القصف الجوي الإسرائيلي في الضفة يتصاعد ويفرض حقائق جديدة

موقع مصرنا الإخباري:

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن “إسرائيل” نفذت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تزامناً مع عدوانها على قطاع غزة، 62 غارة جوية في الضفة الغربية باستخدام طائرات الأباتشي أو إف-16 أو الطائرات بدون طيار.

لن تنسى أسماء الجابر اليوم الذي قصفت فيه طائرات الاحتلال منزلها وقتلت ابنها وسط مخيم نور شمس في مدينة طولكرم في يونيو/حزيران الماضي.

وفي الأشهر الأخيرة عادت إسرائيل إلى استخدام القصف بالطائرات المقاتلة في الضفة الغربية، وهي التقنية العسكرية التي توقفت عن استخدامها منذ انتهاء انتفاضة الأقصى في أوائل عام 2005.

وتشمل هذه الاستهدافات المنازل والمركبات وحتى تجمعات الأشخاص الذين يزعم الجيش الإسرائيلي أنهم مطلوبون، مع التركيز بشكل أساسي على مدن جنين ونابلس وطولكرم التي تعتبرها إسرائيل بؤراً للجماعات الفلسطينية المسلحة.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وبالتزامن مع عدوانها على قطاع غزة، نفذت إسرائيل 62 غارة جوية في الضفة الغربية باستخدام طائرات الأباتشي أو إف-16 أو الطائرات بدون طيار، بحسب القناة 14 الإسرائيلية.

المنزل تحول إلى ركام

في الثلاثين من يونيو/حزيران خرجت أسماء لزيارة والدتها عند الظهر بينما كان أبناؤها في العمل وذهبت بناتها لزيارة خالتهن. ولم يبق في المنزل سوى ابنها أشرف (20 عاماً).

كانت الساعة الثانية ظهراً حين سمع صوت طائرة حربية إسرائيلية في سماء مخيم نور شمس، وبعد قليل أطلقت ثلاثة صواريخ على منزل أسماء، أحدثت انفجارات هائلة تردد صداها في المدن المجاورة.

فزع صوتها وسيطر على أعصابها شعور بالرعب، فركضت نحو منزلها لتجده قد تحول إلى ركام، فبدأت تنادي على ابنها “أشرف… أشرف” وهي تبكي بحرقة.

وبعد أكثر من نصف ساعة من البحث تحت الأنقاض، تم إخراج أشرف حياً ولكنه مصاب بجروح خطيرة توفي على إثرها بعد ستة أيام، فيما قتل على الفور قريبه سعيد الجابر الذي كان متواجداً في الطابق الأرضي من المنزل.

“اتهمت إسرائيل الجابر بالمسؤولية عن عدة عمليات ضد جنود إسرائيليين، متجاهلة أن القصف أدى إلى هدم منزل من ثلاثة طوابق يسكنه عائلة مكونة من عشرة أفراد، وتسبب في إصابة فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا، كانت في المنزل المجاور، بشظايا في رقبتها.

“كان الصوت رهيبًا، وعندما رأيت المنزل لم أتمالك نفسي وبدأت في البكاء. كل شيء مدمر ولم يعد صالحًا للسكن. حتى منازل الجيران تضررت من القصف”.

اضطرت أسماء وعائلتها إلى استئجار منزل صغير على أطراف المخيم، لكنها لن تنسى أبدًا الصوت الذي هز المنطقة، مما أدى إلى مقتل ابنها وهدم منزلها – المكان الذي عاشت فيه منذ زواجها وتربت فيه جميع أطفالها.

“لم نستطع إخراج أي شيء من المنزل، فقط الملابس التي كنا نرتديها. حزنت لمغادرة الحي وخشيت أن تتعرض المزيد من المنازل لمثل هذا القصف الوحشي”، أضافت.

وفي 17 كانون الأول/ديسمبر، قُتل أيضاً ابن شقيقة أسماء محمود الجابر بغارة لطائرة بدون طيار استهدفت مجموعة من الفلسطينيين داخل المخيم.

المخاطر القائمة

كما أن مخيم بلاطة شرقي نابلس ليس غريباً على الغارات الجوية الإسرائيلية.

أخبرنا رئيس اللجنة الشعبية في المخيم أحمد ذوقان أن 21 منزلاً لم تعد صالحة للسكن بسبب القصف المتكرر من قبل الطائرات بدون طيار، بما في ذلك منازل دمرت بالكامل.

بالإضافة إلى ذلك، تضرر أكثر من 200 منزل جزئياً، ولا يزال أصحابها يعيشون فيها في ظروف صعبة، مع تزايد المخاوف من عدم قدرتهم على البقاء فيها مع اقتراب فصل الشتاء.

وأوضح قائلاً: “تعرضت عدة منازل في المخيم لقصف متكرر، مما أدى إلى انهيار جدرانها، لذلك أكملنا هدمها لأنها أصبحت تشكل خطراً على حياة السكان”.

وبسبب طبيعة البناء المتماسك للمنازل داخل المخيمات، فإن أعداداً كبيرة منها تتضرر أثناء أي استهداف، مما يشكل تحدياً للسكان للبقاء فيها رغم خطر التعرض لأضرار جسيمة.

وتعرض مقر حركة فتح في مخيم بلاطة للقصف عدة مرات، حيث تزعم “إسرائيل” أنه مكان لتجمع المقاتلين وتخزين العبوات الناسفة.

ويضيف زوقان: “تم قصف هذا المبنى أكثر من أربع مرات، والآن يشكل خطراً على السكان لأنه معرض للانهيار، لذلك قررنا هدمه، لكننا نفتقر إلى الموارد وغير قادرين على تلبية مطالب الناس بشكل كامل في مواجهة الهجمات الإسرائيلية الشرسة على كل شيء في المخيم”.

“توسع العدوان”

دفعت عمليات القصف والغارات الجوية المتكررة في الضفة الغربية الفلسطينيين إلى محاولة تصور المرحلة المقبلة، متسائلين عما إذا كانت العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدن والمخيمات ستتحول بشكل كامل إلى هجمات جوية.

ويعتقد الباحث والمحلل السياسي ساري سمور أن استخدام سلاح الجو في الضفة الغربية يكشف “إن إسرائيل تنوي توسيع عدوانها”.

ويعتقد أن استخدام القصف الجوي في الضفة الغربية يثبت أن حرب إسرائيل المدمرة في قطاع غزة ليست مجرد رد على هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إذ لا توجد أسلحة وقدرات عسكرية في الضفة الغربية كما في غزة.

وأوضح أن “القصف هو توسع للعدوان، وإسرائيل لا تريد الدخول في مواجهات مباشرة مع المسلحين، حيث يكون هناك احتمال لإصابة وقتل جنود”.

أما عنوان المرحلة المقبلة في الضفة الغربية، فسوف يرتبط بنتائج الحرب في غزة وتداعياتها ونتائجها، كما قال، ولكن من المرجح أن تستخدم إسرائيل سلاح الفوضى الاستيطانية في محاولة لتهجير الفلسطينيين.

ووفقا لسمور، فإن هذا لا يعني أن قصف المنازل والمدنيين بالطائرات العسكرية سيتوقف، بل سيصاحبه إطلاق العنان للمستوطنين للتصرف دون عقاب.

قطاع غزة
فلسطين المحتلة
الضفة الغربية المحتلة
الحرب على غزة
فلسطين
غارات الضفة الغربية
إبادة غزة
الضفة الغربية
غزة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى