهمات الأمناء العامين في بيروت وذلك عبر الاتفاق على برنامج وطني وفلسطيني مقاوم، ومن ثم الذهاب إلى انتخابات المجلس الوطني في الأماكن التي يمكن عقدها فيها، والارتكان إلى صيغة التوافق في الأماكن التي يتعذر إجراؤها فيها، فهذه الصيغة وحدها الكفيلة في ترجمة اتفاقات المصالحة على الأرض، وتحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية والتوافق على برنامج وطني مقاوم، وهي صيغة قابلة للتطبيق في كل زمانٍ ومكانٍ تدعى إليه مكونات الشعب الفلسطيني.

س: مؤخراً كانت مسيرة حسان التابعة لحزب الله، كيف لها وما هي رسالة المقاومة؟

ج: إن مشروع المسيرات المقاتلة يذكرنا بدور الشهيد القائد/ قاسم سليماني قائد فيلق القدس في تطوير قدرات المقاومة، فالشهيد/ سليماني أعطى لنا العهد عند لقائنا به بتزويد المقاومة الفلسطينية بتقنية تصنيع المسيرات بكافة أنواعها، فقد أعلن الحزب أن هذه المسيرة قد تم تصنيعها ذاتياً، فلهذه المسيرة مدلولين استراتيجيين أولاهما: الإيذان باستطاعة حركة حزب الله تصنيع هذه المسيرات ذاتياً وفقدان الحاجة إلى استقدامها من الخارج وهو أمرٌ يبعث على الاطمئنان بأن مساعي الاحتلال لقطع طرق الإمداد أمام المقاومة باتت دون فائدة، فالمقاومة الإسلامية قادرة اليوم على تصنيع سلاحها النوعي بإمكاناتها المحلية وبقدراتها المتواضعة، أما المدلول الثاني متمثل بسقوط هيئة منظومات الدفاع الجوي الصهيوني وأهمها منظومة القبة الورقية التي حطمت غطرستها صواريخ المقاومة في غزة ثم عاودت مسيرة صغيرة الحجم تحطيمها دون رجعة، فماذا سيفعل الاحتلال غداً أمام مئات من هذه المسيرات المتنوعة المطلقة في آنٍ واحد؟!

س: كشف مؤخراً عن تفكيك وكشف حزب الله شبكات تجسس في لبنان، فما تعقيبكم على ذلك؟

ج: إن الاحتلال الصهيوني يرى بحركة حزب الله التهديد الاستراتيجي الأكبر في الجبهة الشمالية، ولا يخفى على أحدٍ الحرب الاستخبارية الدائرة بينهما، فمثل هذه الضربات لمنظومات التجسس تزيدنا اطمئناناً بقدرات الحزب على مواجهة هذه الحرب بل وإيلام الاحتلال عبر إجهاض محاولات تجسسه.

س: مقبلون على يوم القدس العالمي، ما دلالة توقيته الآن خاصة مع ما تتعرض له المدينة من انتهاكات صهيونية؟

ج: إن صرخة القدس التي أطلقت خلال السنوات الأولى لانتصار الثورة الإسلامية في إيران هي التعبير السوي عن الانحياز للشعب الفلسطيني والذي ينبغي أن يصدر من كل مسلم، إن مثل هذه الصرخات تشعر الشعب الفلسطيني أنه ليس وحيداً بل إن لديه ظهيراً إسلامياً عظيماً، فما أحوج شعبنا في القدس لهذه الوقفات العالمية ذات الدلائل الهامة في الوقت الذي يتكالب فيه العالم عليه.

المصدر: فلسطين اليوم

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى