قال دبلوماسيون حضروا اجتماعاً لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نقلاً عن مديرها رافاييل غروسي، إن إيران أبلغت الوكالة، في خطاب، بأنها تعتزم فصل 20 كاميرا مراقبة ومعدات رقابة أخرى تابعة للوكالة من مواقعها النووية.
ويبدو أن خطوة إيران تأتي بمثابة ردّ إضافي على قرار صادر عن المجلس انتقد طهران لإخفاقها في تفسير آثار اليورانيوم التي تم العثور عليها في مواقع غير معلنة، وهو قرار تمّ تمريره مساء أمس الأربعاء.
وأكد غروسي، في مؤتمر صحافي، الخميس، أن إيران تزيل جميع معدات المراقبة الإضافية التي وضعتها الوكالة بموجب الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، محذراً، وفق “رويترز”، من أنه لم يتبقَ سوى ثلاثة إلى أربعة أسابيع قبل أن يصبح من المستحيل إحياء الاتفاق.
وأضاف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رداً على سؤال عما سيحدث إذا لم تتم إعادة بعض المعدات التي تمت إزالتها في غضون ثلاثة أو أربعة أسابيع: “أعتقد أن هذا سيكون بمثابة ضربة قاصمة (لإحياء الاتفاق)”.
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن أميركا والغرب يدركون بأن إيران لا تسعى وراء القنبلة النووية، لافتاً إلى أنهم في فترة ما أقروا بأنه يمكنهم تجاهل كل مشكلاتهم مع البرنامج النووي الإيراني شريطة تخلي ايران عن دعم فلسطين والاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عنه تأكيده، لدى لقائه الأربعاء مع حشد من العلماء ورجال الدين البارزين من الشيعة والسنة في نيودلهي، وضمن استماعه لآراء ووجهات نظر العلماء المسلمين ومقترحاتهم وتقييماتهم، أن “إيران تعتبر دعم تحرير القدس مسؤولية دينية وأخلاقية لها، وهي ملتزمة بها تماماً”.
وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تبنّى، مساء أمس الأربعاء، بأغلبية كبيرة في فيينا، قراراً ينتقد إيران رسمياً على عدم تعاونها، كما قالت مصادر دبلوماسية لوكالة “فرانس برس”.
وهذا النص الذي قدمته الولايات المتحدة ومجموعة الدول الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) هو أول انتقاد لطهران تصوّت عليه وكالة الأمم المتحدة منذ يونيو/ حزيران 2020، على خلفية تسريع البرنامج النووي الإيراني وتوقف المفاوضات الرامية إلى إحياء اتفاق العام 2015.
ووافق 30 عضواً على القرار الذي عارضته روسيا والصين، وفق دبلوماسيين، فيما امتنعت الهند وليبيا وباكستان عن التصويت.
وقبل إعلان تبني القرار، بادرت طهران إلى وقف عمل كاميرتين وضعتهما الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة أنشطتها النووية.
وقال المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي، الذي راقب فصل الكاميرتين، إن طهران “تدرس إجراءات أخرى”، آملاً في عودة الغربيين والوكالة إلى “رشدهم وأن يردوا على تعاون طهران بالتعاون”.
واستنكرت وزارة الخارجية الإيرانية، مساء الأربعاء، في بيان، إصدار قرار ضد طهران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واصفة إياه بأنه “خطوة سياسية غير صحيحة وغير بناءة”.
وأعلنت أنها “اتخذت خطوات عملية، منها تشغيل أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وإطفاء كاميرات مراقبة كانت موضوعة خارج اتفاق الضمانات” التابع لمعاهدة انتشار الأسلحة النووية.
وقالت الخارجية الإيرانية إن هذه الخطوات جاءت رداً على ما وصفته بأنه “التوجه غير البناء للوكالة الدولية للطاقة الذرية وإقرار القرار” الغربي ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
المصدر: العربي الجديد