دعت الصين، جارتها الفلبين إلى “التفكير بجدية” في مستقبل العلاقات بين البلدين، التي وصلت إلى “مفترق طرق” وذلك في تعليق نشرته صحيفة “الشعب” اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم، اليوم الاثنين، وسط توترات في بحر الصين الجنوبي، خاصة فيما يتعلق بجزر “سابينا”.
وجاء في التعليق أن “العلاقات الصينية – الفلبينية تقف عند مفترق طرق وتواجه خياراً بشأن الطريق الذي يتعين أن تسلكه”. وأضاف أن “الحوار والتشاور هو الطريق الصحيح، حيث لا يوجد مخرج من الصراع من خلال المواجهة”.
وتابع أن مانيلا “يجب أن تفكر بجدية في مستقبل العلاقات الصينية – الفلبينية والعمل مع الصين لدفع العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحيح”.
وتبادلت الفلبين والصين على مدى الأشهر القليلة الماضية، الاتهامات بالتسبب في تصادم متعمد بين سفن خفر السواحل في جزر “سابينا” المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. وفي 31 آب/أغسطس الماضي، ادّعت الفلبين أن سفينة صينية “اصطدمت بشكل مباشر ومتعمد” بسفينتها، بينما اتهمت بكين الفلبين بالاصطدام “عمداً” بسفينة صينية.
وألقت هذه الحوادث بظلالها على جهود الدولتين لإعادة بناء الثقة بينهما وإدارة المواجهات بشكل أفضل بما في ذلك إنشاء خطوط اتصال جديدة لتحسين التعامل مع النزاعات البحرية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج، إن التصعيد في جزر “سابينا” كان بسبب الوجود “الطويل الأمد” لسفينة خفر السواحل الفلبينية بي آر بي تيريزا ماجبانوا و”نيتها احتلال المكان”، مؤكدة دعوات مانيلا لإزالة السفينة.
من جهته، قال وزير الخارجية الفلبيني إنريكي مانالو للصحفيين “لقد فوجئنا بهذا الحادث”، مؤكداً تقديم شكوى رسمية. ونددت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتحركات بكين، ووصفتها واشنطن بأنها “تصعيدية” وهددت بأن معاهدة الدفاع مع الفلبين تمتد إلى الهجمات المسلحة في بحر الصين الجنوبي.
كما انتقد الاتحاد الأوروبي وأستراليا بشكل منفصل التحركات “الخطيرة” التي قام بها خفر السواحل الصيني، بينما قال مبعوث اليابان في مانيلا إن طوكيو “تعارض أي محاولات أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن بالقوة أو الإكراه” في بحر الصين الجنوبي، حد تعبيره.
ونشرت مانيلا السفينة في جزر “سابينا” منذ أكثر من أربعة أشهر، وقالت إن هذه الخطوة تأتي بهدف ردع الصين ومنعها البناء على الجزر، على غرار الاتهامات التي تزعم أن الصين تسعى لبناء الجزر في أماكن أخرى في الممر المائي الرئيسي.
في هذا السياق، اقترح قائد القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ الأدميرال سام بابارو، خلال زيارة إلى مانيلا، القيام بإجراء مرافقة السفن الأميركية للسفن الفلبينية في مهام إعادة الإمداد، عبر معاهدة الدفاع المتبادل الملزمة بين واشنطن ومانيلا.
المصدر: الميادين